لماذا يقرأ الفاتحة في الصلاة في جميع الركعات عند السنّة وفي الأوليين عند الشيعة ؟
الشيخ هادي العسكري
2024 Sep 7السؤال :
لماذا أكثر المذاهب يقومون بقراءة الفاتحة في جميع الركعات بينما المذهب الجعفري يكتفي بقراءتها في الاُولى والثانية فقط ويقول السبحانيّة في بقية الركعات ؟
الجواب :
وقراءة الفاتحة متعيّنة في الأوليّين من كلّ صلاة ، ولا تجب عيناً في ثالثة المغرب والاُخريين من الرباعيّات بل يتخيّر بينها وبين التسبيح عند علمائنا أجمع ، لأنّ عليّاً عليه السلام قال : « اقرأ في الاُوليين ، وسبّح في الاُخريين » [ مصنف ابن أبي شيبة ج ١ ص ٣٧٢ ].
وفي رواياتنا قال الإمام الباقر عليه السلام ، وقد سأله زرارة ما يجزئ من القول في الركعتين الاُخرتين أن تقول : « سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ». [ الفروع من الكافي ، المجلّد : ٣ / الصفحة : ٣١٩ / الناشر : دار الكتب الإسلاميّة / الطبعة : ٢ ]
وبه قال أحمد بن حنبل في رواية.
وقال الشافعي ، والأوزاعي وأحمد في رواية : تجب الفاتحة في كلّ ركعة من الأوائل والأواخر ، لأنّ النبي صلّى الله عليه وآله قرأ في الاُخريين من الظهر باُمّ الكتاب ، ونحن نقول بموجبه إذ هو واجب مخيّر. [ تذكرة الفقهاء ، المجلّد : ٣ / الصفحة : ١٤٤ / الناشر : مؤسسة آل البيت عليهم السلام ]
ولأبي حنيفة قول بعدم وجوب شيء ، وجواز السكوت له في الاُخريين إذا قرأ في الاُوليين ، وهذا ينافي ويعارض ما ثبت عنه عليه السلام من قوله : « لا صلاة إلّا بفاتحة الكتاب ». [ تذكرة الفقهاء ، المجلّد : ٣ / الصفحة : ١٣٠ / الناشر : مؤسسة آل البيت عليهم السلام ]
وكذا قراءته في الاُخريين خاصّة ، كما استدلّ به الشافعي [ البخاري ج ١ / ٩١٧ ، مسلم ج ١ ص ٣٣٣ ] ، وغيرها.
نعم ، ذكر ابن خلدون في مقدّمته : « أنّ أبا حنيفة لم يصح عنده من حديث رسول الله إلا سبعة عشر حديثاً » [ بحوث في الفقه المعاصر ، المجلّد : ٤ / الصفحة : ٤٣ / الناشر : مجمع الذخائر الإسلامية / الطبعة : ١ ] ، فيا ترى كيف كان يفتي في حكم الله الحلال والحرام من كتب الفقه من الطهارات الثلاث إلى آخر الديات ؟!
ولا غرو ولا عجب منه ، فإنّه كان يقدّم القياس والاستحسان على الأحاديث والنصوص ، وقوله : « قال الرسول صلّى الله عليه وآله وأقول أنا » ، مشهور ومذكور راجع ترجمته في : ١٣ تاريخ الخطيب ـ تاريخ بغداد ـ ، وغيره.
التعلیقات
٢