ما هو الدليل على انّ الأرض خلقت لأصحاب الكساء ؟
السيّد جعفر علم الهدى
منذ 11 سنةما هو الدليل على انّ الأرض خلقت لأصحاب الكساء ؟
أولاً : قال الله تعالى ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) [ الذاريات : 56 ] ، وهذه الآية الكريمة تشير إلى أنّ الغرض من الخلقة هو وصول الإنسان الى أعلى مراحل الكمال والسعادة بسبب معرفة الله تعالى وصفاته الكماليّة وعبادته وإطاعته وإمتثال أوامره ونواهيه وتطبيق أحكامه وتشريعاته في جميع المجالات ، وهذا الغرض انّما يحصل ببركة أصحاب الكساء : النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام والأئمّة من ولد الحسين عليه السلام فإنّهم الطريق الوحيد لمعرفة الله تعالى معرفةً كاملة بحسب قدرة البشر ، وان كان معرفته تعالى حقّ المعرفة مستحيلاً وذلك لأنّ أصحاب الكساء ـ كما ورد في الروايات ـ كانوا أنواراً بعرش الله محدقين وقد تعلم منهم الملائكة والأنبياء والرسل التسبيح والتحميد والعبادة والخضوع والخشوع وكان الأنبياء يتوسّلون بمحمّد وآل محمّد في الوصول إلى أهدافهم السامية والنجاة من المهالك.
ثانياً : هناك روايات عديدة وردت من طرق الشيعه وأهل السنّة تدلّ على أفضليّة النبي محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم وآله الطاهرين على جميع المخلوقات بما فيهم الملائكة والأنبياء والرسل ، فلا محالة يكون خلق السماوات والأرض لأجل
الإنسان الكامل الذي هو أفضل من غيره ، بل بعض الروايات تصرح بأنهم الغاية الخلقة.
وإليك بعض الروايات من طرق أهل السنّة :
1 ـ روي شيخ الإسلام الحمويني في الباب الأوّل من فرائد السمطين والخطيب الخوارزمي في المناقب عن أبي هريرة عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم انّه قال : « لما خلق الله تعالى آدم أبا البشر ونفخ فيه من روحه التفت آدم يمنة
العرش فإذا في النور خمسة أشباح سجداً وركعاً قال آدم : هل خلقت أحداً من طين قبلي ؟ قال لا يا آدم قال فمن هؤلاء الخمسة الأشباح الذين أراهم في هيأتي وصورتي قال هؤلاء خمسة من ولدك لولاهم ما خلقتك ، هؤلاء خمسة شققت لهم خمسة أسماء من أسمائي لولاهم ما خلقت الجنّة والنار ولا العرش ولا الكرسي ولا السماء ولا الأرض ولا الملائكة ولا الإنس ولا الجنّ فأنا المحمود وهذا محمّد وأنا العالي وهذا علي وأنا الفاطر وهذه فاطمة وأنا الاحسان وهذا الحسن وأنا المحسن وهذا الحسين آليت بعزّتي ان لا يأتينّ أحد بمثقال ذرّة من خردل من بغض أحدهم إلاّ أدخله ناري ولا اُبالي يا آدم هؤلاء صفوتي بهم أنجيهم ولهم أهلكهم فإذا كان لك إليّ حاجة فبهؤلاء توسّل فقال النبي صلّى الله عليه وآله : نحن سفينة النجاة من تعلق بها نجا ومن حاد عنها هلك فمن كان له إلى الله حاجة فليسأل بنا أهل البيت » [ الغدير ج 2 ج 3 ].
2 ـ [ الرياض النضره ج 2 / 164 ] بسنده عن سلمان قال : « سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : كنت وأنا وعلي نوراً بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق آدم عليه السلام يقول بأربعة عشر ألف عام ... ».
أخرجه أحمد بن حنبل في المناقب وذكره الذهبي في ميزان الاعتدال.
3 ـ السيوطي [ في الدر المنثور ] في ذيل تفسير قوله تعالى ( فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ ) قال واخرج ابن النجّار عن ابن عبّاس قال : « سألت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن الكمات التي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه ؟ قال : سأل بحقّ محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت عليّ فتاب عليه ».
4 ـ [ مستدرك الصحيحين ج 3 / 12 ] روي بسنده عن أبي هريرة قال : « قالت فاطمة عليها السلام يا رسول الله زوّجتني من علي بن أبي طالب وهو فقير لا مال له فقال يا فاطمة اما ترضين انّ الله عزّوجلّ اطلع إلى أهل الأرض فاختار رجلين أحدهما أبوك والآخر بعلك » وفي [ كنز العمّال 6 / 253 ] قال صلّى الله عليه وآله وسلّم : « اما علمت انّ الله عزّوجلّ اطلع إلى أهل الأرض فاختار منهم أباك فبعثه نبيّاً ثمّ اطلع الثانية فاختار بعلك فاُوحي إليّ فانكحته واتّخذته وصيّاً ـ قاله لفاطمة ـ ». إلى غير ذلك من الروايات راجع [ إحقاق الحقّ / 105 ].
وامّا الروايات من طرق الشيعه فهي كثيرة متواترة لا تعدّ ولا تحصى نذكر بعضها تيمناً.
1 ـ روي المرندي في مجمع النورين وفي الحديث القدسي : « لولاك ما خلقت الأفلاك ولولا علي ما خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما ». وهذا إشارة إلى انّ الخلق لا يصلون إلى الكمال والسعادة والعبادة الحقيقيّة التي هي الغاية من الخلقة إلاّ بفضل هؤلاء فلولاهم لم يخلق الخلق لعدم ترتّب الغاية على ذلك كما انّ خلق واحد منهم لا يكون كافياً.
2 ـ في معاني الأخبار وعلل الشرايع عن الصادق عليه السلام : « ولولاهما ما خلقت خلقي ».
3 ـ وفي العلل والعيون والاكمال عن الرضا عليه السلام عن آبائه عن أميرالمؤمنين قال : « قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : ما خلق الله خلقاً أفضل منّي ولا أكرم عليه منّي ـ إلى أن قال ـ يا علي لولا نحن ما خلق الله آدم ولا حواء
ولا الجنّة ولا النار ولا السماء ولا الأرض ... ». وعن علي عليه السلام عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : « ولولانا لم يخلق الله الجنّة والنار ولا الأنبياء ولا الملائكة » [ بحار الانوار 36 / 337 ].
4 ـ في حديث المعراج قال الله تعالى : « فلولاكم ما خلقت الدنيا والآخرة ولا الجنّة ولا النار ... » [ بحار الأنوار ج 36 / 302 ].
5 ـ في رواية المفضّل عن الصادق عليه السلام في وصف خلقة الأرواح قبل الأجساد وبعدما رأى آدم أسماء النبي والأئمّة على ساق العرش قال الله تعالى : « لولاهم ما خلقتكما ... ». [ بحار الانوار ج 7 / 350 وج 11 / 172 وج 26 / 320 ].
راجع [ بحار الأنوار ج 39 / 350 ، ج 17 / 317 ج 16 / 362 ، الغدير ج 5 / 435 مدينة المعاجز ص 153 الطبعة القديمة ].
التعلیقات
٢