اشكال على المنهج
الشيعة
منذ 13 سنةاشكال على المنهج
السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : بالرغم من كلّ تبذلونه من مساعي ، إلاّ أنّه لا يزال هناك مَن اتخذ منهج التشكيك والتشويش على مباحثكم ، وممّا ذكر :
1 ـ أنّكم في نقلكم لمصادر الرواية مثلاً بالنسبة لحديث الغدير أو الثقلين هو أن كلّ ما يقوم به الباحث والمحقّق لديكم إنّما يقوم بفتح كتاب الغدير وينقل كلام مؤلّف الكتاب بلا تحقق ولا تثبت شخصي ، ثمّ يأتي ويسرد أسماء الأئمة والعلماء لاغير ، فلم يقف على أقوال مَن ذكر بنفسه واحداً واحداً ، وإنّما هو تقليد واتّباع على غير هدى.
1 ـ أنّكم في نقلكم لمصادر الرواية مثلاً بالنسبة لحديث الغدير أو الثقلين هو أن كلّ ما يقوم به الباحث والمحقّق لديكم إنّما يقوم بفتح كتاب الغدير وينقل كلام مؤلّف الكتاب بلا تحقق ولا تثبت شخصي ، ثمّ يأتي ويسرد أسماء الأئمة والعلماء لاغير ، فلم يقف على أقوال مَن ذكر بنفسه واحداً واحداً ، وإنّما هو تقليد واتّباع على غير هدى.
2 ـ أنّ الكثير من هذه الكتب ليست في متناول اليد ليتمّ الاحتجاج بها والتأكّد من صدق الدعوى؟
3 ـ أنّكم تأتون بعلماء مختلف فيهم من جهة ، ومن جهة أُخرى متّهمين بالتشيّع ، فلا يصحّ الالزام بقولهم ، وعليه لابدّ من تقديم قول العالم المتّفق على تسنّنه بلا خلاف ، ليجوز لكم عندئذٍ إلقاء الحجّة علينا .
فما هو الردّ المناسب على هذه النقاط الثلاث؟
3 ـ أنّكم تأتون بعلماء مختلف فيهم من جهة ، ومن جهة أُخرى متّهمين بالتشيّع ، فلا يصحّ الالزام بقولهم ، وعليه لابدّ من تقديم قول العالم المتّفق على تسنّنه بلا خلاف ، ليجوز لكم عندئذٍ إلقاء الحجّة علينا .
فما هو الردّ المناسب على هذه النقاط الثلاث؟
الجواب : سماحة السيّد جعفر علم الهدى
ج 1 ـ بما أنّ الوقت لا يسع لمراجعة الكتب الأصلية ، فنحن نحيل المتتبّع إلى الرجوع إلى المصادر ، والغالب أّنّ هذه الكتب مطبوعة .
نعم قد يكون هناك اختلاف في الصفحات أو الأجزاء ، لكن الوصول إلى المطلب يصير سهلاً بعد مراجعة الفهارس .
نعم هناك نكتة لابدّ من الإشارة إليها ، وهي أنّ بعض الطبعات الحديثة وقع فيها النقص والاسقاط والحذف بسبب التعصّب الأعمى ، فالمتتبّع إذا كان من أهل الدقّة والتحقيق لابدّ أن يراجع إمّا النسخ الخطّية الموجودة في المكتبات ، أو يراجع الطبعات القديمة لأهل السنّة ، وقد أشار علماؤنا الأعلام إلى هذه النكتة ، وذكروا الكثير من مواردها .
ونحن نذكر مورداً من باب المثال :
الزمخشري من كبار علماء أهل السنّة ، وله تفسير المسمّى بـ " الكشّاف " ، طبع الطبعة الثانية سنة (1319) هجرية في المطبعة الأميرية الكبرى ببولاق مصر ، بأمر الشيخ مصطفى البابا الحلبي وإخوانه ، وقد ذكر في الجزء الثالث (ص 301) ، شعراً من إنشاء نفسه يذّم فيه جميع المذاهب الأربعة ، لكن يد التزوير والخيانة اسقط هذا الشعر في الطبات الأخيرة مطبعة الاستقامة بالقاهرة سنة (1373) هجرية ، وإليك بعض أبياته :
إذا سألوا عن مذهبي لم أبح به و اکتمه کتمانه لي أسلم
فإن حنفياً قلت ، قالوا : بأنني أبيح الطلا ، وهو الشراب المحرّم
وإن مالکياً قلت ، قالوا : بأنني أبيح لهم أکل الکلاب و هم هم
وإن شافعياً قلت قالوا : بأنني أبيح نکاح البنت ، و البنت تحرم
وإن حنبليا ًقلت قالوا : بأنني ثقيل حلولي ، بغيض مجسِّم
وإن قلت من أهل الحديث و حزبه يقولون تيس ليس يدري و يفهم
تعجبت من هذا الزمان و أهله فما أحد من ألسن الناس يسلم
وأخرني دهري و قدم معشراً علی أنّهم لا يعلمون و أعلم
ومذ أفلح الجهّال أيقنت أنني أنا الميم والأيّام أفلح أعلم
ج 2 ـ لقد اجتهد المحقّق الأميني (عليه الرحمة) وقضى عمره الشريف في مراجعة كتب علماء أهل السنّة ، وسافر إلى أكثر البلدان الإسلامية لتحصيل النسخ الأصلية ، أو الطبعات القديمة لكّل كتاب ، ونقل عن هذه المصادر الموثوقة ، فحزاه الله عن الإسلام وأهله خير الجزاء ، وقد أشار إلى هذه المصادر وطبعاتها وصفاحتها ، ونحن نعتمد على نقله وفحصه أكثر ممّا نعتمد على فحصنا .فإن حنفياً قلت ، قالوا : بأنني أبيح الطلا ، وهو الشراب المحرّم
وإن مالکياً قلت ، قالوا : بأنني أبيح لهم أکل الکلاب و هم هم
وإن شافعياً قلت قالوا : بأنني أبيح نکاح البنت ، و البنت تحرم
وإن حنبليا ًقلت قالوا : بأنني ثقيل حلولي ، بغيض مجسِّم
وإن قلت من أهل الحديث و حزبه يقولون تيس ليس يدري و يفهم
تعجبت من هذا الزمان و أهله فما أحد من ألسن الناس يسلم
وأخرني دهري و قدم معشراً علی أنّهم لا يعلمون و أعلم
ومذ أفلح الجهّال أيقنت أنني أنا الميم والأيّام أفلح أعلم
وعلى كلّ حال فالمتتبّع يتمّكن من الوصول إلى المصادر في هذا العصر الذي يسهل الرجوع إلى أُمهّات الكتب ولو بواسطة المواقع الإسلامية للمكتبات العامّة وغيرها .
ج 3 ـ المصادر التي تذكر في مجال العقيدة كثيرة جدّة لا تحصى ولا تعدّ ، وإذا كان مؤلّفوها كلّهم من الشيعة ، فذلك يعني كون أكثر علماء أهل السنّة من الشيعة .
مضافاً : إلى أنّ هؤلاء المؤلّفين بعضهم كالبخاري ومسلم وأحمد بن حنبل والترمذي والذهبي والسيوطي وأمثالهم من أساطين وأركان أهل السنّة ، ونحن ننقل عنهم ، كما أنّ مؤلّفي الكتب الأُخرى ممّن يدّعى أنّهم مختلف فيهم يروون عن هذه المصادر غالباً ، أو يكون أسنادهم بعينها نفس أسانيد هذه الكتب .
مضافاً : إلى أنّ لهم مؤلّفات أُخرى تكون من مصادر نفس علماء أهل السنّة .
نعم ، هناك بعض المتعصّبين من أعداء أهل البيت (عليهم السلام) يرمون بالرفض كلّ مَن قال شعراً ، أو ألّف كتاباً في فضائل علي وأهل بيته (عليهم السلام) ، ولكن لو كان الأمر كذلك لكان جميع أو أكثر أهل السنّة شيعة وروافض ، وهذا يدلّ على حقّانية مذهب التشيّع من جهة أُخرى .
ولنذكر بعض علماء أهل السنّة الذين ألّفوا في أهل البيت (عليهم السلام) لترى هل يمكن الالتزام بأنّ جميع هؤلاء من الشيعة .
1- موّدة القربى : للمير سيّد علي الشافعي الهمداني .
2- ينابيع الموّدة : للشيخ سليمان البلخي الحنفي .
3- معراج الوصول في معرفة آل الرسول : للحافظ جمال الزرندي .
4- مناقب وفضائل أهل البيت : للحافظ أبي نعيم الأصبهاني صحاب كتاب حليّة الأولياء.
5- مناقب علي بن أبي طالب : لابن المغازلي الفقيه الشافعي .
6- رشفة الصادي من بحر فضائل بني النبيّ الهادي : للسيّد أبي بكر بن شهاب الدين العلوي .
7- الاتحاف بحبّ الأشراف : للشيخ عبد الله الشبراوي .
8- إحياء الميّت بفضائل أهل البيت : للسيوطي .
9- فرائد السمطين : للشيخ إبراهيم الحميويني .
10- ذخائر العقبى : للمحبّ الطبري .
11- الرياض النضرة : للمحبّ الطبري إمام الحرم الشافعي .
12- الفصول المهمّة : لنور الدين ابن الصبّاغ المالكي .
13- تذكرة خواصّ الأُمّة : للسبط ابن الجوزي .
14- كفاية الطالب : لمحمّد بن يوسف الگنجي الشافعي .
15- مطالب السؤول في مناقب آل الرسول : لمحمّد بن طلحة الشافعي .
16- المناقب : لأخطب خوازرم .
17- جواهر العقدين : للسمهودي .
18- الصواعق المحرقة : لابن حجر .
وهذا الكتاب ألّفه لردّ الشيعة ومع ذلك فإنّه يعدّ من المصادر عندنا ، وهل يعقل أن يكون مثل هذا الشخص المتعصّب العنيد شيعيّاً .
إلى غير ذلك من كتب علماء أهل السنّة الذين ألّفوا كتباً أُخرى على طبق مذهب أهل السنّة كالسيوطي فإنّ له عشرات الكتب كتفسير الدرّ المنثور والإتقان ، وهذه الكتب كلّها مصادر نستفيد منها ، ونستشهد بها .
التعلیقات