هل هناك سورة حذفت من القرآن باسم سورة الولاية؟
القرآن الكريم وتفسيره
منذ 14 سنةهل هناك سورة حذفت من القرآن باسم سورة الولاية؟
السؤال : يدّعي بعض مخالفينا في أحد كتبهم « من عقائد الشيعة » من تأليف « عبداللّه السلفي » بعض الأشياء : سورة « الولاية » « من كتاب فصل الخطاب في إثبات تحريف ربّ الأرباب » ، فهم يدّعون وجوده سورة تسمّى سورة الولاية ، ويذكرون نصّها وهو كالتالي : ـ سوف أذكر بعضها ـ : « { يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالنورين أنزلناهما يتلون عليكم آياتي ويحذرانكم عذاب يوم عظيم . نوران بعضهما من بعض وأنا السميع العليم. إنّ الذين يوفون ورسوله في آيات لهم جنات النعيم (كذا) والذين كفروا من بعد ما آمنوا بنقضهم ميثاقهم وما عاهدهم الرسول عليه يقذفون في الجحيم } » .
والسؤال : هل هذه الأشياء المذكورة آنفاً صحيحة ودقيقة ، وإن كانت صحيحة كيف نردّ على المخالفين حينما يحتجّون بها على تحريف القرآن ؟ هل هذه الروايات صحيحة السند وليست ضعيفة؟ ... إلى آخر السورة المزعومة .
والسؤال : هل هذه الأشياء المذكورة آنفاً صحيحة ودقيقة ، وإن كانت صحيحة كيف نردّ على المخالفين حينما يحتجّون بها على تحريف القرآن ؟ هل هذه الروايات صحيحة السند وليست ضعيفة؟ ... إلى آخر السورة المزعومة .
الجواب : من سماحة السيّد علي الحائري
تحريف القرآن الكريم بالمعنى الوارد في هذا السؤال ، والذي يعني أنّ المصحف الموجود بأيدينا نحن المسلمين لا يشمل على جميع القرآن الذي نَزَل من السماء على نبيّنا محمّد (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ، وأنّه قد ضاع بعضه على الناس من قبيل سورة الولاية الواردة في السؤال أو غيرها أمر خلاف المعروف بين المسلمين ، والشيعة أيضاً كسائر المسلمين ترفض القول بالتحريف بالمعنى المذكورة وتفنّده ، وقد كَتَب علماء الشيعة هذا البحث بصورة مفضّلة في كتبهم ، واستعرضوا المسألة من كلّ جوانبها ، ونذكر من باب المثال السيّد الخوئي (رحمه الله) حيث فنَّدّ القول بالتحريف بهذا المعنى ، وذكر أدلّة عديدة على عدم وقوع التحريف في القرآن الكريم أصلاً ، وأنّه مصون عن ذلك ومحفوظ من قبل الباري تعالى ، وتَعرَّض (رحمه الله) لشبهات القائلين بوقوع التحريف وأبطلَها ، وقال في نهاية المطاف : إنّ مَن يدّعي التحريف يخالف بداهة العقل ، وقد قيل في المَثَل : حدّث الرجل بما لا يليق فإن صَدّقَ فهو ليس بعاقل ، ويمكنكم مراجعة كتابه القيّم : « البيان في تفسير القرآن » ، « بحث صيانة القرآن من التحريف » .
إذاً : فالتحريف ليس من عقائد الشيعة ، بل الأمر بالعكس ، واتّهام الشيعة به يُعطف على سائر الإتّهامات الموجّهة إلى هذه الطائفة الحقّة المظلومة .
وأمّا ما جاء في كتاب « فصل الخطاب » فهو لا يمثّل رأي الشيعة وعقيدتها بل يمثّل رأي المؤلّف خاصّة ، وقد ناقشة في ذلك سائر علماء الشيعة كما هو مدوّن في كتبهم ومؤلفاتهم ، وإسناد رأي عالم واحد شيعي إلى كلّ الشيعة خلاف الحقّ والواقع والإنصاف والموضوعية في البحث العلمي ، وإلّا فهناك أكثر من عالم سُنّي قال : بتحريف القرآن ، فهل يحقّ لنا أن نُسند القول بالتحريف إلى السُنّة بشكل عام؟
وصفوة القول : أنّ الشيعة ترفض ما جاء في هذا السؤال من وجود سورة تسمّى بسورة الولاية في القرآن المنزل على الرسول الاعظم (صلّى اللّه عليه وآله) .
التعلیقات