هل آية ( وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا ) تشمل الأنبياء والأئمّة ؟
الشيخ محمد السند
2017 Jul 25السؤال :
( وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا ) [ مريم : ٧١ ].
هل هذه الآية تشمل الأنبياء والأئمّة ؟
الجواب :
عن الرضا عليه السلام بعدما سُئل هذا السؤال ، قال عليه السلام : « جزناها وهي خامدة » (١). والظاهر إرادة النشأة الدنيويّة ، لأنّها موطن الامتحان إذ فيها الغرائز والشهوات والفتن التي رُكّبت في خلقة الإنسان.
وكما ورد في الحديث النبوي : « حُفّت النار بالشهوات » (٢) ، أيّ أنّ باطن الشهوات والغرائز هي جهنّم في النشأة الأخرى ، إذ أنّ باطن الأعمال يتجسّم بصور الأحوال الأخرويّة.
كما دلّت عليه الآيات والروايات ، كما في قوله تعالى في آكل مال اليتيم : ( إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ) (٣).
ويشير إلى تلك الحقيقة قوله تعالى : ( فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ) (٤).
فالظاهر من الآية : ( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا ... ) ـ والله العالم بحقائق القرآن ـ هو إرادة امتحان النشأة الدنيويّة التي باطنها هي النار ، وباطن الدنيا هو الصراط على النار ، فمن فشل في الإمتحان سقط في نار الشهوات والغضب والمعاصي والنار الحقيقيّة ، ومن نجح فاز ، وربما مرّ على الصراط كالبرق.
ومراد الرضا عليه السلام من « وهي خامدة » ، أيّ نار شهواتهم وغضب خامدة غير هائجة مستشيطة كما في سائر الناس.
الهوامش
١. علم اليقين في أصول الدين / المجلّد : ٢ / الصفحة : ١١٨٤ / الناشر : منشورات بيدار ـ قم.
٢. شرح أصول الكافي / المجلّد : ٩ / الصفحة : ١٠٨ / الناشر : مكتبة الإسلاميّة ـ طهران.
٣. النساء : ١٠.
٤. ق : ٢٢.
التعلیقات