في بسم الله الرحمن الرحيم ، لماذا ذكر صفة الرحمن والرحيم متتاليتن ؟
السيّد جعفر علم الهدى
2020 May 9السؤال :
في بسم الله الرحمن الرحيم ، لماذا ذكر صفة الرحمن والرحيم متتاليتن ؟ أليس كليهما مصدرهما الرحمة ؟ فلماذا ذكرت بهذه الصيغة ؟
الجواب :
صحيح انّ مبدأ اشتقاقهما واحد ، وكلاهما مأخوذان من الرحمة ، الّا عن المقصود من الرحمن معنى غير معنى الرحيم وان كانا يشتركان في أصل الرحمة ، والفرق بينهما من جهات متعدّدة :
الأوّل : الرحمن يشتمل الرحمة لجميع الموجودات وأنواع النعم ، بمعنى انّ الرحمة الرحمانيّة.
نعم ، الجميع الموجودات تشتمل كلّ النعم ، كما قال تعالى : ( الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ ) (١).
وأمّا رحمة الرحيميّة ، فهي مختصّه بالمؤمنين ، ومعناها التوفيق في الدنيا والدين.
ومن ثمة قال الصادق عليه السلام : الرَّحْمن اسمٌ خاصٌّ لصفَةٍ عامَّةٍ والرَّحِيمُ اسمٌ عامٌّ لصفَةٍ خاصَّةٍ (٢).
الثاني : الرحمن ، رحمن الدنيا ، والرحيم ، رحيم الآخرة ، يعني في الأمور الأخرويّة.
الثالث : في روايه عن الصادق عليه السلام : الْبَاءُ بَهَاءُ اللهِ ، والسِّينُ سَنَاءُ اللهِ ، وَالْمِيمُ مَجْدُ اللهِ (٣).
وفي رواية : مُلْكُ اللهِ ، وَاللهُ إِلهُ كُلِّ شَيْءٍ ، الرَّحْمنُ بِجَمِيعِ خَلْقِهِ ، وَالرَّحيِمُ بِالْمُؤْمِنِينَ خَاصَّةً (٤).
الهوامش
١. سجدة : ٧.
٢. تاج العروس « للواسطي » / المجلّد : ١٦ / الصفحة : ٢٧٨ / الناشر : دار الفكر ـ بيروت / الطبعة : ٢.
٣. الكافي « للكليني » / المجلّد : ١ / الصفحة : ٨٩ / الناشر : منشورات المكتبة الإسلاميّة ـ طهران.
٤. الكافي « للكليني » / المجلّد : ١ / الصفحة : ٨٩ / الناشر : منشورات المكتبة الإسلاميّة ـ طهران.
التعلیقات