قول الحسين ع شاء الله أن يراه قتيلاً ، فهذه مشيئة الله ليس ليزيد فيه دور
الجبر والاختيار
منذ 15 سنةقول الإمام الحسين ع شاء الله أن يراه قتيلاً ، فهذه مشيئة الله وليس ليزيد فيه دور
السؤال : إذا كان الله عزّ وجل أعطى الناس إرادة ، فلمإذا قال الإمام الحسين : « إنّ الله شاء أن يرى النساء سبايا ، وشاء أن يراني قتيلاً » .فهذه تعتبر مشيئة الله ولا يمكن ليزيد ومن معه أن يتراجع عنها أو يغيرها فكأنّها جبر ، وليس تخيير .
الجواب : من سماحة الشيخ محمّد هادي آل راضي
الإرادة والمشيئة الالهية التي تتعلق بافعال العباد لا تعني الجبر ولا تستلزمه ، ففي الوقت الذي نؤمن فيه بأنّ كل شيء يحدث في العالم هو بقضاء الله سبحانه وقدره ، نؤمن أيضاًبأن ما يصدر من العباد من افعال تصدر منهم بمحض اختيارهم من دون جبر واكراه ، ولذا صحّ نسبة الافعال اليهم واستحقوا عليها الثواب والعقاب ، قال تعالى :{وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}(الشمس/7 ـ 8). {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا}(الإنسان/3).
وحلّ المسألة يكمن في أنّ قضاء الله سبحانه ومشيئته تتعلق بالفعل الصادر من العبد اختياراً ، فتحقق المشيئة ليس هو الفعل على كل حال حتى يلزم الجبر بل الفعل على أن يصدر منه بالاختيار والإرادة ، نظير العلم ، لاحظ مدرس في مدرسة قد يعلم لخبرته بطلابه إنّ فلاناً منهم ينجح في الامتحان ، وآخر يفشل فيه ، وعلمه جازم ليس فيه أي تردد إلاّ أنّ ذلك لا يعني انّ الفشل والنجاح الصادرين من الطالب ليس اختيارين بل هما صدرا منهم بالاختيار ، وهو متعلق العلم.
التعلیقات