ماذا يقولُ الاسلامُ عن الدردشةِ بينَ الرجلِ والمرأةِ؟ (مكتوبة) -
هل يصحُّ التعبيرُ عن المشاعرِ أثناءَ الدردشةِ بينَ الرجلِ والمرأةِ ؟ ما حكمُ إرسالُ القلبِ أثناءَ الدردشةِ معَ الأجنبيةِ ؟
ما هيَ قواعدُ الدردشةِ بينَ الولدِ والبنتِ ؟
يتصّور البعض أن المحادثة في مواقع التواصل الاجتماعية لها آداب خاصة بنفسها ، فلذا لا يجب مراعاة الآداب كما هي معهوده بالمقابلة وجها لوجه بين المرأة والرجل ، بينما حكم محادثة المرأة مع الرجل الأجنبي في كلا أمرين واحد.
ورد عن الفقهاء في قضية المحادثة بين المرأة والرجل سواء كان بالمشافهة أو في مواقع التواصل الاجتماعي أنّه لايجوز مع عدم الأمن من الوقوع في الحرام.
لقد صادفنا عبارة: (مع عدم الأمن من الوقوع في الحرام) كثيرًا ردًا على الاستفسارات:
ما هو الملاك في تشخيص الخوف من الوقوع في الحرام؟
الملاكُ في تشخيصِ الخوفِ من الوقوعِ في الحرامِ هو الإنسان نفسه ، فلا يعرِفُ أحدٌ الإنسانَ أكثرَ من نفسه ، كما قال الله سبحانه وتعالى في كتابِه: (بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ) (سورة القيامة : الآية 14.) ولذلك فضميرُ الإنسانِ خيرُ شاهدٍ في تشخيصِ إثارةِ الغريزةِ وعدَمِها.
وإذا وثقَ الإنسانُ من عدمِ الوقوعِ في الحرامِ فيجوزُ لهُ التحدّثُ معَ الجنسِ الآخرِ على مقدارِ الضَّرُورة ، مثلاً : جوابُ سؤالٍ أو استفسارٌ أو شرحُ درسٍ وتدريسٍ أو مقابلةُ وعملٌ مع بعضِهِما ولكن شريطةَ أن لا يخرُجا عن الإطارِ الذي رسمه الشارع من مراعاةِ التقوى في عدمِ الخلوةِ وعدم إطالةِ الكلام المؤدّي إلى المغازلة والمفاكهة وغيرهما من المحرّمات .
كلُّ هذا حرصاً على الطرفين لكي لا يطمعُ الذي في قلبه مرضٌ كما قال الله تعالى : ﴿ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا ﴾ (سورةُ الأحزاب : الآية 32) بل تَكَلَّمنَ عندَ تحدُّثِكُنَّ بِجَدٍّ وبأُسلُوبِ عاديّ، لا كالنِّساءِ المتَمَيِّعاتِ اللّائي يسعَينَ من خلالِ حديثِهِنَّ المليئِ بالعِباراتِ المحرِّكةِ للشَّهوةِ، والتي قد تَقتَرِنُ بتَرخِيمِ الصَّوتِ وأداءِ بعضِ الحرَكاتِ المهيِّجَةِ، أن يدفَعنَ ذَوي الشَّهَواتِ إلى الفسادِ وارتِكابِ المعاصِي.
إنَّ التواصلَ والارتباطَ معَ الجنسِ المخالفِ كثيراً ما ينجرُّ إلى الخروجِ عن الحُدودِ المفروضةِ والأدبِ والمتانةِ التي يجبُ مراعاتُها في الكلامِ بينَ الطرفين الرّجلِ والمرأةِ ، ومما يؤدّي إلى إثارةِ الغريزةِ بينَهما ، وغالباً ما يُستَتبَعُ فيما بعد من المحرّماتِ التي لم تخطرُ ببالِ أيّ أحدٍ من الطرفين ، ولذلك من البدايةِ يغلق الإسلامُ جميعَ أبوابِ الفتنةِ والافتتانِ رأفتاً على الأُمَّةِ الإسلاميّة.
التعلیقات