إذا لم اصافح البنات يكسر خاطرهن، ما ذا افعل؟ (مكتوبة) - شبكة رافـد

منذ سنة٣٨٨مشاهده
حفظ
|1

هل يجوز ان اصافح امراة مدت يدها لمصافحتي؟

البعض قد يشعر بالحرج لو مدت اليه امراة يدها من غير محارمه للمصافحة. فيصافحها مضطرا ويقول: إذالم أصافحها، يُكسَرُ خاطِرُها ، ماذا عليّ أن أفعل؟

هذا ما سنعرِفُهُ عند مشاهدة المقطع.  ولكن قبل أن نبدأَ ، نرجو ان لا تنسوا إعجابَكم بالفیدیو و الاشتراكَ في القناة و تفعیلَ الجرسِ الرمادي ليصلَ اليكم كلُّ ما هو جديد.

المصافحةُ من الآدابِ الاجتماعيةِ الحسنةِ ومن الأُمورِ المفضَّلةِ والمقبولةِ في الإسلام ، ولقد ورد في الأَحاديثِ الإسلاميةِ أنَّ المصافحةَ تَستَدعي مغفِرَةَ الذُّنُوبِ وإزالةَ الأحقادِ وتَقَرُّبَ القُلُوبِ إِلى بَعضِها.

قال النبيُّ الأَكرَمُ صلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ: « تَصَافَحُوا فإِنَّ التَّصافُحَ يُذهِبُ السَّخيمَةَ » (1)

كلُّ هذهِ الآثارِ والبركاتِ تكونُ في مصافحةِ الرَّجُلِ مَعَ محارمِهِ ، ولكن مصافحةُ الأجنبيّةِ لها آثارٌ معاكسَةٌ ، ووفقاً للشريعةِ الإسلاميّةِ تَحرُمُ مصافَحَةُ الأجنبيةِ مسلمةً كانت أم غيرُ مُسلِمَة. قال رسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله: إنّي لَستُ اُصافِحُ النِّساءَ (كنز العمّال : ج 1 ، ص 105 ).

لقد منع النبيُّ محمدٌ صلّى الله عليهِ وآلِهِ بسببِ رحمتِهِ الوافرةِ على الأمَّةِ الإسلاميةِ كلَّ مُقَدَّماتِ ارتكابِ المعاصي عامَّةً والزِّنا خاصَّةً ومن جملةِ هذه المقدماتِ مصافحةُ الرجلِ مع المرأةِ الأجنبية.

بعضُ الرجالِ يصافحونَ النساءَ بأعذارٍ غيرِ صحيحةٍ:

العذرُ الأوَّل: الامتناعُ عن مصفاحةِ المرأةِ التي مدّت يدَها لنا يكونُ قلَّةُ احترامٍ للمرأةِ المقابلةِ ويكسِرُ خاطرَها ، ولهذا مصفاحةُ المرأةِ الأجنبيةِ وإن عُدَّ معصيةً وحراماً ، لكن عدمُ احترامِ الناسِ وكسرِ خاطرِهِم معصيةٌ وإثمٌ أكبر، ولعَدَمِ ارتكابِ المعصيةِ والإثمِ الأكبرِ نصفاحُ المرأةَ الأجنبيةَ ونرتكبُ المعصيةَ والإثمَ الأصغرَ.

العذرُ الثاني : إنَّ مصافحةَ النساءِ أمرٌ عاديٌّ وعادةٌ اجتماعيةٌ مقبولةٌ ويحدُث في أنحاءِ العالمِ بصورةٍ طبيعيةٍ ، فالنظرةُ إلى هذا الأمرِ بأنَّهُ ممّا يثيرُ الشهوةَ والغريزةَ الجنسيةَ يعتبرُ إهانةً للرجال.

الجوابُ على العذر الأوَّل:

المرأةُ التي تَمُدُّ يدَها أمامَنا إمّا أن تكونَ على علمٍ بحكمِ الإسلامِ في هذا الأمرِ أو أنّها لا تعلم. فإذا كانت مسلمةً عالمةً وصافحت بسبَبِ الإهمالِ أو عدمِ المبالاةِ بالأحكامِ ، بمجرَّدِ أن تُشاهِدَ الرَّفضَ ، تفهمُ السببَ وتعرفُ أنَّ عدمَ المصافحةِ ليس من باب عدمِ الاحترام والتقدير ، بل من باب التقيّدِ بأحكام الشريعة ، فلا تنزعج منه ، ولعلَّها تُعجَبُ بما لاقته من ضبط النفس من الطرف المقابل وتجعلُ له احتراماً خاصّاً.

وإذا كانت المرأةُ غيرَ مسلمةٍ ولا علمَ لها بحُرمَةِ المصافحَةِ ، رغم أنّها في البداية قد تَعتَبِرُ هذا السلوكَ غيرَ محترمٍ وتَتَضايقُ منه، ولكن بعد أن تعلم أنّ الإسلامَ قد حرَّمَ مصافحةَ المرأةِ الأجنبيةِ ، فإِنّها سوف تُدرِكُ وتفهمُ موقفَ الطرفِ المقابلِ فتحترمَ معتقداتِه.

الجوابُ على العذرِ الثاني:

يجبُ أن نعلمَ أنَّ تصغيرَ المعصيةِ والذّنبِ من مكائدِ الشيطانِ ، ولقد وردَ في الخبر عن النبيِّ الأكرمِ صلّى الله عليه وآلِه أنَّه قال : « إنّ إبليسَ رضيَ منكم بالمحقّراتِ ، والذّنبُ الذي لا يغفرُ قولُ الرجلِ : لا أواخَذُ بهذا الذَّنبِ استصغاراً له » (2) ، على المسلمِ أن يخافَ من ارتكاب الذُّنُوبَ الّتي تّظهرُ صغيرةً في عينه أكثرَ من الكبائرِ. يقولُ أميرُ المؤمنين عليه السلام في هذا الأمرِ : « أعظمُ الذّنوبِ عندَ اللّهِ سبحانَهُ ذنبٌ صَغُرَ عندَ صاحبِه » (3).

قبولُ مصافحةِ المرأةِ الأجنبيةِ بحُجَّةِ أَنَّها عادَةٌ اجتماعية لا يُعَدُّ عذراً مقبولاً لأنَّهُ :

أوّلاً : لم تكنِ العاداتُ والتعامُلاتُ الاجتماعيةُ معياراً وملاكاً في الأحكامِ الشرعية .

ثانياً: قيدُ «إثارةِ الشهوةِ» غيرُ دخيلةٍ في أحكامِ اختلاطِ الجنسينِ فالنَّظَرُ الى شعرِ المرأةِ المسلمةِ حرامٌ حتّى مع عدَمِ إثارَةِ الشَّهوةِ. وبمجرَّدِ وجودِ أي ارتباطٍ بينَ الرَّجُلِ والمرأَةِ حينئذٍ تُطَبَّقُ الأَحكامُ الخاصَّةُ بخصوصِ المحارمِ وغيرِ المحارِمِ.

الإسلامُ دينُ الرحمةِ ، ولشدَّةِ رحمتِهِ ، وضَعَ أحكاماً لإنقاذِ أتباعهِ من الوقوعِ في مهلكةِ الإثمِ والمعصية. وتُعتَبَرُ عمليةُ "الزِّنا" خَطيئةٌ كُبرى في كلِّ الدِّياناتِ السماويةِ ، ولذلكَ فقد حرَّم اللهُ تعالى لسعةِ رحمتِهِ ، كلَّ المقدَّماتِ والطرُقَ المؤدِّيةِ إلى ارتكابها.

تُوجِدُ عَملِيَّةُ المصافحةِ الأُلفَةَ والتقاربَ بينَ الرَّجُلِ والمرأةِ ، وعلى الرُّغمِ من أنَّهُ لا يُؤَدّي دائمًا إلى الذَّنبِ ، إِلّا أَنَّهُ يمكِنُ أن يحرِّكَ المشاعرَ بينَ الطرفينِ ويكونَ مقدَّمةً لتَوثيقِ العِلاقاتِ المحرَّمةِ. لذلك فإنَّ عَدَّ التَّصافُحِ من الأُمورِ الاجتماعيةِ ، هو تَهاوُنٌ في ارتكابِ المعصِية.

التعلیقات

اکتب التعلیق...