بعد عاشوراء إني (مكتوبة) - باسم الكربلائي
منذ سنة٨١٨مشاهده
لطمية بعد عاشوراء إني مكتوبة
الرادود باسم الكربلائي
بَعْدَ عَاشُوراءَ إنِّي فِيْ مُنجَاتِي وَحُزْنِي
صِرْتُ أَدْعُو وأُنَادِي لَيْتَ أُمِّي لَمْ تَلِدْنِي
في مناجاتِي بينَ عَبرَاتي
فَضَحَ الدَّمعُ أَسَى قلبِّي الحزينِ
البُكا وِرْدِي صِحْتُ بالوَجدِ
ليتَ أُمِّي لَمْ تلدنِي يا مُعِينِي
ربِّي يا ربِّي كاشفَ الكربِّ
كربلا مَا فَارَقَتْ قَلبِي وعَيْنِي
لَسْتُ أنساها عِشتُ أوَّاهَ
كيفَ أنسى مَقْتَلَ السبطِّ الحُسينِ
ذا أبي الرَّاحلُ عنِّي أنا منهُ و هوَ مِنِّي
بَعدَهُ طَالَ حِدَادِي لَيْتَ أُمِّي لَمْ تَلِدْنِي
بَيْنَ أَضلَاعِي صَوَّتَ النَّاعِي
أوَّلُ الرَّاثين قلبِّي فَهوَ مِنْبَر
سَاعَةَ الذَّبحِ قَدْ عَلَا نَوْحِي
مَأتَمِي الأَوَّلُ فِي الطفِّ تقرَّر
مُذْ أَتَتْ زَينَب وَالجَوَى يَلْهَب
سَألتنِي لِمْ أَرَى الكونَ تغييّر؟
أَدْمُعِي تَجرِي مَا الَّذي يَجرِي
قلتُ يا عمةُ إنَّ السَّبطَ يُنحَر
نحرهُ احتُزَ بطَعْنِ صَدرُهُ غَارَ بطَحْنِ
سحقوهُ بالعوادِي ليت أُمِّي لَمْ تَلِدْنِيْ
كُربتي سُقمِي أَنْحَلاَ جِسْمِي
بَل أذابَا جسَدِي فَوقَ عِظَامِي
ساعةَ الهجمَه احَرقُوا الخيمه
وَأَنَا فِيها طَريحٌ بالسَّقَامِ
حَيْرةٌ كُبرى صِحْتُ يَا حورا
ساعديني عمتّاهُ في القيامِ
لهبٌ يَلذَع حِرْتُ ما أصنع
أَكَلَتْ نِيرَانُهم كلَّ الخيامِ
طفلةٌ قد حيرتني صَرَخَتْ عَمِّي أغثني
صِحتُ فِرُّوا في البَوادِي لَيْتَ أُمِّي لَمْ تَلِدْنِي
مَنْ تُرى مِثْلِي؟ فَاقِدٌ أَهْلِي
وأرى الأيتامَ فَرَّوا فِيْ الهَوَاجِر
طفلةٌ ضَاعَت طفلةٌ مَاتَت
سَحَقَتْهَا الخيلُ سحقاً بالحوافِر
وأرى ليلى تندبُ القتلى
أَدرِكُوا الخدرَ أَلَا هل مِنْ مناصِر؟
رَمْلَةٌ تُسلَب فاطمٌ تُسحَب
كلُّ ذا شاهدتُهُ والقلبُّ صابِر
ذكرياتٌ مِلْىءُ عيني صابرٌ واللهُ عَونِي
فَعَلَى اللهِ اعتمادِي لَيْتَ أُمِّي لَمْ تَلِدْنِي
أدمعِي تُذرَف تَسْأَلُ المُصحَف
كيفَ تُسبَى سِورُ الذكرِ الحكيمِ؟
(آيةُ القربى) ضُرِبَت ضَربَا
(قُلْ أعوذُ) مِنْ أذَى سوطِ الرجيمِ
سَوطُهُمْ يَعْجَب كيفَ بِي تُضرَب
زينبٌ بنتُ (الصراطِ المستقيمِ)
(كَوثرُ) الزهرا أُدخلَت قسرا
كوفةَ الشُؤمِ وَدِيوَانَ الزَنيمِ
( إِيْ وَرَبِّي) آلمتني حالها قد هدَّ رُكني
فارقت عيني رُقادِي لَيتَ أُمِّي لم تَلِدْنِي
جُرحيَ الغائِر صوتُهُ هادِر
أَلْفُ آهٍ مِنْ شُآمِ الحاقدِينَا
أَوَّلُ الموتِ إِذْ عَلا صمتِي
حينما الشمَّاتُ قد حاطُوا علينا
أسهمُ الغدره نظرةٌ نظره
مِنْ أَذَى النَّظراتِ (واللهِ خُزِينا)
مَوقنٌ أدري لو بقى عُمري
بعد هذا فَأنا فِي الميتينا
إنَّ هذا العمرَ سجنِي فمتى ميعادُ دَفْنِي
أينَ قبرِي ووِهَادِي لَيْتَ أُمِّي لَمْ تَلِدْنِي
ما سَلا قَلبِي دائمٌ نَدبي
أَدمعِي قَد مَازَجَت شُربِي وزادِي
كلما أَظمَى أَستَقِي هَضْمَا
أَشْرَبُ الماءَ ونارٌ فِي فُؤادي
نارُ أحزانِي للأبِّ الحانِي
ذبحوهُ ظامئاً والقلبُ صادِي
أدمعِي ثَورَه عِبرةٌ عَبرَه
(أَربَعُونَ) الحُزنِ عمرٌ مِنْ جِهادِي
إنْ أطالَ الله سِنِّي فالبكا للسِّبطِّ فنِّي
رَائحٌ في الحزنِ غادِي لَيْتَ أُمِّي لَمْ تَلِدْنِي
عُصبةُ القُبحِ غاضَهم نَوْحِي
فَسقونِيْ السُمَّ كي تُنسَى الجرائِم
خطّطُوا حتَّى يُخمِدوا الصَوتَا
مِنْ رزايا الطفِّ لا تَبقَى علائِم
سعيُهم بائِد ذِكرُنا خالِد
بَعْدَ قتلي سوفَ تزدادُ المآتِم
فلنا شيعه نصروا البِضعَه
بَين بكَّاءٍ ورادودٍ ولاطِم
ذاكَ وعدٌ لا تمنِّي أُورثُ الدَّمعَ لإبنِي
كفِّنوني بالسَّوادِ لَيْتَ أُمِّي لَمْ تَلِدْنِي
لَوعَةُ النُدبَه في ثَرَى طيبَه
غِبْتُ في لَحدِي وَنَوحِي لَيْسَ يُكتَم
قُبَّةُ القبرِ تَرْجَمتْ صبري
وانبرَتْ تَنشُرُ أحزانَ المحرَّم
فَلِذَا استَاؤُوا وَلَهَا جَاؤُوا
هدَّمُوها وكذا قبرِي تَهدَّم
مَرقَدٌ خالِي حَجَرٌ بالِي
حَاطَ مِنْ حَولِي وما للقبرِ مَعْلَم
هدَّموهُ بالتجّنِي وغداً بالثأر نبنِي
حينَ ثأري لَنْ أنادِي لَيْتَ أُمِّي لَمْ تَلِدْنِي
التعلیقات