هل تم تزويج أم كلثوم من عمر بن الخطاب ؟
تزويج ام كلثوم
منذ 15 سنةهل تم تزويج أم كلثوم من عمر بن الخطاب ؟
السؤال : لقد ورد في بعض كتبنا انه تم تزويج السيدة أم كلثوم بنت أمير المؤمنين سلام الله عليه من عمر بن الخطاب . هل هذه الروايات صحيحة ؟
وهل هناك اختلاف بين فقهائنا دامت بركاتهم حول إثبات أو نفي هذه الحادثة ؟ أفيدونا ولكم الأجر والثواب.
الجواب : من سماحة الشيخ هادي العسكري
هذا سؤال عجيب غريب ! هذا سؤال لا يشك فيه عاقل ولبيب ! هذا سؤال لا يرتاب فيه بصير وأديب ! وهل في التاريخ كذب وافتعال حتى يوجب هذا السؤال ؟ ! وهل يجوز، أو هل يمكن أن يصدر من السلطة الظالمة الحاكمة زور وافتراء ؟ ! وهل يعقل أن ينسب لعلي عليه السلام ما هو منه براء ؟ ! وإذا كان في الحوادث والتاريخ ما يُشكّ فيه ، ـ والعياذ بالله ! ـ فهناك قضايا قياساتها معها ، وقرائن وشواهد تحف باُمور تشهد على صدقها وصحتها ، ولا يمكن التشكيك فيها ، وزواج السيدة أم كلثوم من جملتها .
فكان ممّا قدم عمر لخطبتها جمع الحطب لاحراق بيتها ، وكان النشان لها لطم وجه اُمّها ، وكسر ضلعها ، وإسقاط محسن أخيها ، وكان شهود عقده عدم حضوره لدفن بضعة المصطفى ليلاً ، واستلال سيفه لعرفان قبرها غداً ، ويشهد لهذا الزواج أنّ هذا الشهم القرشي العدوي عمر ارتاح أن يصاهر عليّاً ، ويكون زوج ابنته ، ويكسب هذا الشرف ، ثمّ يتمنى للاستخلاف عنه حياة أبي عبيده الجراح ، ولا نرى لعلي فضيلة ولا منقب ترفعه ، حتى هذا الاصهار ، ليساوى ذلك الحضار ، فيترك ويعدل عنه إلى غيره ، ويشهد أيضاً لهذا الزواج تعجب الناس واستغرابهم تواجد علي في المسجد ، واستشهاده في المحراب ، واستفسارهم هل كان يصلي عم الخليفه عمر ؟
ثمّ هل كان من سبب لدفن علي عليه السلام ليلا وسراً ، وقد اخفى قبره سنون واعواماً وقرناً سوى أنّه كان للخليفه عمر عماً وصهراً ؟ ! وهل يشك أحد في هذا الزواج مع امتداد سب علي سبعون سنه ، واتخاذ لعنه سنة حسنة في كل صلاة جماعة وجمعة من اتباع صهره عمر الخليفة ؟ !
عجباً سيرة الشيخين اتكون منهجا للعمل ، وشرطا لقبول الخلافة ، وتعرض بجنب الكتاب والسنة السير عليها ؟ ! بل هي تعارض القرآن والسنة وتقدم عليها ولا يكسب علي عليه السلام من مصاهرته أي قيمة وقدراً بل كان جزاؤه ومكافاته كل ما ذكرنا ، فهل بقى لك أيها السائل شك فيها !؟
لكنني والحق أقول وبه اُقسم : مع هذا شاك ومرتاب ؛ لأنني رأيت المسلمين وليس لهم شعار اعلى واغلى من الصلاة ، وهي عمود الدين ، وقربان كل تقي ، وكان وضوء النبي صلى الله عليه وآله اكثر من عقدين من الزمن ، في كل يوم وليلة ، وكل غداة وعشية ، يتكرر ، بمنظر ومرأى من عشرات بل مئات من المصلين ، وقد كذبوا عليه ، وافتعلوا و أذاعوا واشاعوا بغسل الرجلين منه ، وإلى الآن المسلمون عليه مضوا ، وعليه عملوا ، وصريح القرآن والمحكم من آياته بالمسح ينادي ، وكذا العدل الآخر والثقل الأكبر يفرض المسح ، وينكر الغسل ، ويبطل الافتعال ، وينزه الرسول صلى الله عليه وآله عن مخالفته القرآن ، وحاشا ثمّ حاشا الرسول أن يخالف القرآن ، وأن يترك العمل به ، وهو الذي أوصى حتى آخر لحظة من حياته بالتمسّك به والعمل بما فيه ، وبعد هذا هل تعذرني اذ اشك وارتاب واكون من هذا الرواج في بهة وارتياب ، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون ، فلكم دينكم ولي دين ، ولا اعبد ما تعبدون ، وغداً يخسر المبطلون المفتعلون ، كما اتضح وانفضح الكاذبون المفترون اليوم.
التعلیقات