هل من الممكن الحصول على علم الغيب
علم الغيب
منذ 15 سنةهل من الممكن الحصول على علم الغيب
السؤال : أود أن أسألكم عن علم الغيب ، هل من الممكن حصول ذلك لبشر مع العلم بأنّه لا يعلم الغيب إلا الله ، وهل هناك آية تفيد حصول ذلك لبشر ؟
الجواب : من سماحة الشيخ هادي العسكري
لقد نطق وصرح القرآن الكريم وجاهر بإثبات علم الغيب لعدد من الأنبياء والمرسلين ، ففي قوله تبارك وتعالى : { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلاَ تُنْظِرُونِ}(يونس/71). فعلّم النبي نوح أن يخبر قومه أنّه لا يصيبه منهم أي أذىً فليتفقوا على كل ما يستطيعون ويحتالون عليه ، فهو في أمن وسلامة منهم .
وفي ما أخبر صالح النبي في قوله : { وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ * فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ } (هود/64 ـ 65).
وكذلك في ما وعد الله شعيباً في قوله عز اسمه : { وَيَا قَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ } (هود/89). وفي 94 قال : { وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ } (هود/94).
وفي ما أعلم زكريا في قوله : { فَنَادَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنْ الصَّالِحِينَ } (آل عمران/39).
وفي قول عيسى عليه السلام ! : { وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنينَ }(آل عمران/49).
وقال في سورة الصف : { إِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ } (الصف/6).
وقال يوسف عليه السلام : { قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي} (يوسف/37).
بل أوحى إلى مريم وأعلمها بالغيب في قوله : { يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ}(آل عمران/45).
وقد تكرر قوله جل ثنائه لنبينا ـ صلى الله عليه وآله ـ في كتابه الكريم : {ذَلِكَ مِنْ أنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ } (آل عمران/44). بل القرآن كله من أوّله إلى آخره هو علم بالغيب عرفه الرسول الكريم .
بل انظر أخبار الملاحم والفتن التي أخبر بها علي أمير المؤمنين وطالع خطبته رقم 101 و 102 و 103 من النهج . بل قوله عليه السلام : « لولا آية في كتاب الله لأخبرتكم بما يكون إلى يوم القيامة ». ويقصد من الآية : { يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ}(الرعد/39).
بل بأيدينا من أخبار أئمتنا ممّا يشهد بعلمهم بالغيب ما يكفينا شاهداً ودليلاً على أنّهم خلفاء الله في أرضه ، وأمنائه على عباده ، ونتحدى بها غيرنا من المسلمين ، كما تحدّى القرآن الكريم بآياته المشركين الكافرين ، بما يكون معجزة لهم كمعجزة القرآن الكريم ، وكفانا فخراً باتباعهم واعتزازاً بالاقتداء بهم إلى يوم الدين . والحمد لله وشكراً لرب العالمين.
التعلیقات