الحرّ بن يزيد الرياحي
الشيخ محمد بن طاهر السماوي
منذ 10 سنواتالحرّ بن يزيد الرياحي
هو الحرّ بن يزيد بن ناجية بن قعنب بن عتّاب [ الردف ] (1) بن هرميّ بن رياح ابن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم ، التميمي اليربوعي الرياحي.
كان الحرّ شريفاً في قومه جاهليّة وإسلاماً ، فإنّ جدّه عتّابا كان رديف النعمان ، وولد عتاب قيسا وقعنبا ومات ، فردف قيس للنعمان ونازعه الشيبانيّون ، فقامت بسبب ذلك حرب يوم الطخفة ، والحرّ هو ابن عمّ الأخوص الصحابي الشاعر ، وهو زيد بن عمرو بن قيس بن عتاب. وكان الحرّ في الكوفة رئيساً ندبه ابن زياد لمعارضة الحسين عليه السلام ، فخرج في ألف فارس.
روى الشيخ ابن نما : أنّ الحر لمّا أخرجه ابن زياد إلى الحسين وخرج من القصر نودي من خلفه أبشر يا حرّ بالجنّة. قال فالتفت فلم ير أحداً ، فقال في نفسه : والله ما هذه بشارة وأنا أسير إلى حرب الحسين ، وما كان يحدّث نفسه في الجنّة ، فلمّا صار مع الحسين قصّ عليه الخبر ، فقال له الحسين : « لقد أصبت أجراً وخيراً » (2)
وروى أبو مخنف عن عبد الله بن سليم والمذري بن المشمعل الأسديّين قالا : كنّا نساير الحسين فنزل شراف ، وأمر فتيانه باستقاء الماء والإكثار منه ، ثمّ ساروا صباحاً ، فرسموا صدر يومهم حتّى انتصف النهار ، فكبّر رجل منهم ؛ فقال الحسين : « الله أكبر لم كبّرت » ؟ قال : رأيت النخل. قالا : فقلنا : إنّ هذا المكان ما رأينا به نخلة قطّ. قال : « فما تريانه رأى » ؟ قلنا : رأى هوادي الخيل. فقال : « وأنا والله أرى ذلك » ؛ ثمّ قال الحسين : « أما لنا ملجأ نجعله في ظهورنا ونستقبل القوم من وجه واحد » ؟ قلنا : بلى ، هذا ذو حسم عن يسارك تميل إليه ، فإن سبقت القوم فهو كما تريد. فأخذ ذات اليسار ؛ فما كان بأسرع من أن طلعت هوادي الخيل ؛ فتبيّناها فعدلنا عنهم ، فعدلوا معنا كأنّ أسنّتهم اليعاسيب ، وكأن راياتهم أجنحة الطير ، فسبقناهم إلى ذي حسم ، فضربت أبنية الحسين عليه السلام ، وجاء القوم فإذا الحرّ في ألف فارس فوقف مقابل الحسين في حرّ الظهيرة ، والحسين وأصحابه معتمون متقلّدون أسيافهم ، فقال الحسين لفتيانه : « اسقوا القوم ورشّفوا الخيل » فلمّا سقوهم ورشّفوا خيولهم ، حضرت الصلاة ، فأمر الحسين الحجّاج بن مسروق الجعفي ، وكان معه ، أن يؤذّن ، فأذّن ، وحضرت الإقامة فخرج الحسين في إزار ورداء ونعلين ، فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : « أيّها الناس إنّها معذرة إلى الله وإليكم ، إنّي لم آتكم حتّى أتتني كتبكم » إلى آخر ما قال ، فسكتوا عنه ، فقال للمؤذّن : « أقم » فأقام ، فقال الحسين للحرّ : « أتريد أن تصلّي بأصحابك » ؟ قال : لا بل بصلاتك ، فصلّى بهم الحسين ، ثمّ دخل مضربه واجتمع إليه أصحابه ودخل الحرّ خيمة نصبت له واجتمع عليه أصحابه ، ثمّ عادوا إلى مصافّهم فأخذ كلّ بعنان دابّته وجلس في ظلّها ، فلمّا كان وقت العصر أمر الحسين بالتهيّؤ للرحيل ، ونادى بالعصر ، فصلّى بالقوم ثمّ انفتل من صلاته وأقبل بوجهه على القوم فحمد الله وأثنى عليه ، وقال : « أيّها الناس إنّكم إن تتّقوا » إلى آخر ما قال. فقال الحرّ : إنّا والله ما ندري ما هذه الكتب التي تذكر ، فقال الحسين : « يا عقبة بن سمعان أخرج الخرجين اللذين فيهما كتبهم إليّ » ، فأخرج خرجين مملوين صحفاً فنشرها بين أيديهم ، فقال الحرّ : فإنّا لسنا من هؤلاء الذين كتبوا إليك ، وقد أمرنا إذا نحن لقيناك ألّا نفارقك حتّى نقدمك على عبيدالله ، فقال [ له ] الحسين : « الموت أدنى إليك من ذلك » ، ثمّ قال لأصحابه : « اركبوا » ، فركبوا وانتظروا حتّى ركبت النساء ، فقال : « انصرفوا » ، فلمّا ذهبوا لينصرفوا حال القوم بينهم وبين الانصراف ، فقال الحسين للحرّ : « ثكلتك أمّك ! ما تريد » ؟ قال : أما والله لو غيرك من العرب يقولها لي وهو على مثل هذه الحالة التي أنت عليها ما تركت ذكر أمّه بالثكل أن أقوله كائناً من كان ، ولكن والله مالي إلى ذكر أمّك من سبيل إلّا بأحسن ما يقدر عليه ، فقال الحسين : « فما تريد » ؟ قال : أريد أن أنطلق بك إلى عبيدالله ، فقال : « إذن لا أتّبعك » ، قال الحرّ : إذن لا أدعك ، فترادّا القول ثلاث مرّات ، ثمّ قال الحرّ : إنّي لم أؤمر بقتالك ، وإنّما أمرت ألّا أفارقك حتّى أقدمك الكوفة ، فإن أبيت فخذ طريقاً لا تدخلك الكوفة ، ولا تردّك إلى المدينة تكون بيني وبينك نصفاً حتّى أكتب إلى ابن زياد ، وتكتب إلى يزيد إن شئت أو إلى ابن زياد إن شئت ، فلعلّ الله أن يأتي بأمر يرزقني فيه العافية من أن أبتلى بشيء من أمرك ، قال : فتياسر عن طريق العذيب والقادسيّة ، وبينه وبين العذيب ثمانية وثلاثون ميلاً ، وسار والحرّ يسايره ، حتّى إذا كان بالبيضة خطب أصحابه بما تقدّم فأجابوه بما ذكر في تراجمهم ، ثمّ ركب فسايره الحرّ وقال له : اذكّرك الله يا أبا عبد الله في نفسك فإنّي أشهد لئن قاتلت لتقتلنّ ، ولئن قوتلت لتهلكنّ فيما أرى ، فقال له الحسين : « أفبالموت تخوّفني !؟ وهل يعدو بكم الخطب أن تقتلوني !؟ ما أدري ما أقول لك ! ولكنّي أقول كما قال أخو الأوس لابن عمّه حين لقيه وهو يريد نصرة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فقال له أين تذهب ؟ فإنّك مقتول ؛ فقال :
سأمضي فما بالموت عار على الفتى |
إذا ما نوى حقّا وجاهد مسلما |
|
وآسى الرجال الصالحين بنفسه |
وفارق مثبورا وباعد مجرما |
|
فإن عشت لم أندم وإن متّ لم ألم |
كفى بك عارا أن تلام وتندما » |
فلمّا سمع ذلك الحرّ تنحّى عنه ، حتّى انتهوا إلى عذيب الهجانات (3) فإذا هم بأربعة نفر يجنبون فرساً لنافع بن هلال ويدلّهم الطرماح بن عدي ، فأتوا إلى الحسين وسلّموا عليه ، فأقبل الحرّ وقال : إنّ هؤلاء النفر الذين جاءوا من أهل الكوفة ليسوا ممّن أقبل معك وأنا حابسهم أو رادّهم. فقال الحسين : « لأمنعنّهم ممّا أمنع منه نفسي ، إنّما هؤلاء أنصاري وأعواني ، وقد كنت أعطيتني ألّا تعرض لي بشيء حتّى يأتيك جواب عبيدالله » ، فقال : أجل ، لكن لم يأتوا معك ، قال : « هم أصحابي وهم بمنزلة من جاء معي ، فإن تمّمت عليّ ما كان بيني وبينك وإلّا ناجزتك » ، قال : فكفّ عنهم الحرّ (4) ، ثمّ ارتحل الحسين من قصر بني مقاتل فأخذ يتياسر والحرّ يردّه فإذا راكب على نجيب له وعليه السلاح متنكب قوساً مقبل من الكوفة ، فوقفوا ينتظرونه جميعاً ؛ فلمّا انتهى إليهم سلّم على الحرّ وترك الحسين فإذا هو مالك بن النسر (5) البدي من كندة ، فدفع إلى الحرّ كتاباً من عبيدالله فإذا فيه : أمّا بعد فجعجع بالحسين عليه السلام حين يبلغك كتابي ويقدم عليك رسولي فلا تنزله إلّا بالعراء في غير حصن وعلى غير ماء ، وقد أمرت رسولي أن يلزمك ولا يفارقك حتّى يأتيني بإنفاذك أمري ، والسلام.
فلمّا قرأ الكتاب جاء به إلى الحسين ومعه الرسول ، فقال : هذا كتاب الأمير يأمرني أن أجعجع بكم في المكان الذي يأتيني فيه كتابه ، وهذا رسوله قد أمره أن لا يفارقني حتّى أنفذ رأيه وأمره. وأخذهم بالنزول في ذلك المكان ، فقال له : « دعنا ننزل في هذه القرية أو هذه أو هذه » يعني نينوى والغاضريّة وشفية. فقال : لا والله لا أستطيع ذلك ، هذا الرجل بعث إليّ عيناً ، فنزلوا هناك (6).
قال أبو مخنف : لمّا اجتمعت الجيوش بكربلاء لقتال الحسين جعل عمر بن سعد على ربع المدينة عبد الله بن زهير بن سليم الأزدي ، وعلى ربع مذحج وأسد عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي ، وعلى ربع ربيعة وكندة قيس بن الأشعث ، وعلى ربع تميم وهمدان الحرّ بن يزيد ، وعلى الميمنة عمرو بن الحجّاج ، وعلى الميسرة شمر بن ذي الجوشن ، وعلى الخيل عزرة بن قيس ، وعلى الرجّالة شبث بن ربعي ، وأعطى الراية مولاه دريدا (7). فشهد هؤلاء كلّهم قتال الحسين إلّا الحرّ فإنّه عدل إليه وقتل معه.
قال أبو مخنف : ثمّ إنّ الحرّ ـ لما زحف عمر بن سعد بالجيوش ـ قال له : أصلحك الله! أمقاتل أنت هذا الرجل ؟ فقال : إي والله قتالاً أيسره أن تسقط الرءوس وتطيح الأيدي. قال : أفما لك (8) في واحدة من الخصال التي عرض عليكم رضا ؟ فقال : أما والله لو كان الأمر إليّ لفعلت ، ولكن أميرك قد أبى ، فأقبل الحرّ حتّى وقف من الناس موقفاً ، ومعه قرّة بن قيس الرياحي ، فقال : يا قرّة هل سقيت فرسك اليوم ؟ قال : لا. قال : أما تريد أن تسقيه ؟ قال : فظننت والله أنّه يريد أن يتنحّى فلا يشهد القتال ، وكره أن أراه حين يصنع ذلك ، فيخاف أن أرفعه عليه ، فقلت : أنا منطلق فساقيه. قال فاعتزلت ذلك المكان الذي كان فيه ، فوالله لو أطلعني على الذي يريد لخرجت معه ، قال فأخذ يدنو من الحسين قليلاً قليلاً ، فقال له المهاجر بن أوس الرياحي : ما تريد يا ابن يزيد ؟ أتريد أن تحمل ؟ فسكت وأخذه مثل العرواء ، فقال له : يا ابن يزيد ، إنّ أمرك لمريب ، وما رأيت منك في موقف قطّ مثل شيء أراه الآن ، ولو قيل لي من أشجع أهل الكوفة رجلاً ما عدوتك ، فما هذا الذي أرى منك ! قال : إنّي والله أخيّر نفسي بين الجنّة والنار ، ووالله لا أختار على الجنّة شيئاً ولو قطّعت وحرّقت ، ثمّ ضرب فرسه ولحق بالحسين ، فلمّا دنا منهم قلب ترسه ، فقالوا مستأمن ، حتّى إذا عرفوه سلّم على الحسين وقال : جعلني الله فداك يا ابن رسول الله ! أنا صاحبك الذي حبستك عن الرجوع ، وسايرتك في الطريق ، وجعجعت بك في هذا المكان ، والله الذي لا إله إلّا هو ما ظننت أنّ القوم يردّون عليك ما عرضت عليهم أبداً ، ولا يبلغون منك هذه المنزلة ، فقلت في نفسي لا أبالي أن أصانع (9) القوم في بعض أمرهم ، ولا يظنون (10) أنّي خرجت من طاعتهم. وأمّا هم فسيقبلون من حسين هذه الخصال التي يعرض عليهم ، ووالله إنّي لو ظننتهم لا يقبلونها منك ما ركبتها منك ، وإنّي قد جئتك تائباً ممّا كان منّي إلى ربّي ، ومواسياً لك بنفسي حتّى أموت بين يديك ، أفترى لي توبة ؟ قال : « نعم ، يتوب الله عليك ، ويغفر لك ، فانزل » قال : أنا لك فارساً خير منّي راجلاً ، أقاتلهم على فرسي ساعة ، وإلى النزول ما يصير آخر أمري. قال : « فاصنع ما بدا لك » ، فاستقدم أمام أصحابه ثمّ قال : أيّها القوم ألا تقبلون من حسين هذه الخصال التي عرض عليكم فيعافيكم الله من حربه ؟ قالوا : فكلّم الأمير عمر ، فكلّمه بما قال له قبل ، وقال لأصحابه ، فقال عمر : قد حرصت ، ولو وجدت إلى ذلك سبيلاً فعلت ، فالتفت الحرّ إلى القوم وقال : يا أهل الكوفة ، لأمّكم الهبل والعبر دعوتم ابن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حتّى إذا أتاكم أسلمتموه ، وزعمتم أنّكم قاتلوا أنفسكم دونه ، ثمّ عدوتم عليه لتقتلوه ، أمسكتم بنفسه ، وأخذتم بكظمه ، وأحطتم به من كلّ جانب ، لتمنعوه (11) التوجّه إلى بلاد الله العريضة حتّى يأمن ويأمن أهل بيته ، فأصبح في أيديكم كالأسير لا يملك لنفسه نفعاً ، ولا يدفع ضرّاً ، حلأتموه ونساءه وصبيّته وأصحابه عن ماء الفرات الجاري الذي يشربه اليهودي والنصراني ، وتمرغ فيه خنازير السواد وكلابه ، فها هم قد صرعهم العطش ، بئسما خلفتم محمّداً في ذريّته ! لا سقاكم الله يوم الظمأ إن لم تتوبوا وتنزعوا عمّا أنتم عليه من يومكم هذا في ساعتكم هذه. فحملت عليه رجال ترميه بالنبل ، فأقبل حتّى وقف أمام الحسين (12).
وروى أبو مخنف أن يزيد بن أبي سفيان الثغري من بني الحرث بن تميم قال : أما والله لو رأيت الحرّ حين خرج لأتبعته السنان ، قال : فبينا الناس يتجاولون ويقتتلون والحرّ بن يزيد يحمل على القوم مقدما ويتمثّل قول عنترة :
ما زلت أرميهم بثغرة نحره |
ولبانه حتّى تسربل بالدّم |
وإنّ فرسه لمضروب على أذنيه وحاجبيه ، وإنّ دمائه لتسيل ، فقال الحصين بن تميم التميمي ليزيد بن سفيان : هذا الحرّ الذي كنت تتمنّى. قال : نعم. وخرج إليه فقال له : هل لك يا حرّ في المبارزة ؟ قال : نعم ، قد شئت ، فبرز له ، قال الحصين : وكنت أنظر إليه ، فوالله لكأنّ نفسه كانت في يد الحر ، خرج إليه. فما لبث أن قتله (13).
وروى أبو مخنف عن أيّوب بن مشرح الخيواني كان يقول : جال الحرّ على فرسه فرميته بسهم فحشأته فرسه فلمّا لبث إذ أرعد الفرس واضطرب وكبا ، فوثب عنه الحرّ كأنّه ليث والسيف في يده وهو يقول :
إن تعقروا بي فأنا ابن الحرّ |
أشجع من ذي لبد هزبر |
قال : فما رأيت أحد قطّ يفري فريه (14).
قال أبو مخنف : ولمّا قتل حبيب أخذ الحرّ يقاتل راجلاً وهو يقول :
آليت لا أقتل حتّى أقتلا |
ولن أصاب اليوم إلاّ مقبلا |
|
أضربهم بالسيف ضربا مفصلا |
لا ناكلا عنهم ولا مهللا |
ويضرب فيهم ويقول :
إنّي أنا الحرّ ومأوى الضيف |
أضرب في أعراضكم بالسيف |
عن خير من حلّ بأرض الخيف (15)
ثمّ أخذ يقاتل هو وزهير قتالاً شديداً ، فكان إذا شدّ أحدهما واستلحم شد الآخر حتّى يخلّصه ، ففعلا ذلك ساعة. ثمّ شدّت جماعة على الحرّ فقتلوه (16).
فلمّا صرع وقف عليه الحسين عليه السلام وقال له : « أنت كما سمّتك أمّك الحرّ حرّ في الدنيا وسعيد في الآخرة ».
وفيه يقول عبيد الله بن عمرو الكندي البدي :
سعيد بن عبد الله لا تنسينه |
ولا الحرّ إذ آسى زهيرا على قسر |
« ضبط الغريب »
ممّا وقع في هذه الترجمة :
« رسموا » : ساروا الرسيم وهو نوع من السير معروف.
« البيضة » : قال أبو محمّد الأعرابي الأسود : البيضة بكسر الباء ما بين واقصة إلى العذيب (17).
« العرواء » : بالعين المهملة المضمومة والراء المهملة المفتوحة قوة الحمى ورعدتها ، وفي رواية الأفكل : وهو بفتح الهمزة كأحمد الرعدة.
« قلب ترسه » : هو علامة لعدم الحرب ، وذلك لأن المقبل إلى القوم وهو متترس شاهر سيفه ، محارب لهم فإذا قلب الترس وأغمد السيف ؛ فهو غير محارب أمّا مستأمن أو رسول.
« الهبل » : كجبل. « والعبر » : كصبر وتضم العين هما بمعنى الثكل ، ويمضى على بعض الألسنة العير بالياء المثنّاة تحت وهو غلط.
« كظمه » : كظم الوادي بفتح الكاف وسكون الظاء المعجمة مضيقه ، فإذا أخذه الإنسان فقد منع الداخل فيه والخارج ، فهو كناية عن المنع ، كما يقال أخذ بزمامه.
« ثغرة النحر » : نقرته بين الترقوتين وهي بضم الثاء المثلثة.
« اللبان » : كسحاب الصدر من الفرس.
« حشأته » : أصبت أحشائه.
« يفرى فريه » : يفعل فعله في الضرب والمجالدة.
الهوامش
1. في جمهرة أنساب العرب ٢٢٧ : عتّاب الردف ، وأورده ابن الكلبي في جمهرة النسب : ١ / ٣٠٧.
2. مثير الأحزان : ٥٩ ـ ٦٠ بتفاوت.
3. موضع في العراق قرب القادسيّة. راجع معجم البلدان : ٢ / ٩٢.
4. راجع تاريخ الطبري : ٣ / ٣٠٧ ، والإرشاد : ٢ / ٨٠.
5. في تاريخ الطبري : النسير.
6. راجع تاريخ الطبري : ٣ / ٣٠٩.
7. تاريخ الطبري : ٣ / ٣١٧ ، وفيه : ذويدا.
8. في المصدر : أفما لكم.
9. في المصدر : أطيع.
10. في المصدر : ولا يرون.
11. في المصدر : فمنعتموه.
12. تاريخ الطبري : ٣ / ٣٢٠ بتفاوت.
13. تاريخ الطبري : ٣ / ٣٢٤.
14. تاريخ الطبري : ٣ / ٣٢٤.
15. تاريخ الطبري : ٣ / ٣٢٧ ، وفيه :
أضرب في أعراضهم بالسيف |
عن خير من كلّ منّى والخيف |
16. تاريخ الطبري : ٣ / ٣٢٧.
17. راجع معجم البلدان : ١ / ٥٣٢.
مقتبس من كتاب : [ إبصار العين في أنصار الحسين عليه السلام ] / الصفحة : 203 ـ 211
التعلیقات