قرآن يسري فيه (مكتوبة) - باسم الكربلائي

 

 

هَذَا الأكَبرُ مِنهُ تَعَلَّمْ يَا خَادِمَهُ كَيفَ تَصُولْ
وَخُذْ الحِكمَةَ مِنهُ وَخَلِّي الدُنَيا حُرٌ عَنَكَ تَقُولْ
حَيَّاه قَلبُ أبِيهِ .. قُرآنْ يَسرِي فِيهِ

مَشَى لَيثُ الهَواشِمِ للمَيادِينِ
وَ جَرّدَ صَارِمَ الإيمَانِ و الدِينِ
و رَاحَ يُذِلُ أعنَاقَ الشَياطِينِ
كَمّا ذَلَّتْ لِحيدرَ يَومَ صِفِينِ
كَانَ يُنادِي يَا أبَتَاهُ لَو تَسقِينِي شُربةَ مَاء
هَذا عَطَشِي جَيشٌ ثَانِي يَا أبَتَاهُ للأعدَاء
وَ ضَماهْ مَن يَرويهِ .. قُرآنْ يَسرِي فِيهِ

سَعَتْ لَكَ كَربَلاءُ لِكَي تُحَييكَا
وَ تَشكُرُ سَعيَكَ الأوفَى وَ تُبكِيكَا
كَمّا ضَحَيتَ بِالأروَاحِ تَفدِيكَا
تُعَزِي أمَكَ الحَيرَى و تُنبِيكَا
أنَّكَ تَبقَى رَمزَ إِبَاهَا حَتَى المَحشَرِ لا تَنسَاك
وَ بِهَا يَرقَى نَحوَ الأعلَى يا مَولاهَا فَيضُ دِمَاك
وَ حُسَينْ إذْ يَبكِيهِ .. قُرآنْ يَسرِي فِيهِ

كَتبْتَ إلَى البَرِثيةِ بِالدِمَاء دَرسَّا
وَ عَلَّمتَ الإبَاءِ الجِنَ وَ الإِنسَا
و رُحتَ عَنِ النَقائِصِ تَرتَقي نَفسَا
لِتَأنَسَ بِالشهَادَةِ و الفِدَا أُنسَا
فَخَرتْ هَاشِمُ فِيكَ شَهِيداً يَا كَوكَبَهَا بِالآفَاقْ
َيَبقَى حُبُكَ يَسقِي الضَمْاءَا يَجرِي نَهرَاً فِي الأعْمَاقْ
مَعنَاكْ مَنْ يُجرِيهِ .. قُرآنْ يَسرِي فِيهِ

نُقِيمُ لِكَ المِآتِمَ و السَمَاء تَدرِي
ِبِأنَّا للقِيامَةِ أدُمعَاً نُجرِي
وَ عُشَاقَاً لِكَعبَةِ كَربَلاء نَسْرِي
عَلَى حَدِ السِيوفِ وَ لَذعَةِ الجَمْرِ
َنَلطِمُ صَدرَاً نَذرِفُ دَمعَاً لا نَستَسلِمُ للأيَامْ
عَاهدنَاكُم يَا سَادَاتِي إنَّا قَلبٌ فِيكُمُ هَامْ
َقَدْ هَامْ فِي مَهدِيهِ .. قُرآنْ يَسرِي فِيهِ

يَلُومُونَا لِأنَا نَعشَقُ الآلَا
وَ هَذَا العِشقُ كَانَ بِنَا وَ مَا زَالَا
بُرَاقاً فِيهِ يَعرُجُ كُلَّ مَنْ وَالَى
كَمَا فِي الطَفِ سِبطُ المُصطَفَى قَالَا
كُونوُا مَعَنَا لا تَذَرُورنَا نَحنُ سَفِينةُ رَبِ النَاسْ
هَذا دَمُنَا يَجِرِي عَلّنَاً لِلرَحمَةِ يَبقَى آسَاسْ
لِلدِينْ هُوَ يَفدِيهِ .. قُرآنْ يَسرِي فِيهِ

َبنِي الزَهرَاءِ أنَتُمْ سِرُ عَليَانَا
تَحدَّينَا بِكُمْ حَتَى مَنَايانَا
وَ هَانَتْ فِيكُمُ أقَسَى رَزايَانَا
ِِِِِلِنَخدِمَكمُ إلهُ النَاسِ سَوانَا
فِيكُم نَحَيى يَا قَادَتَنَا لَولاكُم كُنَّا أمْوَاتْ
وَ بِكُمْ نَقَوى وَ لَكُمْ نَهوَى أنَتُمْ كَهفٌ فِي الشِدَاتْ
إيمَان إذْ نَأوِيهِ .. قُرآنْ يَسرِي فِيهِ

لَقَدْ جِئنَا نُعَزِي اليَومَ بِالأكبَرْ
حَلِيفَ الثَأرِ نَسألُهُ مَتَى يَثأرْ
إمَامَ الصَبرِ سَيفَ المُرتَضَى حَيدَرْ
يَهُبُ لِنُصرَةِ الأضَلاعِ وَ المَنحَرْ
يَبكِي الكُبرَى يَنَعَى الزَهرَاء حِينَ أُصِيبَتْ خَلفَ البَابْ
أمُ الحَسَنِ تَبِكي المُحسِنَ تَشكَو الغَدرَةَ وَ الأصحَابْ
وَ الثَارْ ذَا يَكويهِ .. قُرآنْ يَسرِي فِيهِ

 

 

للشاعر :مهدي جناح الكاظمي