هامة السجود (مكتوبة) - باسم الكربلائي
قصيدة : من هامة السجود
للشاعر :علي عسيلي العاملي
الرادود : الحاج ملا بلاسم الكربلائی
منْ هامَةِ السُّجُودْ..يجري دمُ الخلودْ
كمْ يتيمٍ ماتَ بالسيفِ اللئيمِ!
كمْ لئيمٍ عاشَ منْ خُبزِ اليتيمِ!
******
حيْدَرٌ بأسُ السَّمَا واللهُ صَبَّهْ
لمْ يَمُتْ حالَ الصَّلَا منْ حَدِّ ضَربَهْ!
إنَّهُ ربُّ الوغى إِنْ شَنَّ حرْبَهْ..
أرأيتَ السَّيْفَ هلْ يصْرعُ ربَّهْ؟!
بالغَدْرِ لا الحديدْ..قَدْ أُرْدِيَ الشهيدْ
ويلَ سُمٍّ ما درى بَعْدَ العظيمِ!
كمْ لئيمٍ عاشَ منْ خُبزِ اليتيمِ!
******
إنَّ نوحاً خلَّدَ الرّحمانُ مجْدَهْ
لِعَلِيٍّ..خصَّهُ أنْ شقَّ لحْدَهْ!
ما تُراهُ قَالَ كَيْ يُدفَنَ عِنْدَه؟؟
سيِّدي..كَيْ نعرِفَ السِّرَّ فَرُدَّهْ
هلْ زارَ في السفينْ؟..بزيارةِ "الأمينْ"
يا عليمَ السرِّ يا سرَّ العليمِ
كمْ لئيمٍ عاشَ منْ خُبزِ اليتيمِ!
******
ظامئَ الصَّدْرِ رأى المِحرابَ باتا
فسقاهُ مِنْ دَمِ الرأْسِ فُراتا!
مَرَّةً ثانِيةً أعطى الزكاةَ
نزلتْ فيهِ "ويؤتونَ الحياةَ"..
بالأمسِ "راكعونْ"...والْيَوْمَ"ساجدونْ"
آهِ مُذْ غابَ أبو القلبِ الرَّحيمِ
كمْ لئيمٍ عاشَ منْ خُبزِ اليتيمِ!
******
"سُورَةُ الكَهْفِ" غدَتْ وَسْطَ الْكِتَابِ
وكذاكَ الكَهفُ في الرأسِ المُصابِ!
ذاكَ فيهِ ثُلَّةٌ تحتَ التُّرابِ
ذا..ملايينٌ عَلَوْا فَوْقَ السّحابِ
يا وادِيَ السَّلامْ...نَمْ في حِمى الإمامْ
أيُّها الوادي أجِبْ أَهْلَ الرقيمِ
كمْ لئيمٍ عاشَ منْ خُزِ اليتيمِ!
******
عندنا فاطمةٌ ليلةُ قدْرِ
عندهُمْ إمرَأةٌ "ليلةُ غَدْرِ"
سَجَدتْ إِذْ غالَهُ الأشقى بِطبْرِ
ليسَ تدري مَنْ عليٌّ ليسَ تدري!!
حيٌّ ولا يموتْ...لَمْ تَحْوِهِ نُعُوتْ
قَدْ بكاهُ العدْلُ في اليومِ الأليمِ
كمْ لئيمٍ عاشَ منْ خُبزِ اليتيمِ!
******
حينَ غارَ السيفُ في رأسِ السَّمَاءِ
شاهدتْ عيناهُ كلَّ الأَنْبياءِ
طَبَروا الهاماتِ..قاموا للعزاءِ
حَيدريِّينَ اسْتَحمُّوا بالدِّمَاءِ
ما طبرة الرؤوسْ؟!...تُفدى له النفوسْ
حَقَّ أنْ نفنى أسىً عندَ الكريمِ
كمْ لئيمٍ عاشَ منْ خُبزِ اليتيمِ!
******
ذا أمينُ الوحْيِ في الأطباقِ قاما
ناعِياً منْ كانَ للصَّوِمِ صياما
مَدْمَعُ الأيتامِ لِمْ يَجري على مَ؟؟
هلْ أحسُّوا أنَّهُمْ صاروا يتامى؟!
تَفْديكِ كلُّ عَيْنْ...يا دمْعَةَ الحُسيْنْ
مالَ رُكنُ العرشِ للخطْبِ الجسيمِ
كمْ لئيمٍ عاشَ منْ خُبزِ اليتيمِ!
******
آخِرَ الأنفاسِ يجري دمْعُ حيْدرْ
مـــا تُــراهُ والِـــدُ الصَّبْرِ تذكَّرْ؟!
قَدْ رأى الزهراءَ والضِّلعَ المُكسّرْ
فمضى يلعنُ قبل الموتِ حبْتَرْ
حتْماً قضى الإمامْ...في لعنةِ اللئامْ
كلُّ ظُلْمٍ أصلُهُ حقدُ الزَّنيمِ
كم لئيمٍ عاشَ منْ خُبزِ اليتيمِ!
التعلیقات