الإيمان بالبداء يستلزم جهل الله تعالى بالأشياء
البداء
منذ 15 سنة
الإيمان بالبداء يستلزم جهل الله تعالى بالأشياء
السؤال : إنّ إيماننا نحن أصحاب مذهب أهل البيت عليهم السلام بقضية البداء يشكل قاعدة من قواعد الخلاف بيننا وبين أهل السنة . حيث يزعمون أننا كافرون ؛ لأننا نقول بأنّ الله يعلم بعد جهل ويستدلون على زعمهم هذا بما ورد في كتاب الكافي للكليني من روايات تقول بأنّ الإمام جعفر الصادق عليه السلام كان يقول بإمامة ابنه اسماعيل ، فلما توفي بدا لله أن تتحول الإمامة إلى الإمام موسى الكاظم عليه السلام .
وقد قال الصادق عليه السلام : « ما بدا لله في شيء كما بدا له في ابني إسماعيل » .
فهل هذا فعلاً هو مفهوم البداء ؟
وما الذي تعنيه عبارة الإمام الصادق عليه السلام ؟ وما الذي تعنيه العبارة التي نقرأها في زيارة الإمامين العسكريين صلى الله عليه وآله « السلام عليكما يا من بدا لله في شأنهما » .
وكيف لي أن أرد على من يوجه مثل هذا الاتهام لي ؟
الجواب : من سماحة السيد الميلاني
قواعد الخلاف بين الفريقين كثيرة ، لكنّ المهمّ معرفة العقيدة الموافقة للكتاب والسنّة الصحيحة ، وتمييزها عن العقيدة المخالفة لهما . هذا أولاً .
وثانياً : لا بدّ لكلّ باحثٍ حرٍّ منصفٍ أن يرجع للوقوف على عقيدة أية فرقةٍ من الفرق إلى الكتب المعتبرة عند تلك الفرقة ، لا أن يأخذها عن لسان غيرها خاصّةً المخالفين لها.
وثالثاً : متى قلنا بأنّ الله يعلم بعد جهل ؟ وأين الرواية الدالّة على هذا في كتبنا ؟ وأين التصريح بذلك من أحد علمائنا ؟ إنّه ليس هذا بأوّل اتّهام منهم لنا ولا الأخير ، إنّهم اتّهموا النبيّ والأئمة وكبار الطائفة بأقبح التّهم ، ولذا كانوا ولا يزالون هم السبب في الاختلاف والتفرقة وهزيمة المسلمين أمام الكفّار.
إنّ : « البداء » في رواياتنا معناه قدرة الله تعالى وبسط سلطانه على الأشياء حتى بعد تقديراته فيها ، فهي عقيدة من صلب التوحيد ومن متن القرآن المجيد ، قال عز وجل :{وَقَالَتْ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}(المائدة/64). فهو تبديل وتغيير للحكم والتقدير ، وهذا المعنى جارٍ في روايات الباب في كلّ موردٍ .
وبإمكانكم مراجعة الكتب المؤلّفة في بيان خصوص هذه العقيدة وسائر كتب علمائنا في العقائد ولعل ايسرها واوفرها كتاب ( عقائد الإمامية ) للعلاّمة المظفر .
التعلیقات