إذا كان الخلفاء الثلاثة الأوائل ظلمو الامام علي عليه السلام لماذا سكت على ظلمهم ؟
السيّد جعفر علم الهدى
منذ 6 سنواتالسؤال :
إذا كان الخلفاء الثلاثة الأوائل ظلمو الامام علي عليه السلام لماذا سكت الامام علي عليه السلام على ظلمهم ؟
الجواب :
نذكر لتوضيح الجواب حديثين :
الحديث الأوّل :
عن إبراهيم الكرخي قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : ألم يكن علي عليه السلام قويّاً في دين الله عزّ وجلّ ؟
قال : بلى.
قلت : فكيف ظهر عليه القوم وكيف لم يدفعهم وما منعه من ذلك ؟
قال : آية في كتاب الله عزّ وجلّ منعته.
قلت : وأيّ آية ؟
قال : قوله تعالى : ( لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ) ، أنّه كان لله عزّ وجلّ ودائع مؤمنين في أصلاب قوم كافرين ومنافقين ؛ فلم يكن علي عليه السلام ليقتل الآباء حتّى تخرج الودائع. [ علل الشرايع / الصفحة : 147 ]
ويظهر من هذا الحديث : انّ الإمام علي عليه السلام لو كان يقوم بالكفاح المسلّح لأجل أخذ حقّه الشرعي لزم ان يحارب مع الخلفاء وأتباعهم فيقتلهم جميعاً ، وكان ذلك يستلزم ابادة المسلمين حيث لا يبقى مع علي بعد ذلك إلّا جماعة قليلون يموت الإسلام بموتهم. ولقد كان في نفوس القوم أحقاد بدريّة واُحديّة وحنينيّة وخيبريّة ضدّ الإمام علي عليه السلام ، ولأجل ذلك ساندوا الخلفاء الثلاثة وانحرفوا عن علي عليه السلام ؛ فلم يكن علي عليه السلام ليقتلهم لأنّ الله تعالى قدر في أصلابهم ذريّة مؤمنين مسلمين لابدّ ان يتولّدوا ويتناسلوا حتّى يستمرّ الإسلام إلى يوم القيامة. فالإمام عليه السلام سكت عن حقّه لأجل التحفّظ على بقاء الإسلام.
الحديث الثاني :
عن الإمام الباقر عليه السلام قال : إنّ عليّاً لم يمنعه من ان يدعو الناس إلى نفسه إلّا أنّهم ان يكونوا ضلالاً لا يرجعون عن الإسلام أحبّ إليه من أن يدعوهم فيأبوا عليه فيصيرون كفّاراً كلّهم.
وعن بعض أصحابنا قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : لم كفّ عليٌّ عن القوم ؟ قال : مخافة ان يرجعوا كفّاراً.
ولنعم ما قالت الزهراء عليها السلام في خطبتها : « وما نقموا من أبي الحسن نقموا والله نكير سيفه وقلّة مبالاته بحتفه وشدّة تنمّره في ذات الله ».
التعلیقات