مناظرة السيد علي البطحائي مع الشيخ رئيس الهيئة وبعض الأعضاء في حكم قتال معاوية لأمير المؤمنين (عليه السلام)
في الاحكام
منذ 15 سنةقال السيد علي البطحائي : وقع البحث حول محاربة معاوية في صفين مع إمام المسلمين علي بن أبي طالب عليه السلام .
فقلت للشيخ وأعضاء الهيئة: ألم يحارب معاوية ، علي بن أبي طالب عليه السلام في صفين ؟ معاوية كان مع الحق أو علي بن أبي طالب عليه السلام كان مع الحق ، أو كلاهما كانا مع الباطل .
فقال واحد من أعضاء الهيئة اسمه عبدالله بن صالح : كان معاوية خال المؤمنين وكاتب الوحي.
قلت: الساعة لسنا بصدد أن معاوية خال المؤمنين أو كاتب الوحي ، بل في مقام أن علي بن أبي طالب كان مع الحق أو معاوية ؟
قال الشيخ: أنت المحاسب لمعاوية ؟
قلت: ما أنا المحاسب  ، المحاسب هو الله لكن أنا أحاسبه على كتاب  الله ،  لاَن القرآن يقول: ( وإن طائفتان من المؤمنين  اقتتلوا فاصلحوا بينهما فإن  بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله )(1).
 
فاللازم  مقاتلة معاوية حتى يفيء إلى أمر الله  ، وسؤالي من أعضاء الهيئة  والرئيس أن معاوية كان مع الحق أو علي بن أبي طالب عليه السلام .
 
قال  رئيس الهيئة: لا شك ولا ريب أن علي بن أبي طالب عليه السلام كان مع الحق  والحق يدور معه.
 
قلت:  فظهر ان معاوية كان مع الباطل وعلي بن أبي طالب عليه السلام كان مع  الحق ، فمحاربة معاوية علي بن أبى طالب كان من أي جهة ؟
 
قال  معاوية: كان يطالب بدم ابن عمه عثمان.
 
قلت:  عثمان قتله علي بن أبي طالب عليه السلام ؟
 
قال: لا  ، قتله أهل مصر.(2)
 
قلت:  فاللازم أن يطلب بدمه من أهل مصر لا من علي بن أبي طالب عليه السلام  .
 
قال  الشيخ: القرآن يقول: ( ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا  لوليه  سلطاناً )(3).
 
قلت: ما  المراد بولي الدم ؟ قال: وارث المال.
 
قلت: وارث  مال عثمان ابنه لا معاوية  ، وأيضاً حينما قُتل عثمان كان علي  بن أبي طالب نازلاً المدينة أو لاَ ؟
 
قال: كان  نازلاً بالمدينة.
 
قلت: إذا كان  نازلاً بالمدينة فكل المسلمين من أهل الحل والعقد يعرفون  بأنه تقاعد عن مقاتلي عثمان  ، فلم بايعوه  ؟
 
وعلى كل حال  محاربة معاوية مع علي بن أبي طالب عليه السلام ما كانت من جهة  قتل عثمان  ، بل من جهة أنه رأى حكومته في معرض المخاطرة فتشبث بأن  عثمان قتل مظلوماً  ، مع أنه حين هجم على عثمان ، أهل المدينة تقاعدوا عن  نصرته(4). 
____________
  (1) سورة الحجرات : الآية 9 .
 (2) ولذا يقول الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب ـ رداً على الوليد بن  عُقبة الذي يزعم أن أمير  المؤمنين عليه السلام قبض نجائب عثمان وسنفه وسلاحه ـ :
 
| سلُوا أهل مصر عن سلاح ابنِ أُختنا | * | فهُم سلبُوه سيـفَهُ وحــرائبـه | 
| وكان ولـيَّ الاَمـر بــعد محـمد | * | عليُّ وفي كل المواطـن صاحبه | 
| علـي ولـيُّ الله أظــهـر دينـَه | * | وأنت مع الاَشقين فـيما تحاربه | 
| وأنت امرُؤٌ من أهل صفـواء نازحٌ | * | فما لك فينا من حميمٍ تــعاتبه | 
| وقـد أنـزل الرحمن أنـك فاسـقٌ | * | فما لك في الاِسلام سَهمٌ تطالبه | 
 راجع : شرح نهج البلاغة  لابن أبي الحديد : ج 1 ص 271 .
 (3) سورة الاَسراء : الآية 33 .
 (4) مناظرات في الحرمين للبطحائي : ص 15 ـ 17 .

التعلیقات