هل يجوز إجراء عقد الزواج في شهري محرم و صفر؟ (مكتوبة) -
مرحبًا أصدقائي! في هذا الفيديو نبحث عن مشروعية الزواج في شهر المحرم والصفر. الكل يعلم حرمة هذا الشهر وما جرى على سيد شباب أهل الجنة وأهل بيته عليهم السلام، كما ونعرف أنه شهر أحزان آل محمد صلى الله عليه وآله حيث تقام المجالس والمآتم طيلة هذا الشهر. ومن الأدب عدم إظهار الفرح عند المحزون، فماذا يفعل الشاب والشابة عندما صادف زواجهما هذا الشهر؟ هل يجوز عقد الأعراس ومجالس الفرح في هذا الشهر أم لا؟ هذا ما سنعرِفُهُ عِندَ مشاهدَةِ المقطَعِ. ولكِن قبلَ أن نَبدأَ، نَرجو أَن لا تَنسَوا إعجابَكُم بالفیدیو والاشتراكَ في القناةِ وتَفعیلَ الجرسِ الرَّماديّ ليصلَ إليكم كلُّ ما هو جديد. يجب على المؤمن الموالي أن يتأسى بأهل البيت عليهم السلام بقلبه ولسانه وفعله، ولقد وردت روايات كثيرة في هذا المجال حيث قال الإمام الرضا عليه السلام للريان بن شبيب: «إن سرّك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان، فاحزن لحزننا، وافرح لفرحنا، وعليك بولايتنا. فلو أن رجلا تولّى حجرا حشره اللّه معه يوم القيامة» (عيون أخبار الرضا عليه السلام/ الشيخ الصدوق / المجلّد: 2 / الصفحة: 269.). كما أننا نؤجل حفلة العرس ومجالس أفراحنا بسبب فقدان أحبائنا ونعلن الحداد على فقدانهم، فكذلك يجب أن نؤجل مراسم الزواج والاحتفال إلى ما بعد شهري محرم وصفر من أجل تحقق المواسات للنبي الأكرم وأهل بيته عليهم السلام أجمعين. قال علي بن موسى الرضا عليه السلام: كان أبي عليه السلام إذا دخل شهر المحرم لا يرى ضاحكا، وكانت الكآبة تغلب عليه حتى تمضي عشرة أيام، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه ويقول: هو اليوم الذي قتل فيه الحسين عليه السلام (وسائل الشيعة، الشيخ حرّ العاملي، المجلد: 10، الصفحة: 394). فلا ينبغي للمؤمن أن يتزوج في شهري الحزن وهما محرم وصفر، إضافة إلى أن العقد والزواج غير مبارك في هذين الشهرين وهناك مِن العلماء مَن حرّم الزواج في شهر محرم وصفر، وإذا كان هناك زواج يعد هتكا للشعائر الحسينية. اجاب المرجع الديني سماحة السيد علي السيستاني (حفظه الله) عن جواز عقد النكاح في المحرم والصفر: ينبغي أن لا يوقع في أيّام مصائب أهل البيت (عليهم السلام) وحزنهم ما لا يوقعه الإنسان عادةً في أيّام حزنه ومصابه بأحبّائه إلّا ما اقتضته الضرورة العرفيّة، فيختار وقتاً أبعد عن المساس بمقتضيات العزاء والحزن، والله الموفق. ولكن إذا جرى عقد النكاح في هذين الشهرين يعتبر صحيحا؛ لأن النكاح هو عقد شرعي وبموجب الشرع الإسلامي، لا يوجد تحديد مباشر لمنع عقد النكاح في الشهرين المذكورين مع الحفاظ على جميع الشروط حيث لا يقع الإنسان في الحرام. وبالتالي يا أصدقائي! الزواج سنة نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وآله، والنبي نفسه محزون في هذا ا لشهر لاستشهاد سبطه الحسين عليه السلام، فينبغي أن نبدأ أهم يوم في الحياة الزوجية في أيام غير أيام مصيبة النبي وآله عليهم السلام. نتمنى السعادة والنجاح لجميع الأزواج.
التعلیقات