سيرة أهل البيت (عليهم السلام)
أهل البيت عليهم السلام
منذ 13 سنةسيرة أهل البيت (عليهم السلام)
السؤال : سيرة أهل البيت (عليهم السلام).
الجواب : سماحة السيّد جعفر علم الهدى
دخل ضرار بن ضمرة الليثي على معاوية ، فقال : صِفْ لي عليّاً .
فقال : أوَ تعفيني من ذلك ؟
فقال : لا أعفِيك .
قال : « کان والله بَعيدُ المَدى ، شَديدُ القِوى ، يقولُ فَصْلاً ، ويحكُمُ عَدلاً ، يتفجَّر العلم من جَوانِبه ، وتنطُقُ الحِكمة من نواحيه ، يستوحِشُ من الدنيا وزهرتها ، ويستأنس باللَّيلِ ووحشته .
كانَ واللهِ غزير العَبْرِة ، طَويلُ الفكرة ، يُقلِّبُ كفَّيه ، ويخاطِبُ نفسه ، ويُنَاجِي رَبَّهُ، يُعجِبه من اللِّبَاس ما خَشنَ ، ومِن الطَّعَامِ مَا جَشبَ .
كان والله فينا كأحَدِنا ، يُدْنِيِنَا إذَا أتَيْنَاهُ ، ويُجيبُنا إذا سألناه ، كنّا مَع دنوّه منّا وقربنا منه ، لا نكلِّمُه لهَيبته ، ولا نرفع أعيننا إليه لعَظَمته .
فإنْ تبسَّم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم ، يعظِّم (يقرب) أهل الدين ، ويحبُّ المساكين ، لا يطمع القويُّ في باطله ، ولا يَيْأس الضعيف من عدله .
فأشهَدُ بالله ، لقد رأيته في بَعضِ مواقفه وقد أرخى اللَّيلُ سُدولَه ، وغارَتْ نُجومَه ، وهو قائم في مِحرابِه ، قابض على لِحيَته ، يتمَلْمَلُ تَمَلْمُلَ السَّليم ، ويبكي بُكاءَ الحزين .
فكأنِّي الآن أسمَعُه وهو يقول : « يَا دُنْيَا يَا دُنْيَا أبِي تَعرَّضْتِ ؟ ، أمْ إليَّ تَشوَّقتِ ؟ هَيْهات ، هَيْهات ، غُرِّي غَيري ، لا حاجة لي فِيكِ ، قَدْ طلقتك ثلاثاً لا رَجْعة لي فِيها ، فَعُمرُكِ قصيرٌ ، وخطرك يسير ، وأملك حَقيرٌ ، آهٍ آهٍ مِن قِلَّة الزَّاد ، وبُعدِ السَّفر ، وَوَحْشَة الطَّريق ، وعظم المورد » .
فسالت : (فوكفت) دموع معاوية على لِحيَته ، فنشفها بكمِّه ، واختنق القوم بالبكاء .
ثمّ قال : كان والله أبو الحسن كذلك ...» .
أقول : « والفضل ما شهدت به الأعداء» .
هذه سيرة علي (عليه السلام) مع نفسه ، وخالقه ، ومع الناس ، ومع الدنيا ، وقد سار على نهجه ذرّيته وأولاده وأهل بيته (سلام الله عليهم).
التعلیقات