ما هي قيمة أحاديث ابن عبّاس عند علمائنا ؟
مركز الأبحاث العقائديّة
منذ 6 سنواتالسؤال :
ما هي قيمة أحاديث ابن عباس عند علمائنا ؟ هل هي مقبولة عندهم أو مردودة ؟
الجواب :
لا إشكال في جلالة قدر ابن عبّاس عند الجميع ، كما يظهر ذلك من كلام العلماء والرجاليين.
نعم ، قد يكون هناك بعض الموارد الموجبة للتوقّف ، ولكن أُجيب عنها بما لا مزيد عليه (1).
ومجمل الكلام حول هذا الشخص هو : أنّه كان موالياً وعارفاً للحقّ ، ولكن لأُمور لم تتّضح لحدّ الآن كان لا يقتحم الصراعات الموجودة آنذاك ، فكان شاهداً للحقّ إن صحّ التعبير ومدافعاً عنه في حدّ وسعه ، فيجب أن ننظر إلى حياته من هذه الزاوية حتّى نعرف التفسير الصحيح لمجموعة تصرّفاته ، ومواقفه في كافّة الجوانب.
ثمّ وإن كان ابن عبّاس ثقة ومعتمداً ، ولكن بالنسبة لأحاديثه ينبغي ملاحظة عدّة أُمور :
1 ـ لا يخفى أنّ مجموعة كبيرة من الأحاديث المنسوبة إليه في كتب الفريقين سندها منقطع ، أيّ أنّها إمّا مرسلة أو مقطوعة ، فلا حجّية لمفادها ، إلّا ما كانت منها تؤيّد بأخبار معتبرة أُخرى.
2 ـ توجد هناك طائفة من الأخبار تنقل عن لسان ابن عبّاس بدون إسنادها إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله ، أو إلى أحد من الأئمّة عليهم السلام ، أيّ أنّها آراؤه في تلك الموارد.
وهذا القسم أيضاً لا يعتبر حجّة من الناحية الشرعيّة ، إلّا إذا كان موافقاً لما صدر عن المعصوم عليه السلام.
3 ـ إنّ شخصيّة ابن عبّاس كانت معرّضةً للهجوم والتشويه من قبل أعداء الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، خصوصاً بني أُميّة ، فدسّت الأيادي الأثيمة روايات وأحاديث في سبيل النيل من سمعته ، وهذه الفئة من الروايات جلّها ـ بل كلّها ـ جاءت عن طريق العامّة ، وعليه فينبغي التأمّل والتريّث في أحاديثه التي نقلت بإسنادهم ، وإن كانت معنعنة وغير مرسلة ومتّصلة ، خصوصاً في المواضع الخلافيّة بين الشيعة والسنّة .
الهوامش
1. أُنظر : قاموس الرجال 6 / 418.
التعلیقات