ما الدليل العقلي على إيمان أبي طالب عليه السلام ؟
الشيخ محمد السند
منذ 15 سنةالسؤال :
حدث معي مع أحد الموظّفين على أبو طالب عليه السلام بتكفيره ، وهم يقولون بيقين أنّه كافر. مع هولاء الأشخاص المتعصّبين لا ينفع إلا العقل والأدلّة العقيلة والمنطقيّة ، وما صادرهم إذا وجدت عندهم.
الجواب :
قال تعالى : ( أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى ) (1) ، فجعل الله تعالى إيواء النبي صلّى الله عليه وآله عند أبي طالب من نعم الله تعالى التي يمتنّ الباري تعالى بها على النبي صلّى الله عليه وآله على حذو امتنانه على الرسول صلّى الله عليه وآله بهداية الناس إلى الإيمان برسالة النبي صلّى الله عليه وآله ، وعلى حذو امتنانه تعالى على إغناء النبي صلّى الله عليه وآله بمال خديجة ، وهذا ممّا يدلّل على مديح القرآن الكريم لأبي طالب ، وأنّه قد قام بالمهمّة العظيمة الكبرى لخدمة الرسالة.
هذا مضافاً إلى أشعاره المذكورة في المصادر التاريخيّة ، وقد ذكرها المجلسي في البحار وغيرها من الكتب عن تلك المصادر القديمة (2).
مضافاً إلى عدم تعقّل كون أبي طالب على دين مشركي قريش ، وهو يحامي مستميتاً عن دين الرسول صلّى الله عليه وآله ، ويتحمّل كل هذا العناء والمقاطعة من قريش في شعب أبي طالب ، ويفدي النبي صلّى الله عليه وآله بأبنائه وهو يرى اعتناقهم لدين النبي صلّى الله عليه وآله .
ومع كل ذلك كيف يتعقّل أن يكون على غير دين النبي صلّى الله عليه وآله وهو يقف بصلابة محامياً عن الدين الحنيف ، ويكون موته عام حزن للنبي صلّى الله عليه وآله ؟! وهل يحزن النبي على مشرك والعياذ بالله تعالى ؟!
ويقول له جبرئيل عن الله تعالى : « اخْرُجْ مِنْ مَكَّةَ ، فّلَيْسَ لَكَ فيها ناصِر » (3). فيجعل الباري تعالى المسلمين كلّهم في كفّة ، وأبو طالب في كفّة اُخرى في نصرة النبي صلّى الله عليه وآله.
الهوامش
1. الضحى : 6 ـ 8.
2. بحار الأنوار / المجلّد : 35 / الناشر : مؤسسة الوفاء ـ بيروت / الطبعة : 2.
3. الكافي « للكليني » / المجلّد : 1 / الصفحة : 373 ـ 374 / الناشر : المكتبة الإسلامية ـ طهران.
التعلیقات