ما تفسير قوله تعالى : ( ... وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا ) ؟
السيّد علي الحائري
منذ 14 سنةالسؤال :
ما تفسير قوله تعالى : ( وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا ) [ الاسراء : 60 ] ؟
الجواب :
الذي يدلّنا عليه الإمعان والتدبّر في الآية الشريفة : ( وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا ).
وكذلك يدلّنا عليه ما ورد من طرق أهل السنّة واتّفقت عليه أحاديث أئمّة أهل البيت عليهم السلام هو أنّ المراد بالشجرة الملعونة بنو أميّة الذين نافقوا وأظهروا الإسلام وتجذّروا بين المسلمين وأصبحو كالشجره التي لها أصل ولها فروع وشكّلوا أكبر فتنة للمجتمع الإسلامي.
والرؤيا هي عبارة عن منامٍ للنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم رأى فيه أنّ بني أميّة ينزون على منبره نزو القردة ، فاغتمّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وساءه ذلك ولم يستجع ضاحكاً حتّى مات صلّى اللّه عليه وآله وسلّم.
فمعنى الآية ـ واللّه العالم ـ هو أنّه أذكر أيّها النبيّ إذ قلنا لك إنّ ربّك أحاط بالناس إحاطة علميّة ، فعلم بالسنن والقوانين الجارية بينهم من الاستمرار في الفساد والفسوق وإقتداء الأخلاف بالأسلاف في الإعراض عن ذكر اللّه وعدم الإعتناء بآياته ، ولم يجعل الشجرة الملعونة في القرآن ـ وهم بنو أميّة الملعونون في القرآن من خلال لعن المنافقين ـ التي أريناك في المنام أمرهم ، وما سيئول إليه وضعهم إلّا فتنةً للناس وإمتحاناً وبلاءاً نمتحنهم ، نبلوهم به ، وقد أحطنا بهم ونخوّف الناس بالموعظة وبالآيات المخوفة ، لكن لا يزيدهم التخويف إلّا طغياناً مفرطاً في العناد مع الحقّ ، فلا تغمّ أيّها النبيّ ، فإنّ ما أريناك وعرفته إنّما هو فتنة وامتحان للأُمّة. هذا معنى الآية ، واللّه العالم.
التعلیقات
٨