عقيدة الشيعة في جمع القران
القرآن الكريم وتفسيره
منذ 15 سنة
عقيدة الشيعة في جمع القران
السؤال : لي تساؤل حول عقيد ة الشيعة في جمع القرآن على أيام الرسول صلى الله عليه وآله ومصادر هذا القول عند أهل السنة ؟ ولمإذا لا نقول بجمع القرآن بعد رحيل النبي الكريم صلى الله عليه وآله ، أليست هذه الطريقة باب من أبواب الإعجاز القرآني من حيث حفظه وقد رحل النبي صلى الله عليه وآله قبل أن يجمعه ؟
الجواب سماحة السيد مرتضى المهري
ليس للشيعة ولا لغيرهم عقيدة موحدة في ذلك ، فعلماء الفريقين مختلفون في ذلك اختلافاً شديداً ، والأمر يعود إلى التاريخ والروايات التي تنقل ماحدث في الصدر الأوّل ، فهذه حقيقة تاريخية لا يمكن أن نستند فيه إلى الإعجاز وغيره . مع أنّ مجرد كون ذلك أحد وجوه الإعجاز لا يدل على أنّه أمر محقق .
هذا والروايات المعتمد عليها في كتب الفريقين تحكي لنا أنّ أمير المؤمنين عليه السلام اهتم بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله بهذا الأمر ، واعتزل الناس لمدة يقال أنّها ستة أشهر يجمع فيها القرآن ، وكان ذلك بأمر من النبي صلى الله عليه وآله ، ثمّ أتى بما جمعه إلى المسجد ، وقد اجتمعت فيه الصحابة ، فقام إليه عمر بن الخطاب ، وقال : « لا حاجة لنا إلى ذلك » ، فعاد أمير المؤمنين عليه السلام بما جمعه ، واحتفظ به وتوارثه الأئمة عليهم السلام بعده .
ويقال : إنّ ما جمعه كان على ترتيب النزول ، وإنّه عليه السلام بيّن في ذلك الناسخ من المنسوخ ، وشأن نزول كل آية وتأويلها وتفسيرها ، ولعل هذا هو الموجب لرفض القوم .
ومهما كان فهذه الروايات لعلها تدل على أنّ القرآن لم يكن مجموعاً في عهد الرسالة المجيدة بهذا النحو ، ومع ذلك فهناك نظرية لبعض علمائنا تقول : « إنّ القرآن بهذا التأليف الحاضر كان على عهد الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله » .
وهناك من يقول : « إنّ ترتيب السور ترتيب حدث بعد عهد الرسالة ، وأمّا ترتيب الآيات في السور ، فهو من نظمه وترتيبه صلى الله عليه وآله بوحي من الله تعالى ، فالسور كانت تنزل مرتبة تبدأ بالبسملة ، فكان نزول البسملة علامة على انتهاء السورة ، والبدء بسورة جديدة ، إلا أنّ بعض الآيات كانت تنزل في زمان آخر ، فيأمر الرسول صلى الله عليه وآله بوضعها في مكان خاص من سورة خاصة » .
وهناك من ينكر ذلك أيضاً على اطلاقه ويقول : « إنّه وإن كان كذلك غالباً إلا أنّ بعض الآيات أو الجمل ليس في موضعها الطبيعي لا بحسب النزول ، ولا بأمر الرسول صلى الله عليه وآله ، وأنّ لجنة التأليف هي التي تصرفت في هذا الترتيب» .
وعلى كل حال فهذا أمر مختلف فيه ، ولو بصورة جزئية وفي بعض الآيات. والطابع العام الذي يقبله العلماء بهذا الشأن هوإنّ ترتيب الآيات من نظمه صلى الله عليه وآله وبوحي من الله تعالى ، وأمّا ترتيب السور فأمرٌ حادث بعده صلى الله عليه وآله.
التعلیقات