نبارك لكم ميلاد الإمام علي بن الحسين زين العابدين ع
المناسبات
منذ 14 سنةهذا الذي تعرف البطحاء وطأته ...قصيدة الفرزدق
قدم هشام بن عبد الملك للحج برفقة حاشيته ، وقد كان معهم الشاعر الفرزدق ، وكان البيت الحرام مكتظاً بالحجيج ، ولم يفسح له المجال للطواف ، فجلب له متكأ ينتظر دوره ، وعندما قدم الإمام زين العابدين عليهم السلام انشقت له صفوف الناس حتّى أدرك الحجر الأسود ، فثارت حفيظة هشام ، واغاضه ما فعلته الحجيج للإمام ، فسئله أحد مرافقيه ، فقال هشام بن عبد الملك : لا أعرف!؟ فأجابه الفرزدق هذه القصيدة وهي اوع ماقاله الفرزدق:
هذا الذي تعرف البطحاء وطئته * والبيت يعرفه والحـلُّ والحرمُ
هذا بن خير عباد الله كُلُّهمُ * هذا التقـي النقي الطاهرُ العلمُ
هذا بن فاطمةٍ إنْ كنت جاهله * بجـدّه أنبيـاء الله قد ختموا
وليس قولك منْ هـذا بضائـره * العرب تعرف من أنكرت والعجمُ
كلتا يديه غيـاث عـمّ نفعهمـا * يستوكفان ولا يعروهمـا عـَـدمُ
سهـل الخليقـة لا تخشى بوادره * يزينه اثنان حِسـنُ الخلقِ والشيمُ
حـمّال أثقـال أقوام ٍ إذا امتدحوا * حلّـو الشمائـل تحـلّو عنده نعمُ
ما قـال لاقـط ْ الا فـي تشهده * لولا التشهـّد كانـت لاءه نـعمُ
عـمَّ البريـة بالاحسـان فانقشعت * عنها الغياهب والامـلاق والعـدمُ
إذا رأتـه قريـش قـال قائلهـا * إلى مكارم هذا ينتهـي الكـرمُ
يُغضي حيـاءً ويغضي من مهابته * فلا يكلـُّـم إلّا حيـن يبتسـمُ
بكفـّـه ِ خيـزرانُ ريحهـا عبـق * من كـف أروع في عرنينه شممُ
يكـاد يمسكـه عرفـان راحتـه * ركن الحطيم إذا مـا جاء يستلمُ
الله شرّفه قدمــاً وعظـّمــه * جرى بذاك له في لوحـة القلـمُ
أيُّ الخلائق ليست فـي رقابهـمُ * لأوّلـيـّـه هـذا أوّلـه نِـعـمُ
من يـشكرِ الله يـشكر اوّليــّه ذا * فالدين من بيت هذا نالـه الأُمـمُ
ينمي إلى ذروة الدين التي قصرت * عنها الأكف وعن أحراكهـا القـدمُ
من جدّه دان فضل الأنبياء لـه * وفضل أمّتـه دانـت لـه الأُمـمُ
مشتقة من رسول الله نبعتـه * طابت مغارسه والخيـم والشـيـمُ
ينشقّ نور الدجى عن نور غرته * كالشمس تنجاب عن أشراقها الظلمُ
من معشرٍ حبهم ديـنٌ وبغضهـمٌ * كفر ٌوقربهـم منجـى ومعتصــمُ
مقـدّمٌ بعـد ذكـر الله ذكرهـمُ * في كِلّ بدءٍ ومختوم بـه الكـلـمُ
إن عـدَّ أهل التقى كانـوا أئمتهم * أو قيل من خير أهل الأرض قيل همُ
لا يستطيع جـوادُ بعـد جودهـم * ولا يدانيهـم قـوم وإن كرمـوا
هم الغيوث إذا ما أزمـة أزمـت * والأسد أسدُ الشرى والبأس محتدم
لا ينقص العسر بسطاً من أكفّهـم * سيّان ذلك إن ثروا وإن عدمـوا
يستدفـع الشـرُّ والبلـوى بحبّهـم * ويستربُّ به والإحسـان والنعــمُ
التعلیقات