النبيّ ص ووصاية آبائه
النبي محمّد صلّى الله عليه وآله
منذ 14 سنةالنبيّ ص ووصاية آبائه
السؤال :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيراً ما وقفت متحيّراً أمام أمثال الروايات التي تثبّت وصاية آباء النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسّلم) للأنبياء السابقين ، وعلى تعبير المولى المجلسي (قدّس سرّه) إنّهم إمّا أنبياء أو أوصياء أنبياء معصومين ، وكانت تثير أمامي أكثر من إشكال ، فياليت أجد عندكم جواباً مقنعاً :
1 ـ نحن نعلم إنّ المشركين حاروا في إيجاد سبب منطقي أو غير منطقي لتفسير نبوّة النبيّ الخاتم (صلّى الله عليه وآله وسّلم) لاسيّما تلك المعارف والعلوم التي كانوا يرون أنّه (صلّى الله عليه وآله وسّلم) لايمتلك مقوّمات الإتيان بها ، ولا أدلّ من عدم وجود اتّهام واحد منهم له (صلّى الله عليه وآله وسّلم) بأنّ هذه المعارف تعود لإمكاناته وقدراته الذاتية بل يعلمه بشر أو تملى عليه ، أو درسها ، أو إعانه قوم آخرون وغير ذلك من ترّهات .
ومن هنا فلو كان آباء النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسّلم) بهذه الإمكانية والمنزلة الرفيعة أما كان الأولى من مشركي قريش أن يتّهموه (صلّى الله عليه وآله وسّلم) بأنه يجتر علوم آبائه ومعارفهم ويكررها ، وهذا أمر ملموس محسوس لدى الناس ، خصوصاً مع وجود أخبار تتحدّث عن عمل عبد المطلب (رضوان الله تعالى عليه) مثلاً بسنن وتشريعات عديدة أقرّها الإسلام بدلاً من تمسكهم بالطحلب لإبطال دعوته(صلّى الله عليه وآله وسّلم) .
2 ـ لقد قال بعض المفسّرين ما مضمونه : أن لو كان في مجتمع النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسّلم) مَن يمتلك المعلومات القرآن ومعارفه لكان أشهر من المعلم الثاني ، فكيف خفي على الناس أمر أصحاب الوصاية وهم على تماس معهم ليلاً ونهاراً ؟
وهل يمكن لهكذا شخصيات بهذا الوزن المعرفي أن تبقى خافية عليهم مع ملاحظتهم لأدقّ تفاصيل سلوكها وعقائدها؟
3 ـ إنّ أفضل وجه استدلّ به لإثبات نبوّة النبيّ الخاتم (صلّى الله عليه وآله وسّلم) هو كونه نشأ في بيئة متخلّفة مقطوعة الصلة عن مواطن العلم والمعرفة ، ومع هذا جاء بما يحيّر العقول ، وأبهر به أهل المعرفة ، ولكن ألا ترون أنّه وبعد الإعتقاد بمضامين هذه الأخبار التي تتحدّث عن الوصاية وميراث الأنبياء ووو ؛ فإنّه لا يبقى طريق للاستدلال بهذا الوجه قطّ ؟
على فرض أنّ الصورة ستكون هكذا شخص نشأ في بيت يتوارث الوصاية وميراث الأنبياء ومعارفهم ، وجاء بمعارف من سنخ معارفهم وأفكارهم التي عايشها في بيته ، فإين الإعجاز ؟
كثيراً ما وقفت متحيّراً أمام أمثال الروايات التي تثبّت وصاية آباء النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسّلم) للأنبياء السابقين ، وعلى تعبير المولى المجلسي (قدّس سرّه) إنّهم إمّا أنبياء أو أوصياء أنبياء معصومين ، وكانت تثير أمامي أكثر من إشكال ، فياليت أجد عندكم جواباً مقنعاً :
1 ـ نحن نعلم إنّ المشركين حاروا في إيجاد سبب منطقي أو غير منطقي لتفسير نبوّة النبيّ الخاتم (صلّى الله عليه وآله وسّلم) لاسيّما تلك المعارف والعلوم التي كانوا يرون أنّه (صلّى الله عليه وآله وسّلم) لايمتلك مقوّمات الإتيان بها ، ولا أدلّ من عدم وجود اتّهام واحد منهم له (صلّى الله عليه وآله وسّلم) بأنّ هذه المعارف تعود لإمكاناته وقدراته الذاتية بل يعلمه بشر أو تملى عليه ، أو درسها ، أو إعانه قوم آخرون وغير ذلك من ترّهات .
ومن هنا فلو كان آباء النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسّلم) بهذه الإمكانية والمنزلة الرفيعة أما كان الأولى من مشركي قريش أن يتّهموه (صلّى الله عليه وآله وسّلم) بأنه يجتر علوم آبائه ومعارفهم ويكررها ، وهذا أمر ملموس محسوس لدى الناس ، خصوصاً مع وجود أخبار تتحدّث عن عمل عبد المطلب (رضوان الله تعالى عليه) مثلاً بسنن وتشريعات عديدة أقرّها الإسلام بدلاً من تمسكهم بالطحلب لإبطال دعوته(صلّى الله عليه وآله وسّلم) .
2 ـ لقد قال بعض المفسّرين ما مضمونه : أن لو كان في مجتمع النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسّلم) مَن يمتلك المعلومات القرآن ومعارفه لكان أشهر من المعلم الثاني ، فكيف خفي على الناس أمر أصحاب الوصاية وهم على تماس معهم ليلاً ونهاراً ؟
وهل يمكن لهكذا شخصيات بهذا الوزن المعرفي أن تبقى خافية عليهم مع ملاحظتهم لأدقّ تفاصيل سلوكها وعقائدها؟
3 ـ إنّ أفضل وجه استدلّ به لإثبات نبوّة النبيّ الخاتم (صلّى الله عليه وآله وسّلم) هو كونه نشأ في بيئة متخلّفة مقطوعة الصلة عن مواطن العلم والمعرفة ، ومع هذا جاء بما يحيّر العقول ، وأبهر به أهل المعرفة ، ولكن ألا ترون أنّه وبعد الإعتقاد بمضامين هذه الأخبار التي تتحدّث عن الوصاية وميراث الأنبياء ووو ؛ فإنّه لا يبقى طريق للاستدلال بهذا الوجه قطّ ؟
على فرض أنّ الصورة ستكون هكذا شخص نشأ في بيت يتوارث الوصاية وميراث الأنبياء ومعارفهم ، وجاء بمعارف من سنخ معارفهم وأفكارهم التي عايشها في بيته ، فإين الإعجاز ؟
الجواب : من سماحة السيّد جعفر علم الهدى
ج1ـ أوّلاً : كون آباء النبيّ أوصياء ، أو أنبياء لا يستلزم أن يكونوا مأمورين بالدّعوة العلنية أو العامّة حتّى تظهر ذلك للناس بصورة واضحة .
ولعلّهم كانوا كذلك في نطاق ضيّق ، أو كانوا يراعون ظروف التقية ، نعم كان الناس في الجملة يعلمون بفضلهم ، ويذعنون بقيادتهم ورياستهم ، ويقبلون حكمهم في حلّ مشاكلهم .
ثانياً : لقد صدر من آباء النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسّلم) وأجداده بعض خوارق العادة ، ولذا كانوا يقولون لما يصدر من النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسّلم) من الكرامات والمعاجز أنّه سحر بني هاشم .
ثالثاً : نشأ النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسّلم) يتيماً ، ولم يرى والده عبد الله ، كما أنّه فقد جدّه عبد المطّلب في صغر سنه ، فلا سبيل إلى دعوى أخذ علومه و معارفه من أبيه وجدّه حتّى لو كانا من الأوصياء أو الأنبياء .
ج2 ـ معارف القرآن الكريم وعلومه وأحكامه وتشريعاته لا توجد حتّى في الكتب السماوية التي جاء بها الأنبياء والرسل العظام مثل : موسى بن عمران ، وعيسى بن مريم ، وإبراهيم ، وداود ، ومن المعلوم أنّه لوكان قبل النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسّلم) مَن يعلم هذه العلوم ، لكان أشهر من المعلم الأوّل فضلاً عن الثاني .
لكن لاينافي ذلك كون آباء النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسّلم) وأجداده أوصياء أو أنبياء وعلماء معروفين بالعلم والفضل في ذلك المجتمع الجاهلي ، ولا يلزم أن يكونوا مشهورين في العالم كلّه .
وقد ذكرنا إنّ الناس في الجاهلية كانوا يعترفون بفضل وكمال آباء النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسّلم) وأجداده ، ويتّبعونهم ، ويذعنون برئاستهم في أمور دنياهم .
ج3 ـ ظهر الجواب عن ذلك ؛ إذ لا منافاة بين كون آباء النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسّلم) وأجداده أوصياء أو أنبياء ـ ولو في نطاق ضيّق ـ ، وبين أن يكون النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسّلم) قد نشأفي بيئة متخلّفة ، وكان منقطعاً عن مواطن العلوم ؛ لأنّ ما جاء به النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسّلم) من العقائد والمعارف ، والعلوم والتشريعات ، والآداب والسنن بمجموعه كان فريداً وغريباً ، على ذلك المجتمع ولم يكن بإمكان مَن يعيش في تلك البيئة أن يأتي بذلك بالتعلّم والدراسة ، بل قد أتى النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسّلم) بما هو خارق للعادة في مثل الفصاحة والبلاغة التي كانت منتشرة ومزدهرة في ذلك العصر ، ولم يكن فيها أيّ نقص وتخلّف ، بل كان الشعراء والبلغاء يفتخرون بأشعارهم ومنشئاتهم ، ويعلّقونها على الكعبة ، ومع ذلك جاء النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسّلم) بالقرآن الذي عجز الناس عن الإتيان بمثله حتّى في الفصاحة والبلاغة .
التعلیقات