ما هي الأدلة من ولادة الإمام علي عليه السلام في الكعبة؟
السيّد علي الحائري
منذ 14 سنةهل يمكن تزويدي بالوثائق التي تشير إلى ولادة الإمام علي عليه السلام بالكعبة ؟
لقد ورد في التاريخ وفي الروايات أنّه عليه الصلاة والسلام قد ولد في جوف الكعبة المشرّفة في يوم الجمعة في الثالث عشر من شهر رجب ، وإنّ هذه فضيلة اختصّه اللّه بها لم تكن لأحد قبله ولا لأحد بعده ، وقد صرّح بذلك عدد كبير من العلماء ، ورواة الأثر ، ونظّمها الشعراء والأدباء ، وذلك مستفيض عند شيعة أهل البيت عليهم السلام كما أنّه مستفيض بل متواتر في كتب غير الشيعة.
قال الحاكم في [ المستدرك ] : « تواثرت الأخبار أنّ فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرّم اللّه وجهه في جوف الكعبة ».
وصرّح بأنّه لم يولد فيها أحد سواه عدد من العلماء والمؤرّخين ، راجع : [ مستدرك الحاكم 3 : 483 ، وتلخيص للذهبي هامش نفس الصفحة ، ونور الأبصار : 76 ، والفصول المهمة لابن الصباغ : 12 ، وكفاية الطالب للكنجي الشافعي : 407 ـ 406 ، ومناقب الإمام أمير المؤمنين لابن المغازلي : 7 ].
وقد ذكر ولادته عليه السلام في الكعبة أيضاً :[ أسد الغابة 4 : 31 ، والسيرة الحلبية 1 : 139 ، ونزهة المجالس 2 : 204 ، وتذكرة الخواص : 10 ، ونقله الأميني رحمة الله عليه في الغدير 6 : 22ـ 38 عن عشرات المصادر من علماء السنّة وعلماء الإماميّة ] فليراجع .
يقول السيّد الحميري المتوفى سنّة 173 :
وكيف يصحّ هذا الكلام ونحن نجد عدداًَ كبيراً من العلماء ممّن ذكرنا كتبهم وغيرهم يصرّون على أنّه لم يولد في جوف الكعبة سوى عليّ عليه السلام لا قبله ولا بعده ، وأنّ تلك فضيلة اختصّه اللّه بها دون غيره من العالمين ؟
وكيف نقبل كلام ابن أبي الحديد وأمثاله ونحن نجد الحاكم يصرّح بتواتر الأخبار في ولادة أمير المؤمنين عليه السلام في جوف الكعبة ؟ فهل الحاكم جاهل بالحديث ؟ أم ليس من المحدّثين ؟
ثمّ ما هو سند حديث ولادة حكيم بن حزام في جوف الكعبة ؟ إنّ هذا الحديث المزعوم لم تثبت صحّة سنده فضلاً عن أن يكون متواتراً ومقطوعاً به ، فكيف يقاوم الأخبار المتواترة ؟
والواقع أنّ الزبير بن بكاز ومصعب بن عبدالله اللذين يرويان حديث ولادة حكيم بن حزام في جوف الكعبة ، وأنّه لم يولد فيه سواه ، وهما زبيري الهوى ، وحكيم بن حزام هو ابن عمّ الزبير ، وابن عمّ أولاده ، فهو حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى ، والزبيريون ينتهون أيضاً إلى أسد بن عبدالغزى ، ولم يسلم حكيم إلّا عامّ الفتح ، وهو من المؤلفة قلوبهم ، وكان يحتكر الطعام على عهد رسول اللّه صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وهناك بعض النقول تقول إنّه كان عثمانياً متصلّباً . تلكّأ عن علي عليه السلام ولم يشهد شيئاً من حروبه.
وإذن فمن الطبيعي أن يروي زبيروا الهوى : أنّه ولد في الكعبة ، ولم يولد فيها سواه ، وذلك على خلاف جميع الأخبار المتواترة ، ومخالفةً لكلّ مَن نصّ على أنّه لم يولد فيها سوى أمير المؤمنين عليه السلام لا قبله ولا بعده : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ) [ البقرة : 159 ].
( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ) [ الشعراء : 227 ].
لقد ورد في التاريخ وفي الروايات أنّه عليه الصلاة والسلام قد ولد في جوف الكعبة المشرّفة في يوم الجمعة في الثالث عشر من شهر رجب ، وإنّ هذه فضيلة اختصّه اللّه بها لم تكن لأحد قبله ولا لأحد بعده ، وقد صرّح بذلك عدد كبير من العلماء ، ورواة الأثر ، ونظّمها الشعراء والأدباء ، وذلك مستفيض عند شيعة أهل البيت عليهم السلام كما أنّه مستفيض بل متواتر في كتب غير الشيعة.
قال الحاكم في [ المستدرك ] : « تواثرت الأخبار أنّ فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرّم اللّه وجهه في جوف الكعبة ».
وصرّح بأنّه لم يولد فيها أحد سواه عدد من العلماء والمؤرّخين ، راجع : [ مستدرك الحاكم 3 : 483 ، وتلخيص للذهبي هامش نفس الصفحة ، ونور الأبصار : 76 ، والفصول المهمة لابن الصباغ : 12 ، وكفاية الطالب للكنجي الشافعي : 407 ـ 406 ، ومناقب الإمام أمير المؤمنين لابن المغازلي : 7 ].
وقد ذكر ولادته عليه السلام في الكعبة أيضاً :[ أسد الغابة 4 : 31 ، والسيرة الحلبية 1 : 139 ، ونزهة المجالس 2 : 204 ، وتذكرة الخواص : 10 ، ونقله الأميني رحمة الله عليه في الغدير 6 : 22ـ 38 عن عشرات المصادر من علماء السنّة وعلماء الإماميّة ] فليراجع .
يقول السيّد الحميري المتوفى سنّة 173 :
ولدته في حرم الإله وأمنه والبيت حيث فناؤُه والمسجدُ
بيضاء طاهرة الثياب كريمة طابت وطاب وليدها والمولودُ
في ليلة غائب نحوس نجومها وبدا مع القمر المنير الأسعدُ
ما لُفّ في خرق التوابل مثله إلّا ابن آمنة النبيُ محمّدُ
ويقول عبد الباقي العمري :بيضاء طاهرة الثياب كريمة طابت وطاب وليدها والمولودُ
في ليلة غائب نحوس نجومها وبدا مع القمر المنير الأسعدُ
ما لُفّ في خرق التوابل مثله إلّا ابن آمنة النبيُ محمّدُ
أنت العلي الذي فوق العُلى رفعا ببطن مكّة وسط البيت إذ وضعا
إلّا أنّ نفوس أعداء علي عليه السلام وشأنيّة قد نفت عليه هذه الفضيلة التي اختصّه اللّه تعالى بها ، فحاولت تجاهل كلّ أقوال العلماء والمؤرّخين ورواة الحديث والأثر ، وضربها عرض الجدار حيث نجدهم وبكلّ جرأة ولا مبالاة يثبتون هذه الفضيلة لرجل آخر أيضاً غير عليّ عليه السلام ، بل ويحاولون التشكيك في ما ثبت لعليّ عليه السّلام أيضاً ، حتّى قال ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح النهج : « كثير من الشيعة يزعمون أنّه ولد في الكعبة ، والمحدّثون لا يعترفون بذلك ، ويزعمون أنّ المولود في الكعبة حكيم بن حزام » [ شرح النهج 1 : 14 ].وكيف يصحّ هذا الكلام ونحن نجد عدداًَ كبيراً من العلماء ممّن ذكرنا كتبهم وغيرهم يصرّون على أنّه لم يولد في جوف الكعبة سوى عليّ عليه السلام لا قبله ولا بعده ، وأنّ تلك فضيلة اختصّه اللّه بها دون غيره من العالمين ؟
وكيف نقبل كلام ابن أبي الحديد وأمثاله ونحن نجد الحاكم يصرّح بتواتر الأخبار في ولادة أمير المؤمنين عليه السلام في جوف الكعبة ؟ فهل الحاكم جاهل بالحديث ؟ أم ليس من المحدّثين ؟
ثمّ ما هو سند حديث ولادة حكيم بن حزام في جوف الكعبة ؟ إنّ هذا الحديث المزعوم لم تثبت صحّة سنده فضلاً عن أن يكون متواتراً ومقطوعاً به ، فكيف يقاوم الأخبار المتواترة ؟
والواقع أنّ الزبير بن بكاز ومصعب بن عبدالله اللذين يرويان حديث ولادة حكيم بن حزام في جوف الكعبة ، وأنّه لم يولد فيه سواه ، وهما زبيري الهوى ، وحكيم بن حزام هو ابن عمّ الزبير ، وابن عمّ أولاده ، فهو حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى ، والزبيريون ينتهون أيضاً إلى أسد بن عبدالغزى ، ولم يسلم حكيم إلّا عامّ الفتح ، وهو من المؤلفة قلوبهم ، وكان يحتكر الطعام على عهد رسول اللّه صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وهناك بعض النقول تقول إنّه كان عثمانياً متصلّباً . تلكّأ عن علي عليه السلام ولم يشهد شيئاً من حروبه.
وإذن فمن الطبيعي أن يروي زبيروا الهوى : أنّه ولد في الكعبة ، ولم يولد فيها سواه ، وذلك على خلاف جميع الأخبار المتواترة ، ومخالفةً لكلّ مَن نصّ على أنّه لم يولد فيها سوى أمير المؤمنين عليه السلام لا قبله ولا بعده : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ) [ البقرة : 159 ].
( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ) [ الشعراء : 227 ].
التعلیقات
١