ما معنى قوله تعالى :{ أَوْ قُتِلَ }؟
النبي محمّد صلّى الله عليه وآله
منذ 15 سنةما معنى قوله تعالى :{ أَوْ قُتِلَ }؟
السؤال : قال تعالى : { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ }(آل عمران/144) ، ما معنى قوله تعالى :{ أَوْ قُتِلَ }؟ ولمإذا وردت ؟
الجواب : من سماحة الشيخ محمّد السند
هذه الآية الكريمة نزلت في واقعة أحد ، فمن بقية الآيات من سورة آل عمران ، النازلة في تلك الواقعة ؛ إذ قسّمت المسلمين الّذين شهدوا أحداً إلى فئة صالحة ، وفئة قد أهمّتْهم أنفسهم يظنون بالله ظنّ الجاهلية ، وفئة قد فرّت من القتال عند انعطاف المشركين في الجولة الثانية وغلبتهم ؛ إذ شاع خبر قتل النبي صلى الله عليه وآله ، ففرّ جماعة من وجوه الصحابة إلى الجبل ، واجتمعوا حول الصخرة ، وعرفوا بعد ذلك بجماعة الصخرة في كتب السير ، وقالوا : إنا على دين الأجداد كي إذا ظفرت بنا قريش نقول لهم إنا على دينكم ، فكان ذلك انقلاب على الأعقاب إلى الجاهلية والكفر .
وقد اُشير في مواضع اُخر من القرآن الكريم إلى محاولات لقتل النبي صلى الله عليه وآله .
منها: قوله تعالى : { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ }(الأنفال/30) ، حيث كانت هجرة النبي صلى الله عليه وآله ، ومبيت علي عليه السلام في فراشه تلك الليلة .
ومنها : قوله تعالى : { يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ }(التوبة/74) ، وهم جماعة العقبة عند رجوع النبي صلى الله عليه وآله من غزوة تبوك ، همّوا باغتيال النبي صلى الله عليه وآله بدحرجة الحجارة على ناقة النبي صلى الله عليه وآله فوق عقبة الجبل لتسقط به صلى الله عليه وآله في الوادي ، وكان حذيفة وعمار يعرفان تلك الجماعة المتآمرة ، وكان بعض أعيان الصحابة يسائل حذيفة ؛ إذ اختص بمعرفة المنافقين ، عن معرفته بهم ، كما في كتاب المنافقين من صحيح مسلم .
وقوله تعالى : { إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ}( سورة التحريم/4) ، ويظهر من الآية أنّ هناك مظاهرة ومناصرة وتعاون وتآزر على النبي صلى الله عليه وآله يستهدف حياته عليه السلام ، ومن ثمّ هدد سبحانه بذاته المقدسة وجبرئيل والصالح من المؤمنين وبجميع الملائكة كأعوان ممّا يكون في مقام إعداد العدّة لنفير حرب .
وفي بعض الروايات الصحيحة : « ما مِنّا إلا مسموم ، أو مقتول » حتى النبي صلى الله عليه وآله مات بالسمّ .
التعلیقات