أمضيت عهدي - فيديو (مكتوبة) - باسم الكربلائي

أمضيت عهدي(مكتوبة)

الرادود: باسم الكربلائي

أَمْضَيْتُ عَهدِي مُنْذُ المَهَدْ
أبكي حُسَينًا إلى الأبد
إنْ كُنتُ طِفْلَا .. أَوْ صِرْتُ كَهْلَا
لا حُزْنَ إلَّا .. عَاشُوراء

هكذا واللهُ يَدْري
حينَ أَبْدَى يَوْمَ عَاشِرْ
واقِفًا أَوْقَفْتُ عُمْرِي
بَيْنَ أعوادِ المَنَابِر
أنا مُلَّا وَخَطِيبٌ
أَنَا لَطّامٌ وَشَاعِر
لستُ أُحْيِيها وَلكِن
أَنَا أَحْيَا بِالشَّعَائِر

وَجَّهْتُ وَجْهِي لِكَرْبَلَا
أَنْعَى قَتِيلًا مُرَمَّلَا
أَموتُ هَمَّا .. بَالطَّفِ لمَاَّ
مَوْلايَ يَظْمَى .. جَنْبَ المَاءْ
 
أيُّ حالٍ هِيَ حَالِي
كُلَّمَا هَلَّ المُحَرَّمْ
يَصْمُتُ الخَلْقُ جَمِيعًا
وَحْدَهُ النَّحْرُ تَكَلَّمْ
ثَوْبِيَ الأَسْوَدُ جِلْدٌ
وَنَهَارِي صَارَ أَظْلَمْ
إنْ أَضَعْتُ الرُوحَ يَوْمًا
سَوْفَ أَلْقَاهَا بِمَأْتَمْ

واللهُ يدرِي بِنِيَّتِي
حُسَيْنُ يبقَى قَضِيتِي
لَيْلًا نَهارا .. سِرًّا جِهَارا
جمْرًا وَنَارا .. في الأحْشَاءْ

كم بَكى المُختَارُ حتَّى
أصبحَ الحُزنُ سَعيرَا
وعليٌّ وبُكَاهُ
كانَ تسبيحًا كَثِيرَا
للأخِ السبطِ نُواحٌ
فقضى العُمْرَ كسيرَا
مثلهُ الزهراءُ لكن
عُمْرُهَا كَانَ قَصِيرَا

أبكي دماءً صُبحًا مَسَا
نَيابةً عن خَيْرِ النِّسَا
أُذيبُ عَيْنِي .. باسْمِ الحُسَيْنِ
فَهَلْ تَرَيْنِي .. يا زهراء

وَاحُسينَاهُ نِدَاءٌ
مَلَأ الكَوْنَ وَأَسْمَعْ
مُصْحَفٌ عَاشَ كَرِيمًا
فَوْقَهُ شِمْرٌ تَرَبَّعْ
سُورَةُ الفَجْرِ بِخَوْفٍ
بالليالِي العَشْرِ تَفْزَعْ
وَاحُسينَاهُ نِدَاءٌ
يَجْعَلُ الأنْفَاسَ تُقْطَعْ

إنْ كانَ حُزنِي مَنِيَّتِي
إنْعَاشُ قَلْبِي بِلَطْمَتِي
حتى أَعُودَا .. أبْكِي مَزِيدَا
عُمْرًا مَدِيدَا .. بالأرزاء

واحُسينًا صَرْخةٌ قدْ
رُفِعتْ من كلِّ عالَمْ
رُدِّدَت ثُمَّ اعْتلت مِن
قلبِ حوَّاءَ وآدمْ
حُمرةُ المَغْربِ تَبدُو
أَمْ هُوَ العَرشُ بكى دمْ
وبحارُ الكونِ نَعَتْهُ
أتَرَى الموجَ تلاطَمْ

الأرضُ تبْكِي مَعَ السَّمَا
جسمًا صريعًا مُهَشَّمَا
هذا الغريبُ .. هذا السليبُ
ضَمَّ الكثيبُ .. أيَّ بلاء

جِبْرَئِيلٌ هَزَّ مَهْدَ الـ
ـسِّبطِ إذ كانَ رَضِيعَا
هَل يهزُّ الكَوْنَ لمَّا
رَضَّضُوا مِنْهُ الضُّلُوعَا
حِينَمَا رَدَّ جَنَاحَيْ
فِطْرِسٍ رَدًّا سَرِيعَا
يَا تُرَى مَنْ لِحُسَينٍ
يُرجِعُ الرأسَ القَطِيعَا

أملاكُ ربِّي مُنزَّلَة
بِمَوجِ نُوحٍ والزَّلزَلَة
تَزورُ مَقْتلْ .. تَبكِي وَتَسْألْ
رَبِّي تَقَبَّلْ .. ذي الأشلاء

أَيْنَ مَوْلاي حُسَينٌ
دُونَ ظهرٍ تَرَكُوهُ
أثْكَلُوه حَيَّرُوهُ
بَالظَمَا قَدْ حاصَرُوهُ
أَوْقَعُوهُ ضَرَبُوهُ
رَفَسُوهُ قَلَّبُوهُ
شَتَمُوهُ ذَبَحُوهُ
سَحَقُوهُ سَلَّبُوهُ

رأسٌ بَدَا مِنْ رُمحٍ طَوِيل
ولا نَصِيرٌ ولا كَفِيلْ
حانَ الفِرارُ .. ضَاعَ الصِّغَارُ
طَالَ المَسَارُ .. يَا حَوْرَاءْ