ما هي مظاهر اتّخاذ دين الله لهواً ولعباً قديماً وحديثاً ؟
الشيخ باقر الإيرواني
منذ 15 سنةالسؤال :
على ضوء قوله تعالى : ( الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ) [ الأعراف : 51 ] ، وما روى عن الإمام علي عليه السلام : « من اتّخذ دين الله لهواً ولعباً أدخله الله سبحانه النار مخلّداً فيها » [ غرر الحكم ].
1 : ما هي مظاهر اتّخاذ دين الله لهواً ولعباً قديماً وحديثاً ؟
2 : هل يمكن أن تشمل الآية والرواية الشيعي الغير ملتزم أو غير المتديّن ؟
3 : إذا كانت تشمله ، أليست الرواية تعارض الروايات التي تنصّ على أنّ الشيعي لا يخلّد في النار ؟
الجواب :
هذه الآية جاءت وصفاً للكافرين ، إذ ان الآية التي قبلها هي : ( وَنَادَىٰ أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّـهُ قَالُوا إِنَّ اللَّـهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ * الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ ... ) [ الأعراف : 50 ـ 51 ] ، والمراد بالآية ظاهراً من يتّخذ الدين وسيلة لتحقيق إهدافه وإنحرافه من دون أن يؤمن به ، فهو يتلبس بلباس الدين ، وقد يتكلّم باسم الدين إلّا أنّه لا ينظر إليه إلّا كطريق يتمكّن من خلاله من تنفيذ ما يريده ، فكأنّه يلهو ويلعب بالدين ، فالدين ليس هدفاً عنده بل وسيلة كبقيّة الوسائل التي يستخدمها لتحقيق مآربه ، ولذلك استحقّ هذا الحرمان حتّى من قليل من الماء وهو في جهنّم.
ومنه يظهرأنّ الآية الشريفة ليست ناظرة إلى المسلم العاصي وغير الملتزم بل ناظرة إلى ما قلناه ، وقد ورد عن أميرالمؤمنين عليه السلام قوله في وصف هؤلاء : « الدين لعقاً على ألسنتهم يحوطونه ما درت عليه معايشهم فإذا محّصوا بالبلاء قلّ الدّيانون ».
والمصاديق الظاهريّة للآية الشريفة كثيرة ، مثل : الحكّام والطواغيت الذين حكموا وتسلّطوا على رقاب الناس باسم الدين دون اعتقاد وإيمان به ، وكذا وعّاظ السلاطين ورجال الدين المزيّفون الذين باعوا دينهم مقابل مصالح شخصيّة آنية ... الخ.
التعلیقات