ما هي الأدلة على صحة إنفاق الأموال في المناسبات الدينية
إقامة الشعائر
2024 Oct 12ما هي الأدلة على صحة إنفاق الأموال في المناسبات الدينية
السؤال : ما هي الأدلة على صحة إنفاق الأموال في الاحتفالات التي تقام بمناسبة مولد أو وفاة الأئمة عليهم السلام والأولياء الصالحين ؟ فهل يدخل الإنفاق تحت عناوين البر والخير ويؤجر صاحبه ؟ خصوصاً أنّ هناك من يدعي أنّ هذا الفعل بدعة لم ترد في سنة النبي صلى الله عليه وآله ؟ وهل قام أحد الأئمة بإحياء ذكرى مولد إمام آخر ؟ مع ذكر أدلة نقلية إن أمكن .
الجواب : من سماحة الشيخ هادي العسكري
قد اعتادت الاُمم والشعوب كافة على تعظيم وتقدير واكبار وتوقير رجالها وشخصياتها و عظمائها وافذاذها ، وكل من يكون له خدمة وعمل في وجودها وكيانها ، أو أثر في جهة من جهات تقدمها وحضارتها ، وهي تبدي حبها لها وتشيد بذكرها ، وتردد اسمائها ، وتثني عليها ، وترى نفسها رهينة لفضلهم ، ومدينة لإداء حقهم إليهم ، ومزيد الاعتراف بالشكر لهم ، وعرفان الجهل من أعمالهم بالاحتفال بمواليدهم ، والاحتفاف بهم ، والاحتفاظ عن نسيانهم ، وهي أظهر ظاهرة ، واوضح كاشفة عن أداء حقهم ، والاهتمام بأعمالهم ، وقديماً : قالوا من أحب شيئاً أكثر من ذكره ، وفيها ترغيباً وتشويقاً للاقتداء بهم واتّباعهم ، والسير على نهجهم ومنهاجهم والاقتفاء بهم ، وهي حاسة شريفة ، وصفة حسنة جميلة بل غريزة طبيعية ، وخصلة ذاتية ، وخاصة لهولاء السادة قادة الأئمة ، وأئمة القادة ، الذين انقذونا من الهلكة ، ومن كل ردية ورذيلة ، وساقونا إلى كل خير ، ومعرفة ونعمة ، ولهم علينا حق الحياة الأبدية ، والخلود في الجنة ، والنعيم الباقية السرمدية ، وأي مورد أحق وأفضل ، وأي سبيل أحسن واجمل ، وأي اتفاق أكثر ثواباً ، واوفر جزاءً من العطاء والبر لإحياء ذكرهم ، وتجديد العهد لهم ، وذكر مآثرهم وفضائلهم ، والاستماع لأقوالهم ومواعظهم ، وبذل النفيس ، ومنح العزيز، وصرف الثمين للإشادة بذكرهم ، والثناء عليهم ، والبراءة من أعدائهم.
والقول : بأنّها بدعة ، قول سخيف اجفى بل احمق وجهول فاسق بل من الفاسق افسق ، وقول كذوب اعمى بل الكذوب منه اوثق ، واصدق ، ألم يرى ؟ ! ألم يسمع على الأقل بعيد ميلاد المسيح ، واحتفال المسلمين بميلاد الرسول محمّد صلى الله عليه وآله ؟ ! وهل كان أئمتنا في حياتهم في أمن وأمان وراحه ، وهل مضى عليهم يوم واحد خال من الظلم والجور من الظلمة الفجرة الكفرة أجداد هؤلاء الجهلة ؟ وإذا كان أمير المؤمنين وسيد الوصين أبو الأئمة ، وأوّل الأئمة طوال قرن يُسب ويُلعن ، واتخذوه سنة أباء هؤلاء الفسقة ، فهل يجد مع هذا أحد من الأئمة مجالاً ؛ لأن يحتفل بميلاد إمام سابق عليه ، وأن يطعم ويبر شيعته والمؤمنين به ؟ ! نعم ، الروايات طافحة بالأعمال والأدعية في تلك المناسبات ، والذكريات السعيدة ، أو المحزنة المشجية ، وتأكيداً للزيارات لهم ، ترغيباً بها ، وحفظاً لها من الدرس والطمس من اتباع بني العباس الظلمة ، واذناب بني أمية الكفرة الطغاة : { يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }(الصف/8).
التعلیقات