روي عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله أنه كان يقول: «شعبان شهري»،(1) ويذكر له فضائل كثيرة، وهناك أعمال كثيرة بالغة في الأهمية ومتنوعة؛ لكي يحظى الإنسان بأي شكل من الأشكال، وينال من الثواب المترتب لهذه الأعمال، ويكون ذات منزلة وقرب من المولى تعالى.

ونحن نعرف شهر شعبان بشهر الأعياد والأفراح؛ لأن فيه مولد أبطال كربلاء المقدسة، والآخذ بثأرهم ففيه: مولد سيد شباب أهل الجنة الحسين بن علي عليه السلام، وولده الإمام زين العابدين عليه السلام، وحامل اللواء وكافل الحوارء قمر العشيرة أبي الفضل العباس عليه السلام، وميلاد أشبه الناس خلقاً وخُلقاً ومنطقاً برسول الله علي الأكبر بن الحسين عليه السلام، ومن ثم ميلاد منقذ العالم، والمؤمل الموعود صاحب العصر والزمان الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف.
ولاستمرار الفرح في هذا الشهر المُعظّم لم يكن فيه شهادة أي من المعصومين عليهم السلام، فهو الشهر الوحيد الذي لا يكون فيه مصيبة مفجعة؛ كل ذلك لقدوم سبط النبي الأكرم صلى الله عليه وآله الحسين بن علي عليه السلام،كما أنّ في شهر محرم الحرام لم يقع فيه أي مولد للمعصومين عليهم السلام؛ لكي يكون ذلك شهر الحزن، والنوح، والبكاء.
وقد ورد عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله أنه قال: «حُسَينٌ مِنّي، وأنَا مِن حُسَينٍ. أحَبَّ اللّهُ مَن أحَبَّ حُسَينا».(2) وهذا شهر النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، ونظراً لهذه الرواية الشريفة ما يثبت للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله يثبت للحسين بن علي عليه السلام؛ لأنهما أحدهما من الآخر، فيكون شهر شعبان المُعظّم شهر الحسين بن علي عليه السلام.

شعبان أقبل يا ملائك هللي

وبدورَ هاشم يا سماء استقبلي

في غرة الشهر الكريم استبشرت

كل الخليقة بالسعود المقبل

ومدينة المختار زينها السنا

والكون جُلل باللآلئ والحلي

ابنا علي والحفيد تلاهما

والبشر يملأ دار حيدرة الولي

فحسين والعباس شبلا حيدرٍ

وابن الحسين سمي والده علي

إلى أن يقول:

شعبان أقمار الولا قد أشرقت

لكن آخرها خفي المنزل

في النصف هَّل، وغاب عنا مسرعاً

والقلب في شوق له وتأمل

فمتى متى يا ابن الكرام! نرى السنا؟

ومتى متى تلك السحابة تنجلي؟(3)

1ـ فضائل الأشهر الثلاثة: ص 44.
2ـ بحار الأنوار: ج 43،ص 271.
3ـ للشاعر: صفوان لبيب بيضون.

اتصل بنا

من نحن

Copyright © 1998-2025 rafed.net

الكل

التعلیقات

مرتبطة