ما هي التقيّة المستحبة والواجبة والمباحة والمحرّمة ؟
السيّد جعفر علم الهدى
منذ 11 شهرالسؤال :
ما هي التقيّة المستحبة والواجبة والمباحة والمحرّمة ؟
الجواب :
قال الشهيد في قواعده :
التقيّة تنقسم بانقسام الأحكام الخمسة :
فالواجب اذا علم أو ظنّ نزول الضرر بتركها به أو ببعض المؤمنين.
والمستحبّ إذا كان لا يخاف ضرراً عاجلاً ويتوهّم ضرراً آجلاً أو ضرراً سهلاً أو كان التقيّة في المستحبّ كالترتيب في تسبيح الزهراء عليها السلام ، وترك بعض فصول الأذان.
والمكروه التقيّة في المستحبّ حيث لا ضرر عاجلاً وآجلاً ، ويخاف منه الالتباس على على عوام المذهب.
والحرام التقيّة حيث يؤمن الضرر عاجلاً وآجلاً أو في قتل مسلم.
قال أبو جعفر عليه السلام : انّما جعلت التقيّة ليحقن بها الدماء فاذا بلغ الدم فلا تقيّة.
والمباح التقيّة في بعض المباحات التي رجّحها العامّة ولا يصل بتركها ضرر.
ثمّ قال : التقيّة تبيح كلّ شيء حتّى اظهار كلمة الكفر ، ولو تركها حينئذٍ أثم إلّا في هذا المقام ، ومقام التبرّي من أهل البيت ، فانّه لا يأثم بتركها بل صبره امّا مباح أو مستحب ، وخصوصاً اذا كان ممّن يقتدى به. [ القواعد والفوائد / 261 ، بحار الأنوار ج 31 / 329 ]
وفي الإرشاد للشيخ المفيد :
من معجزات أمير المؤمنين صلوات الله عليه ما استفاض عنه من قوله : إنّكم ستعرضون من بعدي على سبّي فسبّوني ـ وهذه هي التقيّة الواجبة أو المباحة ـ ، فان عرض عليكم البراءة منّي ، فلا تتبرّأوا منّي ، فانّي ولدت على السلام ، فمن عرض عليه البراءة منّي فليمدد عنقه ، فمن تبرّأ منّي فلا دنيا له ولا آخرة. وكان الأمر في ذلك كما قال ـ وهذه هي التقيّة المحرّمة ـ. [ الإرشاد للمفيد / 152 ]
وفي تفسير العيّاشي :
عن محمّد بن مروان قال أبو عبد الله عليه السلام : ما منع ميثم رحمه الله من التقيّة ، فوالله لقد علم انّ هذه الآية نزلت في عمّار وأصحابه ( إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ ).
ويظهر من هذه الرواية انّ التقيّة كانت مباحة لميثم لكنّه تركها وضحّى بنفسه في سبيل ولاية أمير المؤمنين عليه السلام.
ومن التقيّة المستحبّة المداراة مع المخالفين ، ففي الكافي بسنده عن هشام الكندي قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إيّاكم ان تعملوا عملاً يغيّر به ، فان ولد السوء يعير والده بعمله كونوا لمن انقطعتم اليه زيناً ولا تكونوا عليه شيناً ، صلّوا في عشائرهم وعودوا مرضاهم واشهدوا جنائزهم ولا يسبقونكم الى شيء من الخير ، فأنتم أولى به منهم والله ما عبد الله بشيء أحبّ إليه من الخبء. فقلت : وما الخبء ؟ قال : التقيّة. [ البحار : ج 72 / 431 ]
التعلیقات