الدعاء الرابع والأربعون : دعاؤه عليه السلام في دخول شهر رمضان
الإمام زين العابدين عليه السلام
منذ 13 سنةدعاؤه عليه السلام في دخول شهر رمضان
وكان من دعائه عليه السلام إذا دخل شهر رمضان :
الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي هَدَانَا لِحَمْدِهِ وَجَعَلَنَا مِنْ أَهْلِهِ ، لِنَكُونَ لإِحْسَانِهِ مِنَ الشَّاكِرِينَ ، وَلِيَجْزِيَنَا عَلَى ذلِكَ جَزَآءَ الْمُحْسِنِينَ ، وَالْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي حَبَانَا بِدِينِهِ ، وَاخْتَصَّنَا بِمِلَّتِهِ ، وَسَبَّلَنَا فِي سُبُلِ إحْسَانِهِ لِنَسْلُكَهَا بِمَنِّهِ إلَى رِضْوَانِهِ ، حَمْدَاً يَتَقَبَّلُهُ مِنَّا وَيَرْضَى بِهِ عَنَّا ، وَالْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي جَعَلَ مِنْ تِلْكَ السُّبُلِ شَهْرَهُ شَهْرَ رَمَضَانَ ، شَهْرَ الصِّيَامِ ، وَشَهْرَ الإِسْلاَم ، وَشَهْرَ الطَّهُورِ ، وَشَهْرَ التَّمْحِيْصِ ، وَشَهْرَ الْقِيَامِ ، ( الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ) فَأَبَانَ فَضِيْلَتَهُ عَلَى سَائِرِ الشُّهُورِ ، بِمَا جَعَلَ لَهُ مِنَ الْحُرُمَاتِ الْمَوْفُورَةِ ، وَالْفَضَائِلِ الْمَشْهُورَةِ ، فَحَرَّمَ فِيْهِ ما أَحَلَّ فِي غَيْرِهِ إعْظَاماً ، وَحَجَرَ فِيْهِ الْمَطَاعِمَ وَالْمَشَارِبَ إكْرَاماً ، وَجَعَلَ لَهُ وَقْتاً بَيِّناً لَا يُجِيزُ جَلَّ وَعَزَّ أَنْ يُقَدَّمَ قَبْلَهُ وَلَا يَقْبَـلُ أَنْ يُؤَخَّرَ عَنْهُ.
ثُمَّ فَضَّلَ لَيْلَةً وَاحِدَةً مِنْ لَيَالِيهِ عَلَى لَيَالِي أَلْفِ شَهْر ، وَسَمَّاهَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ، سَلَامٌ دَائِمُ الْبَرَكَةِ إلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ ، عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ بِمَا أَحْكَمَ مِنْ قَضَائِهِ.
أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَأَلْهِمْنَا مَعْرِفَةَ فَضْلِهِ ، وَإِجْلَالَ حُرْمَتِهِ ، وَالتَّحَفُّظَ مِمَّا حَظَرْتَ فِيهِ ، وَأَعِنَّا عَلَى صِيَامِهِ بِكَفِّ الْجَـوَارِحِ عَنْ مَعَاصِيْكَ ، وَاسْتِعْمَالِهَا فِيهِ بِمَا يُرْضِيْكَ ، حَتَّى لَا نُصْغِي بِأَسْمَاعِنَا إلَى لَغْوٍ ، وَلَا نُسْرِعُ بِأَبْصَارِنَا إلَى لَهْوٍ ، وَحَتَّى لَا نَبْسُطَ أَيْدِيَنَا إلَى مَحْظُورٍ ، وَلَا نَخْطُوَ بِأَقْدَامِنَا إلَى مَحْجُورٍ ، وَحَتَّى لَا تَعِيَ بُطُونُنَا إِلَّا مَا أَحْلَلْتَ ، وَلَا تَنْطِقَ أَلْسِنَتُنَا إِلَّا بِمَا مَثَّلْتَ ، وَلَا نَتَكَلَّفَ إِلَّا ما يُدْنِي مِنْ ثَوَابِكَ ، وَلَا نَتَعَاطَى إِلَّا الَّذِي يَقِيْ مِنْ عِقَابِكَ ، ثُمَّ خَلِّصْ ذَلِكَ كُلَّهُ مِنْ رِيَاءِ الْمُرَائِينَ وَسُمْعَةِ الْمُسْمِعِينَ ، لَا نَشْرِكُ فِيهِ أَحَداً دُونَكَ ، وَلَا نَبْتَغِيْ فِيهِ مُرَاداً سِوَاكَ.
أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَقِفْنَا فِيْـهِ عَلَى مَوَاقِيْتِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْس بِحُدُودِهَا الَّتِي حَدَّدْتَ ، وَفُرُوضِهَا الَّتِي فَرَضْتَ ، وَوَظَائِفِهَا الَّتِي وَظَّفْتَ ، وَأَوْقَاتِهَا الَّتِي وَقَّتَّ ، وَأَنْزِلْنَا فِيهَا مَنْزِلَةَ الْمُصِيْبينَ لِمَنَازِلِهَا ، الْحَافِظِينَ لِأرْكَانِهَا ، الْمُؤَدِّينَ لَهَا فِي أَوْقَاتِهَا عَلَى مَا سَنَّهُ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ صَلَوَاتُـكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، فِي رُكُوعِهَا وَسُجُودِهَا وَجَمِيْعِ فَوَاضِلِهَا عَلَى أَتَمِّ الطَّهُورِ وَأَسْبَغِهِ ، وَأَبْيَنِ الْخُشُوعِ وَأَبْلَغِهِ ، وَوَفِّقْنَا فِيهِ لِأَنْ نَصِلَ أَرْحَامَنَا بِالبِرِّ وَالصِّلَةِ ، وَأَنْ نَتَعَاهَدَ جِيرَانَنَا بِالإِفْضَالِ وَالْعَطِيَّةِ ، وَأَنْ نُخَلِّصَ أَمْوَالَنَا مِنَ التَّبِعَاتِ ، وَأَنْ نُطَهِّرَهَا بِإخْرَاجِ الزَّكَوَاتِ ، وَأَنْ نُرَاجِعَ مَنْ هَاجَرَنَا ، وَأَنْ نُنْصِفَ مَنْ ظَلَمَنَا ، وَأَنْ نُسَالِمَ مَنْ عَادَانَا ، حَاشَا مَنْ عُودِيَ فِيْكَ وَلَكَ ، فَإنَّهُ الْعَدُوُّ الَّذِي لَا نُوالِيهِ ، وَالحِزْبُ الَّذِي لَا نُصَافِيهِ ، وَأَنْ نَتَقَرَّبَ إلَيْكَ فِيْهِ مِنَ الأَعْمَالِ الزَّاكِيَةِ ، بِمَا تُطَهِّرُنا بِهِ مِنَ الذُّنُوبِ ، وَتَعْصِمُنَا فِيهِ مِمَّا نَسْتَأنِفُ مِنَ الْعُيُوبِ حَتَّى لَا يُورِدَ عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ مَلَائِكَتِكَ إِلَّا دُونَ مَا نُورِدُ مِنْ أَبْوابِ الطَّاعَةِ لَكَ وَأَنْوَاعِ القُرْبَةِ إلَيْكَ.
أَللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هَذَا الشَّهْرِ ، وَبِحَقِّ مَنْ تَعَبَّدَ لَكَ فِيهِ مِنِ ابْتِدَائِهِ إِلَى وَقْتِ فَنَائِهِ ، مِنْ مَلَكٍ قَرَّبْتَهُ ، أَوْ نَبِيٍّ أَرْسَلْتَهُ ، أَوْ عَبْدٍ صَالِحٍ اخْتَصَصْتَهُ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَأَهِّلْنَا فِيهِ لِمَا وَعَدْتَ أَوْلِياءَكَ مِنْ كَرَامَتِكَ ، وَأَوْجِبْ لَنَا فِيهِ مَا أَوْجَبْتَ لِأهْلِ الْمُبَالَغَةِ فِي طَاعَتِكَ ، وَاجْعَلْنَا فِي نَظْمِ مَنِ اسْتَحَقَّ الرَّفِيْعَ الأَعْلَى بِرَحْمَتِكَ.
أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَجَنِّبْنَا الإِلْحَادَ فِي تَوْحِيدِكَ ، وَالتَّقْصِيرَ فِي تَمْجِيدِكَ ، وَالشَّكَّ فِي دِينِكَ ، وَالْعَمَى عَنْ سَبِيْلِكَ ، وَالإِغْفَالَ لِحُرْمَتِكَ ، وَالإِنْخِدَاعَ لِعَدُوِّكَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ.
أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَإذَا كَانَ لَكَ فِيْ كُلِّ لَيْلَة مِنْ لَيَالِي شَهْرِنَا هَذَا رِقَابٌ يُعْتِقُهَا عَفْوُكَ ، أَوْ يَهَبُهَا صَفْحُكَ ، فَاجْعَلْ رِقَابَنَا مِنْ تِلْكَ الرِّقَابِ ، وَاجْعَلْنَا لِشَهْرِنَا مِنْ خَيْرِ أَهْلٍ وَأَصْحَاب.
أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَامْحَقْ ذُنُوبَنَا مَعَ إِمْحاقِ هِلَالِهِ ، وَاسْلَخْ عَنَّا تَبِعَاتِنَا مَعَ انْسِلَاخِ أَيَّامِهِ ، حَتَّى يَنْقَضِي عَنَّا وَقَدْ صَفَّيْتَنَا فِيهِ مِنَ الْخَطِيئاتِ ، وَأَخْلَصْتَنَا فِيهِ مِنَ السَّيِّئاتِ.
أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَإنْ مِلْنَا فِيهِ فَعَدِّلْنَا ، وَإنْ زِغْنَا فِيهِ فَقَوِّمْنَا ، وَإنِ اشْتَمَلَ عَلَيْنَا عَدُوُّكَ الشَّيْطَانُ فَاسْتَنْقِذْنَا مِنْهُ.
أَللَهُمَّ اشْحَنْهُ بِعِبَادَتِنَا إيَّاكَ ، وَزَيِّنْ أَوْقَاتَهُ بِطَاعَتِنَا لَكَ ، وَأَعِنَّا فِي نَهَارِهِ عَلَى صِيَامِهِ ، وَفِي لَيْلِهِ عَلَى الصَّلَاةِ وَالتَّضَرُّعِ إلَيْكَ ، وَالخُشُوعِ لَكَ ، وَالذِّلَّةِ بَيْنَ يَدَيْكَ ، حَتَّى لَا يَشْهَدَ نَهَارُهُ عَلَيْنَا بِغَفْلَةٍ ، وَلَا لَيْلُهُ بِتَفْرِيطٍ.
أَللَّهُمَّ وَاجْعَلْنَا فِي سَائِرِ الشُّهُورِ وَالأَيَّامِ كَذَلِكَ مَا عَمَّرْتَنَا ، وَاجْعَلْنَا مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ( الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ) وَمِنَ الَّذِينَ ( يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ).
أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، فِي كُلِّ وَقْتٍ وَكُلِّ أَوَانٍ وَعَلَى كُلِّ حَالٍ ، عَدَدَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى مَنْ صَلَّيْتَ عَلَيْهِ وَأَضْعَافَ ذَلِكَ كُلِّهِ بِالأَضْعافِ الَّتِي لَا يُحْصِيهَا غَيْرُكَ ، إنَّكَ فَعَّالٌ لِمَا تُرِيدُ.
التعلیقات
٣