ماذا يحدث في ظهور الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف ؟
السيّد جعفر علم الهدى
منذ 10 سنواتماذا يحدث في ظهور الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف ؟
تملأ الأرض عدلاً وقسطاً بعد ما ملئت جوراً وظلماً كما في الحديث النبوي الشريف المتواتر بين الفريقين السنة والشيعة. ومعنى ذلك انّ الحكومة الإلهيّة العادلة تحكم جميع أنحاء العالم وينتشر العدل والأمن والأمان والصلاح والخير بين جميع الناس في جميع أقطار العالم.
ففي الحديث عن أمير المؤمنين عليه السلام في وصف زمان القائم عليه السلام : « ولذهبت الشحناء من قلوب العباد واصطلحت السباع والبهائم حتى تمشي المرأة بين العراق إلى الشام ».
بسبب وجوده المبارك تزول الأمراض والآفات الظاهرة عن أبدان الناس ويصفى ظاهر الخلق من جميع العيوب. فعن الباقر عليه السلام قال : « من أدرك قائم أهل بيتي من ذي عاهة برأ ومن ذي ضعف قوي ». وعن الإمام السجاد عليه السلام : « إذا قام القائم أذهب الله عن كلّ مؤمن العاهة وردّ إليه قوّته ».
انّ الأرض تضيء وتتلالأ بنور ذلك النور الإلهي بحيث تستغني الناس عن نور الشمس والقمر. ففي حديث المفضل بن عمر قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : « أنّ قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربّها واستغنى العباد عن ضوء الشمس وذهبت الظلمة ».
انّ المؤمنين في ذلك العصر يكون أذهانهم مستعده للفهم والتعلم ويكونون على درجة من كمال العقل والعلم والمعرفة ويتعلّمون جميع أقسام العلوم من فيوضات ذلك المنبع الإلهي ويكون حصول هذا الأمر لهم من بركة يده المباركة التي يمرّها على رؤوس محبّيه برأفة ورحمة. فقد روي جابر عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال : « إذا قام قائم آل محمد ضرب فساطيط ويعلم الناس القرآن على ما أنزل الله عزّ وجلّ ».
وعن الباقر عليه السلام : « إذا قام قائمنا وضع يده على رؤوس العباد فجمع بها عقولهم وكملت به أحلامهم ». وفي حديث آخر : « فجمع به عقولهم وأكمل به أخلاقهم ». وعنه عليه السلام : « وتؤتون الحكمة في زمانه حتى انّ المرآة لتقضي في بيتها بكتاب الله تعالى وسنّة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ».
انّ الامام عليه السلام يؤدّي عن شيعته قروضهم من الأحياء والأموات ويبرئ ذمّتهم من حقوق الناس. ففي حديث طويل عن جابر الجعفي عن الباقر عليه السلام يقول في آخره : « فلا يترك عبداً مسلماً الا اشتراه وأعتقه ولا غارماً الا قضى دينه ولا مظلمة لأحد من الناس إلا ردّها ؟ ».
إنه عليه السلام يقلع ويقمع جميع البدع ويزيل جميع الآلات المحرمة من آلات اللهو والقمار وأسباب الطرب. ففي الحديث عن الباقر عليه السلام : « ولا يترك بدعة إلا ازالها ولا سنّة الاّ أقامها ».
كثرة عطاياه للناس بحيث لا يوجد فقير ليعطيه الناس صدقاتهم وزكواتهم وتظهر الأرض كنوزها وبركاتها. ففي الحديث عن الباقر عليه السلام : « وتجمع إليه أموال الدنيا من بطن الأرض ظهرها فيقول للناس تعالوا الى ما قطعتم فيه الأرحام وسفكتم فيه الدماء الحرام وركبتم فيه ما حرّم الله عزّ وجلّ ، فيعطي شيئاً لم يعطه أحد كان قبله ويملأ الأرض عدلاً وقسطاً ونوراً كما ملئت ظلماً وجوراً وشرّاً ».
وروي المفضل بن عمر قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : « ... وتظهر الأرض من كنوزها حتى تراها الناس على وجهها ويطلب الرجل منكم من يصله بماله ويأخذ منه زكاته فلا يجد أحداً يقبل منه ذلك واستغنى الناس بما رزقهم لله من فضله ».
إحياء سنّة رسول الله صلّى الله عليه وآله وتطبيق الإسلام الحقيقي الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والذي غيّره وبدّله الخلفاء الغاصبون. فعن أبي جعفر عليه السلام قال : « انّ قائمنا إذا قام دعا الناس إلى أمر جديد كما دعا إليه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وانّ الاسلام بدأ غريباً كما بدأ ، فطوبى للغرباء. فقلت : اشرح لي هذا أصلحك الله ! فقال : يستأنف الداعي منا دعاءً جديداً كما دعا رسول الله ».
انّه عليه السلام يحكم بمثل حكم داود وسليمان عليهما السلام لا يطالب بالبيّنة بل يحكم على ما هو الواقع ونفس الأمر ، حيث انّه عالم بكلّ ما هو في الواقع ويكون كل شيء عند واضحاً جلياً. فعن الصادق عليه السلام : « إذا قام القائم حكم بين الناس بجكم داود لا يحتاج الى بينة يلهمه الله فيحكم بعلمه ويخبر كل قوم بما استبطنوه ويعرف وليّه من عدوّه بالتوسّم. قال الله تعالى : ( إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ * إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ) ».
التعلیقات