النبوة العامة
2 - صفر المظفر
منذ 15 سنة
المصدر : الإلهيات على هدى الكتاب والسنّة والعقل : للشيخ جعفر السبحاني ، ج3 ، ص 20 ـ 21
( 20 )
النبوة العامة
مقدمة
النبوة سفارة بين الله وبين ذوي العقول من عباده ، لازاحة علّتهم في أمر
معادهم ومعاشهم .
والنبي هو الإنسان المُخْبِر عن الله تعالى بإحدى الطرق المعروفة.
والبحث في النبوة يقع على صورتين :
الأولى : البحث عن مطلق النبوة ، من دون تخصيص بنبيٍّ دون نبي.
الثانية : البحث عن نبوة نبي خاص ، كنبوة سيدنا محمّد ـ صلى الله عليه
وآله وسلم ـ.
والأبحاث الّتي طرحها المتكلمون في النبوة العامة تتمحور في أربعة
أُمور هي :
1 - البحث عن حسن بعث رجال الغيب والوحي لهداية الناس وإرشادهم
إلى الغاية المتوخاة من خلقهم ، أو لزومه.
2 ـ إذا ثبت حسن البعثة ، فما هي الطرق الّتي يُعرْف بها النبي الصادق من
المتنبيء الكاذب؟ ، وهل هي منحصرة بالإِعجاز ، أو هناك طرق أخرى؟
3 ـ إذا كان النبي هو الإنسان المتصل بالله سبحانه ، فما هو ذاك الطريق
الّذي يتصل به عبْرَه ، ويتلقى من خلاله تعاليم الخالق سبحانه؟
________________________________________
( 21 )
4 ـ ما هي الصفات المميزة للنبي عن غيره؟
ويرجع البحث في الأوّل إلى تحليل أدلة مثبتي لزوم البعثة ومنكريه ، كما
يرجع البحث في الثاني إلى الطرق الّتي تثبت بها نبوة الأنبياء . ويرجع البحث في
الثالث إلى الوسيلة الّتي يتلقى بها النبي تعاليمه من الغيب ، أعني الوحي
والإلهام . ويرجع البحث في الرابع إلى التعرف على صفات الأنبياء ، كعصمتهم
من الخطأ والزلل ، وتنزههم عن الصفات المنفِّرة.
وبإشباع البحث في هذه المجالات الأربعة ، يكتمل البحث في النبوة
العامة ، ويقع الكلام بعده في النبوة الخاصة ، بإذنه تعالى
التعلیقات