كيف يمكن إثبات نبوّة النبيّ الأكرم ص؟
النبي محمّد صلّى الله عليه وآله
منذ 14 سنة كيف يمكن إثبات نبوّة النبيّ الأكرم ص؟
السؤال : كيف ثبتت لنا الأدلّة على نبوّة النبيّ الأكرم محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ؟
الجواب : من سماحة السيّد جعفر علم الهدی
أوّلاً : القرآن الكريم معجزة خالدة تثّبت نبوّة محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، وقد ثبت إعجاز القرآن الكريم من جهات مختلفة لكلّ العلماء وجميع العقلاء ، بل للبشرية كافة جمعاء ، وقد تحدّى القرآن الكريم العرب وجميع الفصحاء والبلغاء على أن يأتوا بثله ، بل بعشر سور مثله ، بل إتيان سورة واحدة مثله ، فلم يستطيعوا ولن يستطيعوا إلى الأبد .
قال تعالى : { قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا } {الإسراء/88} .
وقد روي أنّ ابن أبي العوجاء وثلاثة نفر من الدهرية اتّفقوا على أن يعارض كلّ منهم ربع القرآن ، وكانوا بمكّة عاهدوا على أن يجيئوا بمعارضة في العام القابل ، فلمّا حال الحول واجتمعوا في مقام إبراهيم (عليه السّلام).
قال : أحدهم أنّي لمّا رأيت قوله : { وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } {هود/44} كففت عن عن المعارضة .
وقال الآخر : وكذا أنا وجدت قوله : { فَلَمَّا اسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ خَلَصُواْ نَجِيًّا } {يوسف/80} أيست من المعارضة ، وكانوا يسّرون بذلك فمرّ الصادق (عليه السّلام) فالتفت إليهم وقرأ عليهم : { قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ } {الإسراء/88} فبهتوا ) بحار الأنوار 92 : 16 .
ولا ينحصر إعجاز القران الكريم في الفصحاة والبلاغة ، بل هو معجزة من حيث اشتماله على العلوم والمعارف الإلهية ، ومن حيث إخباره بالمغيّبات ، وعدم وجود اختلاف فيه ، والتاريخ الصحيح للأنبياء والرسل ، إلى غير ذلك .
ثانياً : قد صدرت على يد النبيّ محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) خوارق العادة ، والمعاجز الإلهية في أفعاله وأقواله ، وأحواله وأوصفاته ، وما كان يختصّ به منذ ولادته إلى نهاية وفاته .
وهذه المعجزات كثيرة جدّاً بحيث يقطع بحصوله بعضها إن لم يتحققّ كلّها .
وقد ذكر ابن شهر آشوب في المناقب : « إنّه كان له أربعة آلاف وأربعمائة وأربع وأربعون معجزة ، ذكرت منها ثلاثة آلاف ، والمشهور منها التي ذكرها المؤرّخون ألف معجزة ، وقد تواتر منها الكثير الوفير » مناقب آل أبي طالب (عليه السّلام)1 : 106 ـ 144 .
وثالثاً : سيرة الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : فمَن لاحظ نفس سيرته وسريرته ، وأخلاقه وآدابه ، وعشرته وطريقته وسلوكه أذعن بأنّه الآية الإلهية ، والحجّة الربّانية الكبرى ، وهو أهلٌ لأن يكون رسولاً من قبل الله ربّ العالمين ، فقد كان أجود الخلق يداً ، واشجع الناس وأصدقهم لهجة ، وأوفاهم ذمّة ، وأكرمهم عشيرة ، وكان أخشى الناس لربّه ، وأتقاهم لخالقه ، واعلمهم بالله ، وأقواهم في طاعة الله ، واصبرهم على عبادته ، وأزهدهم فيما سوى الله ، وكان ذا خلق عظيم ، وابتهال دائم ، وأدب فائق ، وكان أحلم الناس وأشجعهم وأعدلهم ، وأكثرهم تواضعاً ، وأشدّهم حياءً ، وكان يجيب دعوة الحرّ والعبد ، ويقبل الهدية ويكافئ عليها ، وكان يشيّع الجنازة ، ويعود المريض ، ويجالس الفقراء ، ويؤاكل المساكين ، ويكرم أهل الفضل ، ويصل ذوي رحمه ، ولا يجفوا أحداً ، ويقبل معذرة المعتذر ، ولا يقول إلّا حقّاً ، ولا يتكلّم إلّا صدقاً ، وكان يكرم مَن دخل عليه حتّى ربّما بسط له ثوبه ، وكان دائم البُشر ، ليس بفظّ ، ولا فحّاش ، ولا عيّاب ، ولا متملّق مدّاح ، وكان أفصح الناس منطقاً ، وأحلاهم كلاماً ، وأنفع الناس للناس ، إلى غير ذلك من صفات الكمال التي يكون توافرها في شخص واحد معجزة على حقّانيته .
التعلیقات