ما السرّ في قراءة رأس الحسين للآية الشريفة رقم (٩) من سورة الكهف ؟
الشيخ محمد السند
منذ 15 سنةالسؤال :
ما السرّ في قراءة رأس الحسين للآية الشريفة رقم (9) من سورة الكهف : ( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ) على وجه الخصوص دون غيرها من السور ؟
الجواب :
السرّ في قراءة الحسين عليه السلام : ( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ) (1) على وجه الخصوص دون غيرها ، هو : أنّ الآية الإعجازيّة التي كانت لله تعالى في أصحاب الكهف أنّهم كانوا مؤمنين موحّدين مضطهدين من قبل الملك والسلطان المتغلّب في وقتهم ، وكان مجتمعهم يتابع ذلك السلطان الغاشم ، فكانوا منفردين في طريق الحقّ والهداية ، وكان قوم الملك يستأصلونهم لو اطّلعوا على دينهم أو سيطروا عليهم ، إلّا أنّه بقدرته تعالى أبقى وحفظ أصحاب الكهف بعدما هلك ذلك السلطان وقومه ونشأ نسل جديد وحضارة أخرى ، ليبيّن تعالى على أنّه قادر على نصر المستضعفين ويرجعهم إلى الدار الدنيا وتكون العاقبة هي غلبتهم على القوم الظالمين (2) ، كما في قوله تعالى : ( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ) (3) ، و ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ) (4) ، وغيرها من الآيات الدالّة على رجوع الصالحين إلى الدار الدنيا ، وكون العاقبة لهم جزاءً دنيويّاً من الله تعالى قبل جزاء ثواب الآخرة.
الهوامش
1. الكهف :9.
2. راجع الآيات 8 إلى 26 سورة الكهف.
3. القصص : 5.
4. الأنبياء : 105.
التعلیقات