لإجراء العمليات قم أولاً بتسجيل الدخوللإجراء العمليات قم أولاً بتسجيل الدخول
١.١K

خطبة السيدة زينب الكبرى عليها السلام في الكوفة (مكتوبة) - السيد جاسم الطويرجاوي

منذ ١٢ سنة١.١Kمشاهده
|1

خطبة السيدة زينب الكبرى (ع) في الكوفه

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ

يا أهل الكوفة ، يا أهل الختل والغدر !

أتبكون ؟ فلا رقأت الدمعة ، ولا هدأت الرنة.

إنّما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً ، تتّخذون أيمانكم دخلاً بينكم.

ألا وهل فيكم إلا الصلف النطف ؟ والصدر الشنف ؟ وملق الإماء ؟ وغمز الأعداء ؟

أو كمرعى على دمنة ؟ أو كفضة على ملحودة ؟

ألا ساء ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون.

أتبكون ؟ وتنتحبون ؟

إي والله ، فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً.

فلقد ذهبتم بعارها وشنارها ، ولن ترحضوها بغسل بعدها أبداً.

وأنى ترحضون قتل سليل خاتم النبوّة ؟ ومعدن الرسالة ، وسيّد شباب أهل الجنّة ، وملاذ خيرتكم ، ومفزع نازلتكم ، ومنار حجّتكم ، ومدرة سنّتكم ؟

ألا ساء ما تزرون ، وبعداً لكم وسحقاً ، فلقد خاب السعي ، وتبت الأيدي ، وخسرت الصفقة ، وبؤتم بغضب من الله ، وضربت عليكم الذلّة والمسكنة.

وَيلكم يا أهل الكوفة !

أتدرون أيّ كبدٍ لرسول الله فَرَيتُم ؟!

وأيّ كريمةٍ له أبرزتم ؟!

وأيّ دم له سفكتم ؟!

وأيّ حرمةٍ له هتكتم ؟!

لقد جئتم بها صَلعاء عَنقاء سَوداء فَقماء ، خَرقاء شَوهاء ، كطِلاع الأرض وملء السماء.

أفعجبتم أن مطرت السماء دماً ، ولعذاب الآخرة أخزى ، وأنتم لا تُنصَرون.

فلا يَستَخفّنكم المُهَل ، فإنّه لا يَحفِزُه البِدار ، ولا يَخافُ فَوتَ الثار ، وإنّ ربّكم لبالمرصاد ».

قال الراوي : « فوالله لقد رأيت الناس ـ يومئذ ـ حَيارى يبكون ، وقد وضعوا أيديهم في أفواههم. ورأيت شيخاًَ واقفاً إلى جنبي يبكي حتّى اخضلت لحيته ، وهو يقول : « بأبي أنتم وأمّي !! كهولكم خير الكهول ، وشبابكم خير الشباب ، ونساؤكم خير النساء ، ونسلكم خير نسل لا يخزى ولا يبزى ».

التعلیقات

اکتب التعلیق...