ما هي الرجعة؟
الرجعة
منذ 15 سنةما هي الرجعة ؟
السؤال : ما هي الرجعة ؟ وهل عدم معرفتي بها وبالمعتقدات الأخرى يؤثر عليّ ، وسأحاسب عليه ؟ هل يجب عليَّ دراسة العقيدة ؟
الجواب: من سماحة الشيخ محمّد السند
عقيدة الرجعة هي رجوع الأموات إلى دار الدنيا قبل يوم القيامة لاسيما أولياء الله تعالى واصفياؤه :{وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ}(القصص/5) . وقد وعد الله تعالى أن العاقبة للمتقين ؛ قال تعالى:{وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا}(النمل/83). وهذا الحشر ليس هو الأكبر يوم القيامة المشار إليه في قوله تعالى:{وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا}(الكهف/47). بل هو حشر الرجعة غير الشامل لكل البشرية بل لمن محض الإيمان محضاً ومن محض الكفر محضاً .
وقال تعالى :{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي}(النور/55).
وقال تعالى:{وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لاَ يُوقِنُونَ}(النمل/82). ومن ذلك يعلم أنّ ما ورد من روايات في خروج دابة الأرض مع الميسم ـ تسم المؤمن على جبينه بالإيمان وتسم الكافر والمنافق على جبينهما بالكفر ـ من طريق الفريقين هي من روايات الرجعة ، وكذلك بعض الآيات التي يحسب أنّها من آيات القيامة الكبرى ليست هي كذلك بل هي بالتدبير من آيات الرجعة .
وأمّا ضابطة العقائد التي يحاسب عليها الإنسان ويجب تعلمها والعقائد التي لا يجب تعلمها ولكن بعد تعلمها يجب الاعتقاد بها ، فهي أنّ أصول الدين الخمسة ، وأصول المعارف يجب الاعتقاد بها على كل مكلف سواء الجاهل والعالم ، وعلى ذلك فيجب تعلّمها مقدمة للمعرفة والاعتقاد الصحيح بها ، وأمّا غيرها من العقائد والمعارف في الشريعة ، فوجوب الاعتقاد والمعرفة بها مقيد ومشروط بحصول العلم بها ، ولا يجب تحصيل العلم بها ، نعم تحصيل العلم بها كمال وراجح أكيداً شرعاً بالغ نهايته ، والمعرفة أعظم أجراً من العمل بالفروع ، وإن كان العلم يهتف بالعمل .
نعم هناك فرق بين الضروري ، وما هو من أصول الدين ، فإنّ الضروري أعم من ذلك والضروري إنّما يجب الاعتقاد به باعتبار أنّه يولّد العلم بالمعرفة والاعتقاد .
التعلیقات