لا تنافي بين آيات القرآن الكريم
القرآن الكريم وتفسيره
منذ 14 سنةلا تنافي بين آيات القرآن الكريم
السؤال : بسم الله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، السلام عليكم ، سيّدي العالم ، في القرآن نقرأ آية تعاتب بعض المسلمين (بل ربّما المنافقين) الذين إذا أصابهم سوء قالوا إنّه : بسبب الرسول ، وإن أصابهم خير قالوا من عند الله : { وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِكَ } {النساء/78} ، ويجيب القرآن : { قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ } {النساء/78} ، ثمّ ما يلبث القرآن أن يخاطب النبيّ ويقول له : { مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ } {النساء/79} ، وللوهلة الأولى يبدو وكأنّ في الأمر تناقض ، ولكن ليس الأمر كذلك ، أرجو أن تشرحوا لي وتوضحوّا المسألة ؟ اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد.
الجواب : من سماحة السيّد جعفر علم الهدى
لاتنافي في بين الايتين : أمّا الأولى ؛ فلأنّ المنافقين كانوا يتطّيرون بالنبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، ويزعمون أن ما يرد عليهم من البلاء إنّما لأجل وجود بالنبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) فيما بينهم ، فيتشائمون منه ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، فأجاب الله تعالى بأنّ ما من حادثة أو بلاء يقع في الخارج إلّا يقع بإرادة الله تعالى وبقضائه وقدرته . فالخير والشر مقدران مكتوبان ، ولاربط لوجود شخص وعدمه في ذلك .
أمّا الآية الأٌخرى فهي ناظرة إلى أفعال الإنسان ، وما يترتّب عليها من الآثار والنتائج ، فالله تعالى يعطي القدرة للإنسان ، ويرشده ، ويبيّن له العمل الصالح ، ويميّزه عن القبيح ، فإذا فعله الإنسان فهو في الحقيقة صادر منه باختياره وإرادته ، لكنّ الله تعالى هو الذي هداه وأرشده وأعطاه القدرة ، فالفضل له ، وأمّا ما صدر من الإنسان من القبيح ، فلا ينسب إلّا إلى الفاعل نفسه ؛ لأنّه اختاره وفعله باختياره وإرادته ، بمعنى أنّه إستفاد من القدرة المفاضة عليه من قبل الله تعالى في عمل الشرّ والقبيح بإرادته ، فهو المسؤول والمؤاخذ عليه ، ولا ينسب الشرّ إلى الله تعالى ؛ لأنّه لم يجبر الإنسان على فعله ، بل هداه وأرشده وطلب منه الخير ، لكن العبد بسوء اختياره إرتكب القبيح ، وهذا هو معنى لا جبر ولا تفويض بل أمر بين الأمرين .
وأمّا خطاب بالنبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) بذلك مع أنّ النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) معصوم و مسدّد من الله تعالى ، فهو من باب : « إياك أعني ، وأسمعي يا جارة » ، فالخطاب في الحقيقة لسائر الناس.
لاتنافي في بين الايتين : أمّا الأولى ؛ فلأنّ المنافقين كانوا يتطّيرون بالنبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، ويزعمون أن ما يرد عليهم من البلاء إنّما لأجل وجود بالنبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) فيما بينهم ، فيتشائمون منه ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، فأجاب الله تعالى بأنّ ما من حادثة أو بلاء يقع في الخارج إلّا يقع بإرادة الله تعالى وبقضائه وقدرته . فالخير والشر مقدران مكتوبان ، ولاربط لوجود شخص وعدمه في ذلك .
أمّا الآية الأٌخرى فهي ناظرة إلى أفعال الإنسان ، وما يترتّب عليها من الآثار والنتائج ، فالله تعالى يعطي القدرة للإنسان ، ويرشده ، ويبيّن له العمل الصالح ، ويميّزه عن القبيح ، فإذا فعله الإنسان فهو في الحقيقة صادر منه باختياره وإرادته ، لكنّ الله تعالى هو الذي هداه وأرشده وأعطاه القدرة ، فالفضل له ، وأمّا ما صدر من الإنسان من القبيح ، فلا ينسب إلّا إلى الفاعل نفسه ؛ لأنّه اختاره وفعله باختياره وإرادته ، بمعنى أنّه إستفاد من القدرة المفاضة عليه من قبل الله تعالى في عمل الشرّ والقبيح بإرادته ، فهو المسؤول والمؤاخذ عليه ، ولا ينسب الشرّ إلى الله تعالى ؛ لأنّه لم يجبر الإنسان على فعله ، بل هداه وأرشده وطلب منه الخير ، لكن العبد بسوء اختياره إرتكب القبيح ، وهذا هو معنى لا جبر ولا تفويض بل أمر بين الأمرين .
وأمّا خطاب بالنبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) بذلك مع أنّ النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) معصوم و مسدّد من الله تعالى ، فهو من باب : « إياك أعني ، وأسمعي يا جارة » ، فالخطاب في الحقيقة لسائر الناس.
التعلیقات