هل نحن مخيرون في كل شيء أم مسيرون في البعض ومخيرون في البعض الآخر؟
الجبر والاختيار
منذ 15 سنةهل نحن مخيرون في كل شيء أم مسيرون في البعض ومخيرون في البعض الآخر؟
السؤال: هل نحن مخيرون في كل شيء أم مسيرون في بعض ومخيرون في بعض برجاء ذكر مثال لكل منهما لتبسيط التقريب ؟
الجواب : من سماحة الشيخ محمّد هادي آل راضي
لا اشكال في أنّ بعض الأمور لا يكون الإنسان مختاراً فيها ، وإنّما هي مفروضة عليه وليس له أي دخل في وجودها مثل انتمائه القومي والجغرافي ، وكذا انتمائه إلى والديه ، ولون بشرته وطول قامته ، و تولده في هذا العصر أو ذاك وهكذا . فهذه الأمور لا يملك الإنسان تجاهها إلا التسليم ، فلا أصل حدوثها تابع لاختياره ولا بقائها واستمرارها تابع لارادته ، إلا أنّ هذه الأمور لا تعتبر من أفعال الإنسان نفسه ، ولذا لا يصح نسبتها إليه ، ولا يكون مسؤولاً عنها .
وأمّا الأفعال فهي على قسمين:
الأوّل : أفعال غير اختيارية ، وهي الأفعال التي لا يتوسطها اختيار الإنسان بل تصدر سواء أراد أم لم يرد مثل حركة قلبه ، ونمو شعره ، وتقلص امعائه ، وكذا ردود الفعل الصادرة من الإنسان بلا اختيار في بعض الاحيان كاستجابته لبعض المؤثرات كما يحدث في حالات الخوف والجوع والعطش ونحو ذلك .
الثاني : أفعال اختيارية للإنسان لا تصدر منه إلا بإرادة واختيار، فهو بالنسبة إليها مختار إن شاء فعل ، وإن شاء ترك ، فإذا شاء واختار الفعل وصدر منه ، فهو صادر منه بمحض اختياره وليس مجبوراً عليه ، وكذا إذا اختارالترك ، مثل حركة القيام والذهاب ، وكذا السفر والدرس والعبادة ، وفعل الخير وفعل الشر، وكذا الإيمان والكفر والطاعة والمعصية وهكذا ، وهذه الأفعال هي مورد الحساب والعقاب والثواب ؛ فإنّ الإنسان يحاسب على ما يصدر منه بالاختيار دون ما هو مجبور عليه ، وما لا يكون لاختياره دخل في حصوله .
التعلیقات
١