المقصود من حديث الجنة تحت أقدام الأمهات
الحديث
منذ 15 سنة
المقصود من حديث الجنة تحت أقدام الأمهات
السؤال : الرجاء إيضاح المقصود من الحديث المروي عن النبي صلى الله عليه وآله : « الجنة تحت اقدام الاُمهات ». إن كان الحديث صحيحاً عن النبي فارجو شرحه ودمتم .
الجواب سماحة الشيخ هادي العسكري
لم يعترف الله بحق كما اعترف بحق الوالدين ، ولم يوصِ بشيء كما أوصى بالوالدين : فقال تبارك وتعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا }(الإسراء/23). فحكم وقضى بالاحسان إليهما كما فرض عبادة الخلق لنفسه والعبادة عليهما ،
وقال :{فَلاَ تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ }(الإسراء/23) ، وهي اقل كلمة ولا يتصور دونها كلمة يتفوه بها فتزجر عنها ويمنع منها ، واُوصى بالبر إليهما ، والشكر لهما ، ومصاحبتهما في الدنيا معروفا حتى في حالة شركهما ، في حين أنّ الحكم في المشرك البراءة منه والاجتناب عنه ، ففيه غاية ما ينبئ عن حقهما .
وقد سئل الرسول صلى الله عليه وآله من حجَّ باُمّه حاملاً لها هل قضى حقها ؟ قال له : « ما قضيت حق ليلة عليك من ليالي حملها لك وأنت في بطنها ».
وسأل الآخر فقال : اوصني يا رسول الله . فقال : « اوصيك باُمكّ . فثنّى له وقال : اوصني يا رسول الله ، فكرر عليه وقال : اوصيك باُمكّ . فثلّث له وقال : اوصني يا رسول الله . فقال صلى الله عليه وآله وثلّث له وقال : اوصيك باُمّك . وفي الرابعة قال : اوصيك بأبيك » . فيظهر تفوقها في حقها على الأب وتقدمها بثلاث درجات .
وفي الحديث : « رضا الوالدين رضا الله ، والعاق لهما عاق الله » .
وفي هذا الحديث الذي سألت عنه تشبيه لطيف وتمثيل ظريف : تمليك الجنّة للأمهات طبعاً للمؤمنات ، المستحقات الواردات فيها ، فكما أنّ أرضك ملكك وباختيارك وتحت قدمك ، تعمل فيها ما شئت ، وكيف شئت ، وتتصرف فيها ، ولا منازع ولا معارض لك ، فتدعو أحبائك ، وتعطي أولادك ، وتسمع لهم بقدر ما تحب وتختار ، فكذلك ما تستحق الأمهات في الجنّة ، لهن أن يبذلن ويعطين لأولادهن ما شئن وما أحببن إن كان في الجنّة ومن أهلها .
وفي الحديث إيماء إلى شفاعتهن للولد إن لم يكن من أهل الجنة ومستحقاً لها ، لكن إذا كان قابلاً للشفاعة منها ، ولا يدخل الجنة إن لم تكن راضية بدخوله وغير راغبة به .
ويحتمل أن يكون المقصود في الحديث : ما يقال عند المبالغة عن كمال السلطة ونهاية القدرة أنّه تحت قدمي ليكون ابلغ من أنّه تحت يدي فيكون دالاً على خضوع الشيء وذلّته وعدم قيمته ، ولك أن تضع قدمك عليه أو ترفعها ، فكذلك الجنة للأمهات بالنسبة إلى الأولاد . والحمد لله .
التعلیقات
١