علم الإمام حضوري أم حصولي ؟
الشيخ محمّد هادي آل راضي
منذ 15 سنةالسؤال :
كيف نوفق بين ما نعتقده نحن الشيعة الإماميّة بأنّ الأئمة المعصومين عليهم السلام علمهم حضوريّاً لا حصوليّاً مكتسباً ، وبين ما ورد في بعض الروايات الشريفة بأنّ علمهم وعدمه مرتبط بالبسط والقبض من الله سبحانه ؟
الجواب :
هناك خلاف بين متكلّمي الإماميّة في أنّ علم الإمام عليه السلام هل هو حضوري أو إرادي ؟
والمراد بالحضوري هو العلم الفعلي بالأشياء غير المعلّق على الإرادة ، والمراد بالإرادي هو العلم المعلّق على الإرادة والمشيئة ، فعلى الثاني فالإمام يعلم بالأشياء متى أراد وشاء وليس له علم فعلي بالأشياء بخلافه على الأوّل.
إلّا أنّه على كلا التقديرين فعلمه عليه السلام ليس ذاتيّاً بل هو موهوب وممنوح من الله سبحانه وتعالى بطريقة من الطرق المذكورة في محلّها كمناشئ لعلم الإمام كالالهام والنقر في الاسماع والتعليم من الرسول صلّى الله عليه وآله وغير ذلك ، فالحضور عندهم يعني انكشاف المعلومات لديهم فعلاً في مقابل انكشافها لديهم إذا أرادوا ، ومن الواضح أنّ هذا المعنى للعلم الحضوري لا ينافي كونه مستمداً من الله سبحانه وتعالى وممنوحاً منه ، فلا تنافي بينه وبين الروايات التي أشرت إليها.
ومنه يظهر الفرق بينهم عليهم السلام وبين غيرهم من البشر ، فإنّ علم غيرهم ينحصر بالإكتساب والتحصيل بالطرق المتعارفة من الأمارات والحواس الظاهريّة والدرس ونحو ذلك ـ وهذا معنى العلم الإكتسابي في المقام ـ بخلاف الأئمّة عليهم السلام ، فإنّ لهم طرقاً اُخرى غير هذه الطرق الإكتسابيّة يعلمون بواسطتها الأشياء.
التعلیقات