كيف كان قرب الرسل لله في المعراج
الإسراء والمعراج
منذ 15 سنة
كيف كان قرب الرسل لله في المعراج
السؤال : ورد في الدعاء: « فسويت السماء منزلاً رضيته لجلالك ووقارك وعزتك وسلطانك ، ثمّ سكنتهما ليس فيهما غيرك » . دعاء ليلة السبت ـ ضياء الصالحين . وورد في قصة المعراج ما هو مضمونه لاتتركني ياخي جبرائيل . قال لواقتربت لاحترقت .
السؤال : هل تواجد الله في السماء غير تواجده في الأرض ، وكيف كان قرب الرسل في المعراج أقرب إلى الله منه في الأرض حتى أنّ جبرائيل لو اقترب احترق ، كيف نوجهه ظاهر هذا الحديث .
الجواب سماحة الشيخ محمّد السند
ليس مكان أقرب من مكان إليه تعالى فهو معكم أينما كنتم ، ولا يحويه مكان ، ولا يحده زمان ولا مكان ، محيط بكل شيء ، داخل في الأشياء لا بممازجة ، وخارج عنها لا بمزايلة ، قيوم عليها ، كل شيء قائم كيانه به تعالى ، لا يداخله التغيير ، وهو الكمال المطلق لايعتريه نقص ، ولا يقدّر بالطول والعرض والعمق إذ ليس هو بجسم ولا مادة ، تعالى عما يصفه المشبّهون ، وأما ما في الدعاء من التعبير بكون السماء منزلاً لجلاله ووقاره وعزه وسلطانه فهو بمعنى : ظهور اسماء الجلال والعزة والقدرة في السماء ؛ إذ هي موطن الملائكة ، كما في الحديث ، والملائكة على طبقات من المقربين والكروبين وغيرهم ، ومن ثم قال تعالى : {يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ... يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلاَ تَنتَصِرَانِ}(الرحمن/33 ـ 35).
وقال تعالى حكاية عن كلام الجن: {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا * وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعْ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا}(الجن/8 ـ 9).
وفي الحديث عنهم عليهم السلام : إنّ الله تعالى إنّما عرج بنبيه إلى سدرة المنتهى ، ومنها إلى حجب النور ، لا لأنّ الله تعالى في موضع دون آخر ، وإنّما ليريه من آيات ربّه الكبرى ، كما دلت على ذلك سورة النجم أيضاً، إذ آيات العظمة الإلهية في السماء أكبر ممّا في الأرض ، وإلا فرؤية لله تعالى قلبية ببصيرة القلب والروح لا بالبصر والعين الحسية ، تعالى الله عما يصفه المشبّهون .
وفي الحديث : « إنّ أهل السماء يطلبون الله تعالى كما تطلبونه أنتم » .
التعلیقات
١