حول المساواة بين الرجل والمرأة
السيّد علي الحائري
منذ 14 سنةالسؤال :
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ ... ) [ الحجرات : 13 ] ، فإذا كان التعارف مقصداً من مقاصد الإختلاف في الخلق بين ذكر وأنثى وشعب وشعب وقبيلة وقبيلة فلماذا انقلب هذا المقصد التوحيدي إلى رؤى إنقساميّة طاولة مختلف مكوّنات البشر ، ولماذا تحوّلت نواة الاختلاف الأولى إلى خلية فصام وخصام مع البعض بين ذكر وأنثى ، أدّت إلى ظهور تفسيرات تنتقص من شأن المرأة ، وبالمقابل إلى ظهور مقولات مثل الفقه الذكوري والتفسير الذكوري والتفسير النسوي لنجد أنفسنا أمام رؤية إنقساميّة ليس للبشر فقط بل للوعي وللمعرفة ، فما حقيقة ما يقال عن وجود تفسير ذكوري ؟ وكيف نفسّر بعض التفسيرات السلبيّة تجاه المرأة ؟ وما المنهج الأسلم لاستيعاب المفاهيم القرآنيّة المتصلة في القرآن ؟
الجواب :
الاختلاف والخصام الذي أشير إليه في السؤال وكذلك الانتقاص من شأن المرأة ممّا لا يقرّ به الإسلام بل يرفضه رفضاً باتاً ، فلقد كان الناس أُمّة واحدة ثمّ اختلفوا فلذا بعث الله النبيين مبشّرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب لتحقّق العدالة ويقوم القسط بينهم ويزول الاختلاف والخصام الذي يتنافى مع القسط والعدل ، ولقد أقرّ الإسلام وأكّد على مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة ورفض أيّ انتقاص لشأن المرأة.
وطبعاً يجب أن نميّز بين « المساواة » وبين « المماثلة » ، فالمساواة التي ينادي بها الإسلام بين الرجل والمرأة لا تعني مماثلة الرجل للمرأة في الحقوق والواجبات بل تعني أنّهما متساويان في الحقوق والواجبات المتناسبة مع طبيعة كلّ واحد منهما ، وعلى هذا الأساس فلا أصل لما سمّيتموه بالتفسير الذكوري والتفسير النسوي.
ونحن نرى أنّ المنهج الأسلم لاستيعاب المفاهيم القرآنيّة عبارة عن الاستفادة من الدروس الحوزويّة في التفسير وفي سائر المعارف الإسلاميّة والقرآنيّة ، وهي غنيّة ومتوفّرة ، والحمد لله والسّلام عليكم.
التعلیقات
١