ما الفرق بين عصمة الأئمة عليهم السلام عند الشيعة وعدالة الصحابة عند أهل السنّة
السيّد جعفر علم الهدى
منذ 11 سنةما الفرق بين عصمة الأئمة عليهم السلام عند الشيعة وعدالة الصحابة عند أهل السنّة ؟
الفرق هو أنّ العصمة في الأئمّة ثابته بنصّ القرآن الكريم وبالأدلّة العقليّة القطعيّة وبالروايات المتواترة والصحيحة ـ راجع بهذا الصدد كتاب أصول الدين ، العقائد الحقّة باب عصمة الأنبياء والأئمّة ـ مضافاً إلى سيرة الأئمّة المعصومين عليهم السلام ومنهج حياتهم بخلاف عدالة الصحابة فإنّها لا دليل عليها بل الدليل قائم على عدم كونهم عدول بل لم يكن الصحابة يعتقدون بعدالة أنفسهم ، ولذا نرى بعضهم يحارب البعض الآخر ويقاتله ويشترك في قتله وقد كان بين صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم منافقون يصرح القرآن الكريم بأن المسلمين لم يكونوا يعلملون بنفاقهم قال الله تعالى : ( مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ) [ التوبة : 101 ] فكيف نحكم بعدالة جميع الصحابة مع وجود منافقين مندسين في صفوفهم لا نميّز المؤمن من المنافق فلو حكمنا بعدالة صحابي من الصحابة نحتمل انّه نفس ذلك المنافق الذي أخبرنا الله تعالى بأنّه مندس في الصحابة ولا نعرفه.
مضافاً إلى انّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأنّ الكثير من أصحابه سوف يرتدون ويغيّرون ويحدّثون بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فراجع صحيح البخاري وصحيح مسلم وغيره.
ففي صحيح مسلم بطرق متعدّدة عن عبدالله وبطريق واحد عن حذيفة : « قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : انا فرطكم على الحوض ولاُنازعنّ أقوامنا ثمّ لاُغلبنّ عليهم فأقول يا ربّ أصحابي فيقال : انّك لا تدري ما احدثوا بعدك » [ صحيح مسلم كتاب الفضائل باب اثبات الحوض ]. وروى أحمد بن حنبل بسنده عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : « ليذادن اناس من أصحابي عن الحوض كما يذاد الغريبة من الابل ... ـ وقال في آخره ـ اناديهم هلم فيقال انّهم قد بدّلوا بعدك فأقول سحقاً سقحاً » [ مسند أحمد بن حنبل ج 3 / 454 ]. وكيف يكون جميع صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم عدولاً وقد كان فيهم معاوية وعمرو بن العاص وكانوا يسبّون علياً ويلعنونه ويأمرون بلعنه على المنابر. ومن الصحابة سمرة بن جندب الذي كان من قوّاد جيش يزيد الذي أباح المدينة وقتل المهاجرين والأنصار وهتك الأعراض وكيف يكون أصحاب النبي عدولاً ، مع انّ البخاري يروي في صحيحه بسنده عن العلاء بن المسيّب عن أبيه قال : « لقيت البراء بن عازب فقلت طوبى لك صحبت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبايعته تحت الشجرة ، فقال : يا ابن أخ انّك لا تدري ما أحدثنا بعده » [ صحيح البخاري بحاشية السندي ج 3 / 44 ، كتاب المغازي باب غزوة الحديبيّة ].
وفي [ تهذيب التهذيب 8 / 9 ط بيروت ] روى ابن حجر عن عمرو بن ثابت انّه قال : « لما مات النبي صلى الله عليه وآله وسلم كفر الناس الا خمسة ». وكيف يكون صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم عدولاً مع انّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم خاطب وقال : « لا أدري ما تحدثون بعدي ».
« روى الامام مالك في [ الموطأ 2 / 460 كتاب الجهاد في سبيل الله ] بسنده عن مولى عمر بن عبيدالله انه بلغ ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لشهداء أحد : هؤلاء اشهد لهم. فقال أبو بكر : ألسنا يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اخوانهم اسلمنا كما اسلموا وجاهدنا كما جاهدوا. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : بلى ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي. فبكى أبو بكر ثم قال : أئنا لكائنون بعدك ».
التعلیقات