بشارة الرسول صلّى الله عليه وآله بالباقر عليه السلام
علي موسى الكعبي
منذ 11 سنةبشارة الرسول صلّى الله عليه وآله بالباقر عليه السلام
روي بطرق عدّة أنّ النبي المصطفى صلّى الله عليه وآله قد بشّر جابر بن عبد الله الأنصاري بأنّه يدرك زمان الباقر عليه السلام ، وسمّاه له ولقّبه ، وذكر بأنّه يبقر العلم بقراً ، وأنّ الله يهب له النور والحكمة ، وأبلغه سلامه.
روى الطبري عن أبان بن تغلب ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : « جاءني جابر ابن عبد الله وأنا في الكتّاب ، فقال لي : اكشف لي عن بطنك ، فكشفت له عن بطني فقبّله ، ثمّ قال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله أمرني أن أقرئك السلام » (1).
وروى جابر عن رسول الله صلّى الله عليه وآله ، قال : « يا جابر ، يوشك أن تبقى حتّى تلقى ولداً من ولدي ، يقال له محمّد بن علي بن الحسين ، يبقر العلم بقراً ، فإذا رأيته فاقرأه منّي السلام ». قال جابر رضي الله عنه : فأخّر الله تعالى مدّتي حتّى رأيت الباقر ، فأقرأته السلام عن جدّه رسول الله صلّى الله عليه وآله ».
وروى المديني عن جابر ، أنّه قال للباقر عليه السلام وهو صغير : رسول الله صلّى الله عليه وآله يسلّم عليك ، فقيل له : وكيف ذاك ؟ قال : كنت جالساً عنده والحسين في حجره ، وهو يداعبه ، فقال : « يا جابر ، يولد له مولود اسمه علي ، إذا كان يوم القيامة نادى مناد : ليقم سيّد العابدين ، فيقوم ولده ، ثمّ يولد له ولد اسمه محمّد ، فإن أدركته يا جابر ، فأقرئه منّي السلام ».
وفي بعض الأحاديث : وإن لقيته فاعلم أنّ بقاءك بعده قليل ، فلم يعش جابر رضي الله عنه بعد ذلك إلّا قليلاً (2) ، وذلك من أعلام النبوّة.
وقالوا في معنى يبقر العلم بقراً الواردة في حديث رسول الله صلّى الله عليه وآله : أيّ يفجّره تفجيراً ، ويظهره إظهاراً.
ونقل في بعض الأحاديث أنّ آباء الباقر عليهم السلام قد أبلغوه سلام جدّه رسول الله صلّى الله عليه وآله أيضاً ، ففي وصيّة أمير المؤمنين علي إلى ولده الحسن عليهما السلام : أنّه أخذ بيد علي بن الحسين ، وقال : « وأمرك رسول الله صلّى الله عليه وآله أن تدفعها إلى ابنك محمّد بن علي ، فأقرئه من رسول الله ومنّي السلام » (3).
وقال أبو جعفر الباقر عليه السلام : « أجلسني جدّي الحسين بن علي في حجره ، وقال لي : رسول الله صلّى الله عليه وآله يقرئك السلام. وقال لي علي بن الحسين : أجلسني علي بن أبي طالب في حجره ، وقال لي : رسول الله صلّى الله عليه وآله يقرئك السلام » (4).
وفي حديث عن أمير المؤمنين علي عليه السلام عن رسول الله صلّى الله عليه وآله : أنّه أقبل على الحسين عليه السلام ، فقال : « سيولد محمّد بن عليّ في حياتك ، فأقرئه منّي السلام » (5).
الهوامش
1. المنتخب من ذيل المذيل / الطبري : ١٢٩ ، تاريخ دمشق ٤٥ : ٢٧٥.
2. هذا الحديث مروي بطرق وألفاظ متعدّدة ، قال ابن شهرآشوب : حديث جابر مشهور معروف ، رواه فقهاء المدينة والعراق كلّهم ، وقد أخبرني جدّي شهرآشوب وابن كيابكي الحسيني بطرق كثيرة عن سعيد بن المسيب ، وسليمان الأعمش ، وأبان ابن تغلب ، ومحمّد بن مسلم ، وزرارة بن أعين ، وأبي خالد الكابلي ، ثمّ روى الحديث. راجع : تاريخ أهل البيت عليهم السلام : ٨٠ ، تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٢٠ ، الكافي ١ : ٤٦٩ ، معاني الأخبار : ٢٨٠ ، عيون الأخبار / الدينوري ١ : ٢١٢ ، الإرشاد ٢ : ١٥٨ ، الإختصاص : ٦٢ ، رجال الكشي : ٤١ / ٨٨ ، الأمالي / الطوسي : ٦٣٦ / ١٣١٤ / ١٦ ، دلائل الإمامة : ٢١٨ ، الهداية : ٢٣٧ ، روضة الواعظين : ٢٠٢ و ٢٠٦ ، تذكرة الخواص : ٣٤٧ ، تاريخ دمشق ٤٥ : ٢٧٦ ، مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣٢٧ ، مطالب السؤول : ٨١ ، الصواعق المحرقة : ١٢٠ ، كشف الغمة ٢ : ٣٣٠ و ٣٤٩ ، الكامل / ابن عدي : ٦ / ٢٤٠ ، تاريخ مواليد الأئمّة عليهم السلام / ابن الخشاب : ٢٦ ، سير أعلام النبلاء ٤ : ٤٠٤ ، إعلام الورى ١ : ٥٠٥ ، لسان الميزان ٥ : ١٦٨ ، نور الأبصار : ١٤٣ ، عمدة الطالب : ١٩٤ ، مجمع الزوائد ١٠ : ٢٢ ، سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب / السويدي : ٣٢٩ وغيرها كثير.
3. كتاب سليم : ٤٤٤ ، الكافي ١ : ٢٩٧ ، التهذيب ٩ : ١٧٦ / ٧١٤.
4. تاريخ دمشق ٤٥ : ٢٧٥ ، سير أعلام النبلاء ٤ : ٤٠٤.
5. الغيبة / النعماني : ٨٠ / ١٠.
مقتبس من كتاب : [ الإمام أبو جعفر الباقر عليه السلام سيرة وتاريخ ] / الصفحة : 61 ـ 63
التعلیقات