زيارة الحسين عليه السلام في يوم عرفة
الشيخ عبّاس القمّي
منذ 10 سنواتزيارة الحسين عليه السلام في يوم عَرفة
اعلم أنَّ ما رُوِيَ عن أهل البيت الطَّاهرين المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين في زيارة عرفة ممّا لا يحصىٰ فضلاً وعدداً ، ونحن تشويقاً للزائرين نورد منها البعض اليسير ؛ بسند معتبر عن بشير الدَّهّان ، قال : قلت للصّادق صلوات الله وسلامه عليه : رُبَّما فاتني الحجُّ فأعرّف عند قبر الحسين عليه السلام . قال : أحسنت يا بشير ، أيُّما مؤمن أتىٰ قبر الحسين عليه السلام عارفاً بحقّه في غير يوم عيد كُتِبَ له عشرون حجّة ، وعشرون عمرة مبرورات متقبّلات ، وعشرون غزو مع نبيٍّ مُرْسَل أو إمام عادل . [ ومن أتاه في يوم عيد كتبت له مئة حجّة ومئة عمرة ومئة غزوة مع نبيّ مرسل أو إمام عادل ] ، ومن أتاه في يوم عرفة عارفاً بحقّه كُتِبَ له ألف حجّة ، وألف عُمرة مبرورات متقبّلات ، وألف غزوة مع نبيٍّ مرسل أو إمامٍ عادل . قال : فقلت له : وكيف لي بمثل الموقف ؟ قال : فنظر إليَّ شبه المغضب ، ثمّ قال : يا بشير ، إنّ المؤمن إذا أتىٰ قبر الحُسين عليه السلام يوم عرفة واغتسل بالفرات ، ثم توجّه إليه كتب الله عز وجل له بكلّ خطوة حجّة بمناسكها ، ولا أعلمُه إلّا قال : وعمرة (1) (2) .
وفي أحاديث كثيرة معتبرة : إنَّ الله تعالىٰ ينظر إلىٰ زُوّار قبر الحسين عليه السلام نظر الرّحمة في يوم عرفة قبل نظره إلىٰ أهل عرفات (3) .
وفي حديث معتبر عن رفاعة قال : قال لي الصَّادق عليه السلام : يا رفاعة ، أحججت العام ؟ قلت : جعلت فداك ، ما كان عندي ما أحجّ به ، ولكنّي عرفت عند قبر الحسين عليه السلام . فقال لي : يا رفاعة ، ما قصرت عمّا كان أهلُ مِنىٰ فيه ، لولا أنّي أكره أن يدع النَّاس الحجّ لحدّثتك بحديث لا تَدَعُ زيارة قبر الحسين عليه السلام أبداً . ثمّ نكت الأرض وسكت طويلاً ، ثمّ قال : أخبرني أبي ، قال : مَنْ خرج إلىٰ قبر الحسين عليه السلام عارفاً بحقّه غير مستكبر صَحِبَه ألفُ مَلَكٍ عن يمينه ، وألفُ مَلَكٍ عن شماله ، وكُتب له ألف حجّة ، وألف عمرة مع نبيٍّ أو وصيِّ نبِيٍّ (4) .
وأمّا كيفيّة زيارته عليه السلام فهي عَلَى ما أورده أجلَّة العلماءِ وزعماء المذهب والدِّين كما يلي : إذا أردت زيارته في هذا اليوم فاغتسل من الفرات إنْ أمكنك وإلَّا فمِن حيث أمكنك ، والْبَس أطهر ثيابك ، واقصد حضرتَهُ الشَّريفَةَ وأنت عَلَىٰ سكينة ووقار ، فإذا بلغت باب الحائر فكبّر الله تعالىٰ وقل :
اللهُ أَكْبَرُ كَبِيراً ، وَالْحَمْدُ لِلّٰهِ كَثِيراً ، وَسُبْحانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ، ( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ، لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ) (5) . السَّلامُ عَلىٰ رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، السَّلامُ عَلَىٰ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، السَّلامُ عَلَىٰ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمِينَ ، السَّلامُ عَلَى الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ ، السَّلامُ عَلَىٰ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَينِ ، السَّلامُ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ ، السَّلامُ عَلَىٰ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، السَّلامُ عَلَىٰ مُوسَىٰ بْنِ جَعْفَرٍ ، السَّلامُ عَلَىٰ عَلِيِّ بْنِ مُوسىٰ ، السَّلامُ عَلَىٰ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، السَّلامُ عَلَىٰ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ، السَّلامُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، السَّلامُ عَلَى الْخَلَفِ الصَّالِحِ الْمُنْتَظَرِ . السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبا عَبْدِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللهِ ، عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ ، الْمُوالِي لِوَلِيِّكَ ، الْمُعادِي لِعَدُوِّكَ ، اسْتَجارَ بِمَشْهَدِكَ ، وَتَقَرَّبَ إِلَىٰ اللهِ بِقَصْدِكَ . الْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِي هَدَانِي لِوِلايَتِكَ ، وَخَصَّنِي بِزِيارَتِكَ ، وَسَهَّلَ لِي قَصْدَكَ .
ثم ادخل فقف ممّا يلي الرّأس وقُل :
السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وارِثَ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وارِثَ مُوسىٰ كَلِيمِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وارِثَ عِيسىٰ رُوحِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وارِثَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وارِثَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفىٰ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ عَلِيٍّ الْمُرْتَضىٰ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ خَدِيجَةَ الْكُبْرىٰ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ثارَ اللهِ وَابْنَ ثارِهِ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ . أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَأَطَعْتَ اللهَ حَتَّىٰ أَتَاكَ الْيَقِينُ ، فَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ ، وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ ، وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذٰلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ ، يَا مَوْلايَ يَا أَبا عَبْدِ اللهِ ، أُشْهِدُ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ وَأَنْبِياءَهُ وَرُسُلَهُ أَنِّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ ، وَبِإِيَابِكُمْ مُوقِنٌ ، بِشَرايِعِ دِينِي ، وَخَواتِيمِ عَمَلِي ، وَمُنْقَلَبِي إِلَىٰ رَبِّي (6) ، فَصَلَواتُ اللهِ عَلَيْكُمْ ، وَعَلَىٰ أَرْواحِكُمْ وَعَلَىٰ أَجْسادِكُمْ ، وَعَلَىٰ شاهِدِكُمْ وَعَلَىٰ غائِبِكُمْ ، وَظاهِرِكُمْ وَباطِنِكُمْ . السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ خاتَمِ النَّبِيِّينَ ، وَابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ ، وَابْنَ إِمامِ الْمُتَّقِينَ ، وَابْنَ قائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ إِلىٰ جَنَّاتِ النَّعِيمِ ، وَكَيْفَ لَاٰ تَكُونُ كَذٰلِكَ وَأَنْتَ بابُ الْهُدىٰ ، وَإِمامُ التُّقىٰ ، وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقىٰ ، وَالْحُجَّةُ عَلَىٰ أَهْلِ الدُّنْيا ، وَخامِسُ أَصْحابِ (7) الْكِساءِ ، غَذَتْكَ يَدُ الرَّحْمَةِ ، وَرَضَعْتَ مِنْ ثَدْيِ الْإِيمانِ ، وَرُبِّيتَ فِي حِجْرِ الْإِسْلامِ ، فَالنَّفْسُ غَيْرُ راضِيَةٍ بِفِراقِكَ ، وَلَاٰ شَاكَّةٍ فِي حَيَاتِكَ ، صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ آبائِكَ وَأَبْنائِكَ . السَّلامُ عَلَيْكَ يَا صَرِيعَ الْعَبْرَةِ السَّاكِبَةِ ، وَقَرِينَ الْمُصِيبَةِ الرَّاتِبَةِ ، لَعَنَ اللهُ أُمَّةَ اسْتَحَلَّتْ مِنْكَ الْمَحارِمَ ، وَانْتَهَكَتْ فِيكَ حُرْمَةَ الإسلامِ (8) فَقُتِلْتَ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْكَ مَقْهُوراً ، وَأَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وآله وسلّم بِكَ مَوْتُوراً ، وَأَصْبَحَ كِتابُ اللهِ بِفَقْدِكَ مَهْجُوراً ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ جَدِّكَ وَأَبِيكَ ، وَأُمِّكَ وَأَخِيكَ ، وَعَلَى الْأَئِمَّةِ مِنْ بَنِيكَ ، وَعَلَى الْمُسْتَشْهَدِينَ مَعَكَ ، وَعَلَى الْمَلائِكَةِ الْحافِّينَ بِقَبْرِكَ ، وَالشَّاهِدِينَ لِزُوَّارِكَ الْمُؤَمِّنِينَ بِالْقَبُولِ عَلَىٰ دُعاءِ شِيعَتِكَ ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ . بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَابْنَ رَسُولِ اللهِ ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا أَبا عَبْدِ اللهِ ، لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ وَجَلَّتِ الْمُصِيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلَىٰ جَمِيعِ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، فَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً أَسْرَجَتْ وَأَلْجَمَتْ وَتَهَيَّأَتْ لِقِتالِكَ ، يَا مَوْلايَ يَا أَبا عَبْدِ اللهِ ، قَصَدْتُ حَرَمَكَ ، وَأَتَيْتُ مَشْهَدَكَ أَسْأَلُ اللهَ بِالشَّأْنِ الَّذِي لَكَ عِنْدَهُ ، وَبِالْمحَلِّ الَّذِي لَكَ لَدَيْهِ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ يَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ بِمَنِّهِ وَجُودِهِ وَكَرَمِهِ .
ثمّ قبّل الضَّريح وصلِّ عند الرَّأس ركعتين تقرأ فيهما ما أحببت من السُّور ، فإذا فرغت فقل : اللّٰهُمَّ إِنِّي صَلَّيْتُ وَرَكَعْتُ وَسَجَدْتُ لَكَ وَحْدَكَ لَاٰ شَرِيكَ لَكَ ، لِأَنَّ الصَّلاةَ وَالرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ لَاٰ تَكُونُ إِلَّا لَكَ ، لِأَنَّكَ أَنْتَ اللهُ لَاٰ إِلٰهَ إِلَّا أَنْتَ . اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَبْلِغْهُمْ عَنِّي أَفْضَلَ التَّحِيَّةِ وَالسَّلامِ ، وَارْدُدْ عَلَيَّ مِنْهُمُ التَّحِيَّةَ وَالسَّلامَ . اللّٰهُمَّ وَهَاتَانِ الرَّكْعَتانِ هَدِيَّةٌ مِنِّي إِلىٰ مَوْلايَ وَسَيِّدِي وَإِمامِي الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلامُ . اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتَقَبَّلْ ذٰلِكَ مِنِّي ، وَاجْزِنِي عَلَىٰ ذٰلِكَ أَفْضَلَ أَمَلِي وَرَجائِي فِيكَ وفِي وَلِيِّكَ ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
ثمّ صِرْ إلىٰ عنْد رجلَي الحسين وزُرْ عَليّ بن الحُسين عليهما السلام ، ورأسُهُ عِند رجلَي أبي عبد الله عليه السلام وقل :
السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ نَبِيِّ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الْحُسَيْنِ الشَّهِيدِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الشَّهِيدُ ابْنُ الشَّهِيدِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمَظْلُومُ ابْنُ الْمَظْلُومِ ، لَعَنَ اللهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ ، وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ ، وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذٰلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلايَ (9) ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ ، لَقَدْ عَظُمَتِ الْمُصِيبَةُ وَجَلَّتِ الرَّزِيَّةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلَىٰ جَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ ، وَأَبْرَأُ إِلَىٰ اللهِ وَإِلَيْكَ مِنْهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ .
ثمّ توجَّه إلى الشُّهداء وزُرْهُم وقُلْ :
السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَوْلِياءَ اللهِ وَأَحِبَّاءَهُ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَصْفِياءَ اللهِ وَأَوِدَّاءَهُ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصارَ دِينِ اللهِ ، وَأَنْصارَ نَبِيِّهِ ، وَأَنْصارَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَأَنْصارَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصارَ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ الْوَلِيِّ النَّاصِحِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصارَ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْحُسَيْنِ الشَّهِيدِ الْمَظْلُومِ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ ، بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي طِبْتُمْ وَطَابَتِ الْأَرْضُ الَّتِي فِيها دُفِنْتُمْ وَفُزْتُمْ وَاللهِ فَوْزاً عَظِيماً ، يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَكُمْ فَأَفُوزَ مَعَكُمْ فِي الْجِنانِ مَعَ الشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ . ثمَّ عُدْ إلىٰ عند رأسِ الحُسين صلوات الله وسلامه عليه وأكْثِر من الدّعاء لنفسك ولأهلك ولإخوانك المؤمنين .
قال السّيّد ابن طاووس والشَّهيد : ثمّ امضِ إلىٰ مشهد العبّاس رضي الله عنهُ ، فإذا أتيته فقف عَلَىٰ قبره وقل :
السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْفَضْلِ الْعَبَّاسَ بْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ أَوَّلِ الْقَوْمِ إِسْلاماً ، وَأَقْدَمِهِمْ إِيماناً ، وَأَقْوَمِهِمْ بِدِينِ اللهِ ، وَأَحْوَطِهِمْ عَلَى الْإِسْلامِ ، أَشْهَدُ لَقَدْ نَصَحْتَ لِلّٰهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَخِيكَ فَنِعْمَ الْأَخُ الْمُواسِي ، فَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ ، وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ ، وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً اسْتَحَلَّتْ مِنْكَ الْمَحارِمَ ، وَانْتَهَكَتْ فِي قَتْلِكَ حُرْمَةَ الْإِسْلامِ ، فَنِعْمَ الْأَخُ الصَّابِرُ الْمُجاهِدُ الْمُحامِي النَّاصِرُ ، وَالْأَخُ الدَّافِعُ عَنْ أَخِيهِ ، الْمُجِيبُ إِلىٰ طاعَةِ رَبِّهِ ، الرَّاغِبُ فِيمَا زَهِدَ فِيهِ غَيْرُهُ مِنَ الثَّوَابِ الْجَزِيلِ وَالثَّنَاءِ الْجَمِيلِ ، وَأَلْحَقَكَ اللهُ بِدَرَجَةِ آبائِكَ فِي دارِ النَّعِيمِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ . ثم انكبّ عَلَى القبر وقل : اللّٰهُمَّ لَكَ تَعَرَّضْتُ ، وَلِزِيارَةِ أَوْلِيائِكَ قَصَدْتُ ، رَغْبَةً فِي ثَوَابِكَ ، وَرَجَاءً لِمَغْفِرَتِكَ ، وَجَزِيلِ إِحْسَانِكَ ، فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَجْعَلَ رِزْقِي بِهِمْ دارَّاً ، وَعَيْشِي بِهِمْ قَارَّاً ، وَزِيارَتِي بِهِمْ مَقْبُولَةً ، وَذَنْبِي بِهِمْ مَغْفُوراً ، وَاقْلِبْنِي بِهِمْ مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتَجاباً دُعائِي بِأَفْضَلِ مَا يَنْقَلِبُ بِهِ أَحَدٌ مِنْ زُوَّارِهِ وَالْقَاصِدِينَ إِلَيْهِ ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . ثمّ قبِّل الضَّريح وصلِّ عنده صلاة الزّيارة وما بدا لك .
الهوامش
1. غزوة ـ خ ـ .
2. ثواب الأعمال : 89 ، باب ثواب من زار قبر الحسين عليه السلام .
3. انظر كامل الزيارات : 317 ، ح 3 من باب 70 .
4. مصباح المتهجّد : 716 وعنه البحار 101 / 91 .
5. الأعراف : 7 / 43 .
6. ومنقلبي إلى ربّي : نسخة .
7. أهْلِ ـ خ ـ .
8. وانتهكت فيك حرمة الإسلام : نسخة .
9. السلام عليك يا مولاي : نسخة .
مقتبس من كتاب : مفاتيح الجنان / الصفحة : 549 ـ 554
التعلیقات
١٣