ليالي القدر ٢١
ليالي القدر :
تعال معي لنتذوّق حلاوة العبوديّة ولذّة الشهد المصفّى من كلّ الأدران والشوائب.
لنفهم روعة الانقطاع إليه تعالى حين ننقطع عن حبال الملذّات وكلّ ما فيها من الخربات.
كي نحلّق في آفاق أنفسنا لنعي ما تبغي وتروم.
فهي إلى سلالم الكمال تسمو وإلى ذاك الطود الأشمّ ترنو وعليه تحوم.
فهلاّ أرخينا العنان قليلاً ونأنيا بحالنا أبعد لنعيش فرصة التفكّر.
وهذه ليالي القدر التي يُفْرَقُ فيها كلُّ أمرٍ حكيم والربّ فيها يقدّر.
تعال ، لنروّض الذات فيها فلعلّ مرابع الوصل تحيا من جديد.
وعسى أن نجلي عن قلوبنا كلّ ما نما عليها من جَرَب وصَديد.
فإذا صحت الروح على أوتار الدعاء والتضرّع والترتيل
فلا شكّ أنّها على أنغام العبادة سوف تشهق وتطير.
سائلين المولى جلّ شأنه أن ينال دعواتنا وتضرّعاتنا وعباداتنا في هذه الليالي بأرقي قبوله ويقسم لنا الحظّ الأوفر ممّا يناله عباده الصالحون.
اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب في سطور
التعلیقات